السكر يختفي.. أو يُباع بأسعار فلكية


لم يعد الكذب فقط ديدن النظام ومسؤوليه، كبروا شأناً أم صغروا، لكنها الوقاحة كما يصفها "أبو أحمد" من سكان كفرسوسة عند سؤاله عن تصريحات لمدير السورية للتجارة أن الصالات مفتوحة والسلع الرئيسية تباع بسعرها القديم.

يتابع "أبو أحمد" لـ "اقتصاد": "اليوم (الثلاثاء) فتحت بعض الدكاكين الصغيرة لكن لا يوجد مواد رئيسية كالسكر والرز والمواد التموينية حتى (المتة) صارت بـ 4000 ليرة وغير متوفرة".

الصالات فارغة.. والمواطن متهم

بالرغم مما تنقله مواقع التواصل عن إغلاق أغلب أفرع السورية للتجارة، وبعضها فتح أبوابه على لا شيء حيث أفرغت فجأة كل السلع إلا أن مسؤولي النظام يضعون اللوم على المواطنين الذين استجروا هذه البضائع، وهذا ما استدعى تعليقات ساخرة على هذه التصريحات فعلق أحدهم: "يعني المواطن وين بده يروح يشتري من الصومال مثلاً قال لإقبال المواطنين على الشراء".

أما في الريف الغربي ففي أغلب المناطق كانت الصالات مغلقة، وقال "مجيب.ح" لـ "اقتصاد": "فجأة اختفت البضائع عند بدء ارتفاعات الدولار، ومنذ الأمس لا توجد صالة مفتوحة، وحتى الدكاكين اختفت منها المواد الأولية وعند سؤال البائع يقول لك التجار لم يوزعوا".

بين بائع المفرق والتاجر والنظام، يبقى المواطن الضائع والمتهم الوحيد الذي توجه له أصابع الاتهام، وأما ذاك الثلاثي فهو الرابح الوحيد.

السكر.. أزمة جديدة

المتأثر الأكبر في هذه الأزمة كان السكر على اعتباره حاجة يومية، ولهذا خلال 24 ساعة وصل سعر الكيلو غرام إلى 2000 ليرة في حال توفره، وساهم في ارتفاعه عمليات الاحتكار والإخفاء التي قام بها التجار، وحتى الباعة الصغار.

"ممتاز. ع" من سكان ريف دمشق قال لـ "اقتصاد": "اختفى السكر من كل الدكاكين، والسوبرماركت الذي كان لديه كيسي سكر لم يعد لديه أي كمية، وأخبرني أحد الجيران أنه تدبر نفسه بكيلو غرام بـ 2000 ليرة ريثما تخرج الكميات المختفية".

مدير مؤسسة السورية للتجارة صرح لجريدة الوطن أن أسعار السكر والرز ستبقى على حالها كما كانت تباع وسعر السكر 350 ليرة للكغ، والرز 400 ليرة، فعلق أحدهم على الخبر: "كذاب".

البقية.. أغلى

بقية السلع بدورها قفزت لأرقام فلكية بالرغم من نكتة انخفاض سعر غرام الذهب من 105 آلاف إلى 80 ألف ليرة، وتراجع ارتفاع الدولار لحوالي 2800 ليرة، إلا أن الأسعار ما تزال تشهد ارتفاعات ساعية وليست يومية.

ونقل "محمد . ر" من سكان ريف دمشق لـ "اقتصاد" أسعار بعض السلع في مدينته: "وصل سعر عبوة زيت القلي 4 كيلو إلى ١٨ ألف، وأما المتة عبوة وزن نصف كيلو فوصلت إلى 5000 ليرة، وأما كيلو البن ماركة الشامي 12000 ليرة، وعلبة محارم ٣٠٠٠ ليرة".

لا ينتظر "أبو خالد" الخير في الأيام القادمة، فأغلبية السوريين باتوا غير قادرين على شراء ما يبقيهم على قيد الحياة، وأنهى حديثه لـ "اقتصاد": "الأسوأ لم نصل إليه بعد".

ترك تعليق

التعليق