في إدلب.. ألواح الطاقة الشمسية بديل عن الأمبيرات


"في بادئ الأمر ترددت قليلاً قبل أن أشتري ألواح الطاقة الشمسية وألغي أمبيرات الكهرباء"، يقول "أبو حسام" لـ "اقتصاد"، ويستطرد: "السبب سعره المرتفع مقابل سعر صرف الدولار أمام الليرة السورية.. ولكن بعد التفكير مليّاً، اتخذت القرار النهائي بإلغاء اشتراك الكهرباء وتبديله بألواح طاقة شمسية".

يتابع "أبو حسام" القاطن في مدينة إدلب: "اليوم نحن في فصل الصيف والكل يعلم مدى حاجتنا لتخزين الطعام والشراب في (البراد) والحصول على الماء البارد.. وهذا الشيء لا يوفره إلا الطاقة الشمسية لسبب أن كهرباء الأمبيرات مدة تشغيلها 3 ساعات يومياً فقط وتبدأ من الساعة 7:30 وحتى الساعة 10:30 ليلاً، وبهذا التوقيت لا يستطيع البراد تخديمك بشكل جيد لارتفاع درجات الحرارة.. وأما الألواح الشمسية فهي قادرة على تأمين ذلك بوقت الذروة والتي تبدأ من الساعة 11 صباحاً حتى الساعة 3 بعد الظهر".

"أبو حسام" أكد أيضاً: "عدا عن كل ذلك، فسعر الأمبير الواحد 4.20 أمريكي بما يعادل 10500 ليرة سورية لكل أمبير أي أنني سأدفع بالشهر مقابل 3 أمبير 12.60 دولار أمريكي أي مبلغ يصل حتى 31500 ليرة، وأنا غير قادر على دفع هكذا مبلغ كل شهر. وحتى الألواح الشمسية مكلفة لكن تدفع ثمنها لمرة واحدة فقط وبعدها ترتاح"، على حد وصفه.

بدوره، يقول "أبو محمد"، وهو صاحب متجر لبيع الألواح الشمسية والبطارية، في تصريحات خاصة لـ "اقتصاد": "هنالك توافد كبير من الناس على شراء ألواح الطاقة الشمسية وإلغاء الاشتراك الشهري للأمبير لسببين الأول سعر الكهرباء المرتفع والثاني قلة ساعات التشغيل والتي لا تخدم البيت بشيء".

وتابع: "بالنسبة لتكلفة الطاقة الشمسية هنالك عدة أسعار فيوجد لوح مستعمل أوروبي بنصف عمر بسعر 50 دولار نخب أول، ويوجد نخب ثاني بسعر 38 أو 40 دولار أمريكي لكل لوح حجم 260، وأما الألواح الجديدة فقيمتها تبدأ من 80 دولار فما فوق".

وعقّب: "والذي يريد تركيب طاقة شمسية تخدمه 24 ساعة متواصلة في فصل الصيف فهنالك كلفة تعد مرتفعة قليلاً لأنه يحتاج إلى 4 ألواح من المقاس الكبير بسعر 200 دولار إذا أراد شراء المستعمل، و(أنفنيتر) مقاس كبير بسعر 170 دولار لتخريج الكهرباء إلى البيت، وبطاريتين حجم 240 أمبير بسعر 105 دولار لكل بطارية، وعدا عن كل ذلك، فهنالك سعر الكبل الواصل بين الألواح والبطاريات الذي يبلغ سعر المتر الواحد المفرد منه 85 سنت أميركي، أي كل متر مجوز 1 دولار و70 سنت، وهنا ينخفض سعر تكلفة الكبل النحاسي على حسب المسافة الواصلة بين المنزل والسطح المراد التركيب عليه".

وبحسبة بسيطة وتقديرية تحتاج إلى مبلغ يقدر بـ 700 دولار أمريكي لتركيب طاقة شمسية بديلة عن الكهرباء وتخديم جيد في فصل الصيف، إن كنت من سكان مدينة إدلب.

وبالعودة إلى "أبو حسام" وعن تجربته للطاقة بدل كهرباء المولدات، يقول: "نعم الفرق كان واضحاً جداً وأنا الآن أقوم بتشغيل البراد من الساعة 11 صباحاً وحتى الساعة الخامسة بعد العصر لأني لم أقم بتركيب شبكة كاملة بسبب التكلفة واستعضت بلوحين من الطاقة الشمسية فقط وأعتقد أن هذا يكفي حالياً، فتخديمهم جيد بالمقارنة مع كهرباء المولدات".

فيما علق "أبو عادل" الذي يعمل في أحد مراكز توليد الكهرباء، بأن الناس وبنسبة كبيرة جداً قامت بإلغاء اشتراكها بالأمبيرات واستبدالها بالطاقة الشمسية، مما ينذر بتوقف عمل المولدات لأنها تعمل على اشتراكات قليلة بنفس تكلفة المازوت المطلوب في حال كانت الاشتراكات أكبر.

وختم "اقتصاد" بالحديث مع "إبراهيم"، من سكان مدينة إدلب أيضاً، الذي قال لنا بدوره: "يجب على الكل مقاطعة الكهرباء التي أصبحت تحتاج إلى ميزانية كبيرة كل رأس شهر وبخدمة لا تتجاوز الـ 3 ساعات يومياً".

وعقّب: "أعلم أن تركيب الطاقة البديلة مكلف، لكنها تبقى أفضل بكثير من الأمبيرات الكهربائية وإن كان فقط في فصل الصيف".

ترك تعليق

التعليق