الغلاء يتعاظم.. لماذا يتوجب على إدلب أن تكتوي بنار (قيصر)؟


يحاول "أبو جميل" تصيد الحبات الذابلة من الخضار عندما يشتري طبخة اليوم. وحينما يدخل متجر بيع اللحوم يختار لحم الظهر والرقبة والقوانص كونها أقل ثمناً. يعيش مع أسرته المؤلفة من زوجة وخمسة أطفال على المجدرة يوماً، وعلى الخبز مع معجون الطماطم أياماً. ومع ذلك لم تفلح جميع جهوده للتوفير، في الموازنة بين دخله المحدود ومصروفه الذي وصل أدنى مرحلة من مراحل التقشف.

ففي منطقة طالما عانت من الحرب وويلاتها لم يعد بمقدور كهل مثل "أبو جميل" أن يحصّل قوت عائلته على الرغم من كونه يكدح يومياً للحصول على بضعة أوراق من العملة المحلية، "لم تعد ذات قيمة تذكر"، كما يقول الرجل.

قانون "قيصر" على الأبواب والليرة السورية في أدنى مستوياتها. "لكن ما شأننا نحن؟"، يتساءل "أبو جميل"، إذ طالما اعتقد أن "قانون قيصر شُرّع لمحاسبة النظام. فلم كل هذا التحامل على السوريين؟".

لم يعد بإمكان محدودي الدخل من سكان إدلب الحصول على أقل مقومات الحياة. يراقب "عبد الكريم" ما يسميه (بورصة الخبز) بوجع واضح.

"ربطة الخبز بـ 600 ليرة.. كل شيء إلا قوت الشعب"، يقول الثلاثيني الذي لا يزال يكتوي من ضيق ذات اليد نتيجة ذهابه إلى العمل يوماً وجلوسه في البيت أياماً.

أما المحروقات وجرات الغاز زرقاء اللون فقد غدت عنصراً بالغ القيمة بعد صعود الأسعار، تزامناً مع تدني الليرة.

يقول "إسماعيل" الذي يحاول التقليل من "مشاويره" على دراجته النارية لتقليص النفقات، "ليتر البنزين تجاوز الـ 1300 وجرة الغاز بـ 19000 ليرة. ماذا يفعل الفقير؟!".

في متجر الغذائيات حاول "محمد" الحصول على أقل فاتورة لشراء احتياجاته الضرورية. لكن جهوده للتوفير ضاعت مع الأسعار النارية التي دونها الـ (كاشير) في ورقة الفاتورة. "دفعت 17 ألف ليرة ثمناً لسلع لا تتجاوز كيسين صغيرين من النايلون. كانت صدمة كبيرة".


يتجنب "سليمان" المتاجر التي تبيع الأدوات الكهربائية كونها لا تتعاطى إلا بالدولار. لا يتجرأ سليمان على التفكير بشراء براد أو مدخرة جديدة أو تبديل لوح الطاقة الصغير بلوح كبير. بل كل ما يريد شراءه، "مروحة صينية الصنع لمقاومة حر الصيف".

لكن ثمنها يتجاوز 37 ألف ليرة، (15 دولار). يتابع سليمان: "هذه أرخص سلعة في هذه المتاجر".

ترك تعليق

التعليق