من يحرق حقول درعا؟


التهمت الحرائق أكثر من 350 دونماً من المحاصيل الزراعية الحقلية والأشجار المثمرة، في محافظة درعا، خلال الموسم الزراعي الحالي، وذلك بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة التي تشهدها المحافظة مع بدء فصل الصيف.

وأشارت مصادر النظام، إلى أن مؤسساته المعنية، قامت منذ بداية الموسم الزراعي الحالي بالتعاون مع الأهالي، بإخماد  27 حريقاً في حقول القمح والزيتون وبقايا الحصاد، في عدد من مناطق المحافظة، كانت النيران قد اشتعلت فيها.

ولفتت المصادر إلى أن الحرائق سجلت في مناطق الصنمين ودرعا وجباب وشعارة والشجرة والشيخ مسكين وبصرى وأم المياذن ودير البخت وغيرها، مؤكدة أن أسباب الحرائق تنوعت بين رمي أعقاب السجائر على جوانب الطرق، واشتعال الأعشاب اليابسة الناجم عن عوادم السيارات، وعمليات نقل حديد البناء بالجر على الطرقات بدون عوازل، ما يتسبب بتوليد شرارات، تشعل النباتات اليابسة، ومنها تمتد إلى الحقول الزراعية.

وبعيداً عن رواية النظام حول أسباب الحرائق، أشارت مصادر محلية وشهود عيان في المحافظة، إلى أن معظم الحرائق المسجلة في مناطق المحافظة الآنفة الذكر، كانت في حقول قريبة من قطع النظام العسكرية، ما يعني أن النظام يقف خلف تلك الحرائق وأنها بفعل فاعل.

وأشارت المصادر، إلى أن لنظام الأسد باع طويل في مثل هذه الأمور، وفي كل ما يلحق الأذى بالمواطنين، لافتة إلى أن النظام وعلى مدار السنوات السابقة من عمر الثورة السورية، لجأ إلى حرق مساحات شاسعة من الحقول الزراعية والأشجار المثمرة في مواسم الحصاد، إما باستخدام القنابل الحارقة عن بعد، وإما بإشعال النار بالطرق التقليدية، الأمر الذي كبد الفلاحين خسائر كبيرة.

ولفتت المصادر، إلى أن النظام كان يقوم بحرق المحاصيل الزراعية والأشجار المثمرة في درعا، بذريعة أنها تحجب كشف مساحات شاسعة من "مناطق العدو" أمامه إضافة إلى أنه كان يتذرع بأن المسلحين كانوا يختفون فيها خلال تسللهم إلى قطع النظام العسكرية، الأمر الذي أفقد فلاحي المحافظة مساحات كبيرة مزروعة بالأشجار المثمرة.

فيما أكد شهود عيان وأصحاب حقول زراعية أن قوات النظام وعلى مدار السنوات الماضية، قامت بحرق حقولهم، وقطعت أشجارهم، انتقاماً منهم لمواقفهم إلى جانب الثوار، ولتأييدهم للثورة ضد بشار الأسد وزمرته الحاكمة، لافتين إلى أن هذه الممارسات سجلت في عدد من مناطق المحافظة. 

وفي السياق ذاته سارع  فلاحو درعا إلى حصاد محصول الشعير لهذا الموسم وذلك خوفاً من أن تلتهمه الحرائق التي بدأت تسجل كل يوم في مناطق المحافظة.

وأشارت مصادر مطلعة، إلى أن أجرة حصاد الدونم باليد، حددت بنحو 7 آلاف ليرة سورية، لافتة إلى أن عمليات حصاد القمح ستبدأ خلال الأسابيع القليلة القادمة. 

يشار إلى أن الخطة الزراعية لمحصول الشعير في المحافظة، تشمل أكثر من 28 ألف هكتار، إنتاجها المتوقع نحو 42 ألف طن، وفق مصادر مؤسسات النظام الزراعية في المحافظة.

ترك تعليق

التعليق