"أطباء إدلب".. إضاءة على جدل الأجور


ألغت نقابة الأطباء في إدلب القرار الذي أصدرته بخصوص تحديد أجرة معاينة الطبيب بعد ساعات من نشره عبر صفحاتها الرسمية على فيسبوك وتلغرام.

وبحسب أطباء من داخل النقابة ومتابعين فإن القرار قد ألغي بسبب اعتراض عشرات الأطباء عليه في محافظة إدلب، وعدم قبوله لدى الأهالي وسط حالة من الاستياء.

وكان القرار قد حدد أجرة معاينة الطبيب بحسب البيان الذي نشر على مواقع التواصل واطلع "اقتصاد" على مضمونه، حيث حدد أجرة معاينة الطبيب العام بـ 2 دولار كحد أدنى و6 دولار أمريكي أو ما يعادلها من العملة النقدية، كحد أعلى.

كما حدد أجرة معاينة الطبيب المختص بـ 3 دولار كحد أدنى و 8 دولار أو ما يعادلها كحد أعلى.

ومع ارتفاع سعر صرف الدولار المتزايد فقد تصل أجرة الطبيب لقرابة 16000 ليرة سورية بينما لا يتجاوز الدخل اليومي للعامل العادي 3000 ليرة سورية.

"حمود العلوزي" طبيب عام وعضو نقابة الأطباء، أعلن عبر صفتحته أنه بريء من هذا القرار قبل أن يُلغى، وقرر عدم الالتزام به، في حينه.

وفي اتصال مع "اقتصاد" وصف العلوزي قرار النقابة بأنه قرار غير صائب ولا يناسب المرحلة.

وأضاف: "القرار ظالم بحق الناس فأغلب الناس تعيش اليوم تحت خط الفقر، ورفضت هذا القرار لأنه غير مدروس وقد اتخذ قبل أن يتم التشاور فيه من كل أعضاء النقابة".

وتابع "العلوزي": "الطب مهنة إنسانية وليست للتجارة فلا يجوز أن يكون لتحديد المعاينة سقف وقاع".

بدوره نفى الدكتور محمد وليد تامر، نقيب أطباء الشمال المحرر، أن يكون للنقابة التي تنبثق عنها نقابة إدلب، دور في هذا القرار.

وأكد: "حاولنا أن نقنع نقابة إدلب أن القرار غير جيد، ومن الخطأ الإعلان عنه ولكن دون جدوى".

وأشار بالقول: "نحن على وشك الدخول في أزمة دوائية نتيجة خروج الكثير من المعامل عن الخدمة وهذا الأمر هو الأحق بأن نوليه اهتمامنا".

وحاول "اقتصاد" الاتصال بنقيب أطباء إدلب الدكتور عبد الحميد دباك، لاستيضاح الإشكالات التي أثارها القرار وهل بالفعل تم إلغاؤه، ولن يتم العمل بمضمونه. لكن الدكتور اعتذر عن الإجابة.

وهذه هي المرة الأولى التي تصدر فيها نقابة الأطباء في إدلب، قراراً بخصوص تحديد الأجور. وبحسب الكثير من الأهالي فإن أغلب الأطباء يرفعون تسعيرة المعاينة قبل القرار.

ورفع الطبيب "خ ، ع" أجرة المعاينة من أسبوع لتصبح 5000 بدلاً من 3000 ليرة سورية.

ويقول طبيب الأطفال "أ ، ح" أن ارتفاع أجرة الطبيب أمر طبيعي تماشياً مع ارتفاع سعر صرف الدولار.

 "عندما كانت أجرة الطبيب ٥٠٠ ليرة، فهي كانت تعادل ١٠ دولارات، والآن مع ارتفاع الأجرة بالليرة، لم تتجاوز القيمة الحقيقية، ٤ دولار"، قال "أ ، ح".

يعتقد بعض الناس أن مهنة الطبيب يجب أن تكون إنسانية بحتة ولا يحق له أن يتكلم عن الأجور، بينما يرى البعض أن تكون أجرة الطبيب رمزية، ويقول آخرون أن الطبيب أفنى عمره حتى تخرج طبيباً ومن حقه أن يتمتع بحياة فارهة، بينما تبقى أجور الأطباء في إدلب متروكة لذمة الطبيب دون مراقبة أو تحديد ينصف الطبيب والمريض، على حد سواء.

ترك تعليق

التعليق