لماذا منع "محلي جرابلس" إخراج المواشي من المنطقة؟


أصدر المجلس المحلي في مدينة "جرابلس" شمال شرقي مدينة حلب، قراراً منع بموجبه مربي المواشي "منعاً باتاً" من إخراجها ونقلها خارج المدينة وريفها حتى إشعار آخر، وذلك استجابة لمطالب أهالي المنطقة من جهة، وحفاظاً على نوعية الأغنام "العواس" من التهريب أو الانقراض من جهة ثانية.

وبحسب تعميمٍ صادر عن المجلس يوم الخميس الفائت 4 حزيران/ يونيو الجاري، فإنّه يسمح بدخول المواشي إلى المدينة وليس العكس، كما أنّ مربين الثروة الحيوانية باستطاعتهم نقل المواشي (أغنام، ماعز، أبقار) داخل "جرابلس" وريفها فحسب، وذلك بعد أخذ موافقة مسبقة من مديرية الزراعة أصولاً.

وأشار التعميم إلى أنّ المجلس المحلي سيصدر التعليمات الخاصة بتصدير المواشي خارج المنطقة، كما سيحدد لاحقاً الآلية والأوقات المحددة للتصدير لكن تحت "إشرافه".

وحول هذا الموضوع قال "عبد خليل" رئيس المجلس المحلي لمدينة "جرابلس" في تصريح خاص لـ"اقتصاد"، إنّ قرار منع تصدير المواشي الصادر أخيراً عن المجلس يرجع إلى سببين رئيسيين: الأول ازدياد نسبة الطلب على الأضاحي بسبب اقتراب عيد الأضحى، ما سيترتب عليه أيضاً ارتفاعاً بالأسعار، والثاني منعاً لعمليات التهريب التي تنشط كثيراً في مثل هذه الفترة من كل عام.

وأضاف: "جاء القرار استجابةً لمطالب أهالي (جرابلس)، وسيبقى العمل فيه مستمراً حتى انتهاء فترة عيد الأضحى، فيما سيتولى المجلس مهمة الإشراف على تنظيم تصدير المواشي بعد ذلك وفق شروط محددة منها: السماح لكل مربي بتصدير 50% من المواشي التي يمتلكها فقط، كذلك يشترط أن يجري التصدير بصورة نظامية بالتنسيق مع المعابر الرسمية الموجودة في المنطقة".

وأشار "خليل" إلى أنّ عدد رؤوس الأبقار الموجودة في منطقة "جرابلس" يبلغ ٢٢٤٦ رأس، والأغنام ٢٤٩٢٠ رأس.

وينتشر تهريب المواشي على اختلاف أنواعها؛ بشكلٍ مستمر من مناطق ريف حلب الشمالي والشرقي إلى خارج المنطقة، سواء إلى مناطق سيطرة النظام أو إلى المناطق الخاضعة لسيطرة (قسد)، مما يؤدي إلى ارتفاعٍ كبير في أسعار لحوم الأغنام أو الأبقار على حدٍ سواء.

وأكدّ "خليل" على استمرار عمليات تهريب المواشي من مناطق "جرابلس" إلى المناطق الخاضعة لسيطرة "قسد"، في ظل غياب الإحصائيات الرسمية لأعداد المواشي المهربة وعدم القدرة على إيقافها أو ضبطها لأنها تجري في أماكن حدودية واسعة وتشمل أكثر من منطقة.

وعن الدعم الذي يقدمه محلي "جرابلس" لمربي الماشية، أوضح "خليل" أنّ الدعم لديهم محدود بسبب قلّة الموارد والأعلاف غير المتوفرة في المنطقة، وسط مساعٍ حالية يقوم بها المجلس من أجل تأمين كميات من الأعلاف من خارج المنطقة وتحديداً من منطقة "نبع السلام" بحيث تكون أسعارها معقولة للمربين.

واستدرك بالقول: "يقتصر دعمنا على تقديم بعض أنواع اللقاحات والأدوية التي توفرها مديرية الزراعة بالمجان للمربين لمواجهة الأمراض التي تصيب المواشي في المنطقة".

ويأتي القرار في الوقت الذي يشهد فيه الريف الشمالي من حلب ارتفاعاً متواصلاً في أسعار اللحوم سواء الأغنام أو الأبقار، ووفق ما قاله القصاب "أبو محمود" لـ"اقتصاد" فإنّ سعر الكيلو الواحد من لحم الغنم يبلغ حالياً في مناطق ريف حلب 12 ألف ليرة-السعر قابل للزيادة استناداً لسعر صرف الدولار-، بعد أن كان في شهر رمضان الفائت 10 آلاف ليرة سورية.

وأرجع "أبو محمود" السبب وراء هذا الارتفاع إلى تدهور قيمة الليرة السورية وارتفاع تكاليف الإنتاج على مربي الثروة الحيوانية، فضلاً عن وجود تهريب للأغنام إلى مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، التي تشهد مناطقها ارتفاعاً كبيراً في أسعار اللحوم قياساً بالمناطق المحررة.

ومن الأسباب التي دفعت المربين إلى اللجوء إلى التهريب-كما يقول أبو محمود-التكدس الحاصل في سوق المواشي؛ وأيضاً تجنب أي خسارة محتملة نتيجة ضعف القدرة الشرائية للأهالي والتي لا تتناسب مع الكميات المتوفرة من رؤوس الماشية في المنطقة.

ترك تعليق

التعليق