سوريون: الفواكه في الجنّة


ما أن تنخفض أسعار مادة استثنائية في السوق السورية حتى تعود مادة أخرى لتكون حديث السوريين. وبعد تصدر البندورة والبطيخ لقائمة اهتمامهم في الفترة الماضية- كونهما قفزتا إلى أرقام كبيرة بالرغم من ارتفاع أغلب السلع- عاد الحديث هذا الأسبوع عن الفواكه التي تبقى فوق مستوى أحلامهم.

"نخاف من أي بسطة فواكه"

"أبو محمود" أحد سكان كفرسوسة بدمشق، قال لـ "اقتصاد" واصفاً حال أسعار الفواكه وكيف يتعاطى معها: "أنا ومعي الكثير من السوريين لا نتوقف أمام بسطات الفواكه، وذات يوم كنا نخشى من الفواكه المعروضة في سوق الشعلان اليوم نخاف من أي بسطة في الحارات والشوارع الفقيرة".

رجل سبعيني من سكان الريف الغربي لدمشق قال لـ "اقتصاد": "الفواكه سوف نحصل عليها في الجنة كما وعدنا الله، وهنا أنا لست قادراً على شراء كيلو الموز بـ 2800 ليرة فالأفضل أن أنتظر اليوم الآخر".

الموز.. في الصدارة

عاد الموز إلى صدارة أحلام السوريين كما في أيام عزّه، وذات يوم في منتصف ثمانينات القرن الماضي جعل حافظ الأسد السوريين يحلمون بصورة مع (قرن موز)، بينما فتح مهربو سرايا الدفاع خطوط التهريب من بيروت إلى وسط دمشق بكراتين الموز.

في عودة إلى سوق الفواكه بدمشق اليوم، فقد وصل سعر كيلو الموز إلى ما بين 2600- 2800 ليرة سورية ليحقق رقماً قياسياً أمام بقية الفواكه التي تراوحت أسعارها ما بين 1000- 2000 ليرة وفق بعض الصحف المحلية.

صحيفة تشرين الناطقة باسم حكومة النظام استثنت الموز من قائمتها، وأوردت يوم الأحد أسعار الفواكه في باب السريجة كالتالي: "ما زالت أسعار الفاكهة مرتفعة مع بداية موسمها فالكرز بين 800 و1500 ليرة والمشمش بـ 1200 ليرة والخوخ بـ 1200 والجارنك 2000 والأكيدنيا 2000 والبطيخ الحوراني 300 ليرة للكيلو".

التصدير.. سبباً

الارتفاع الكبير لأسعار الفواكه أعاده الكثيرون إلى حمى التصدير إلى كل من روسيا وإيران وبعض دول الجوار العربي كـ لبنان والأردن، فيما يشكو السوري من عدم قدرته على شراء كيلو فاكهة لعائلته.

أحد المعلقين على أسعار الفواكه في جريدة تشرين كتب: "تصدرررررر ليش مابيلبقلوا المواطن المعتر ياكل فواكه".

وفيما لا تزال حكومة الأسد تنفي ما يتم تناقله في مواقع التواصل وبعض الصحف اللبنانية عن ضبط شاحنات سورية محملة بالفواكه والخضار، يرى سوريون أن ارتفاع أسعار الفواكه في موسمها كالمشمش والدراق إنما يعود لتصديرها خارج البلاد.

يقول "محمد . س" من سكان الميدان بدمشق، حسب تصريح لـ "اقتصاد": "يريدون منا أن نشتري الجارنك بالحبة لأنه في حساب ثمنها يمكن أن يصل سعرها اليوم قرابة 100 ليرة سورية.. هل هذا عدل".

غزل.. بالخضار

مقابل ارتفاع أسعار الفواكه تتغنى منظومة أبواق النظام بعودة أسعار بعض الخضراوات إلى ما كانت عليه قبل حمّى الغلاء الأخيرة وأنها انخفضت كثيراً فأسعار الخضار حسب ما جاء في تشرين يوم الأحد: "البندورة بين 150 و250 ليرة والبطاطا بين 225 و325 والخيار البلاستيكي بين 150 و250 ليرة والخيار البلدي 350 و400 ليرة والفليفلة الخضراء 150 والبصل بين 200 و250 والباذنجان 175 والفاصولياء بين 200 و350 ليرة".

أما أسعار الليمون والثوم فما زالت مرتفعة فبلغ سعر كيلو الليمون 1000 ليرة والثوم 1750 ليرة، ومع كل هذا الانخفاص ما تزال هذه الأسعار دون القدرة الشرائية للمواطن السوري بعد خروجه منهكاً من موسمي الصيام والعيد.

ترك تعليق

التعليق