سعر الصرف إلى أين؟.. صرّافون يجيبون ويقدمون النصائح


(ينشر "اقتصاد" آراء شريحة كبيرة من الصرّافين أدناه، لكنه لا يتبناها، وعلى المتعاملين المهتمين توخي الحذر جراء مخاطر التعاملات في سوق الصرف)


يعتقد عدد كبير من الصرافين العاملين في الداخل السوري، والذين تحدث إليهم "اقتصاد"، أن التصحيح الحالي لليرة السورية أمام الدولار لن يستمر طويلاً، فهو عبارة عن هبوط مؤقت للدولار، الغاية منه شراء الدولار بسعر مناسب للقيام لاحقاً بحملة مضاربات كبيرة.

وتوقع الصرافون صعوداً جديداً للدولار خلال الأيام المقبلة متخطياً جميع نقاط الهبوط الحالية وذلك ضمن مضاربات يقوم بها كبار التجار وأصحاب رؤوس الأموال عشية البدء بتنفيذ قانون قيصر.

ويعتقد العديد من الصرافين الذين تحدث إليهم "اقتصاد" أن الليرة السورية على وشك الانهيار لذلك ينصحون المدخرين الذين يمتلكون الدولار أو الليرة التركية بعدم البيع، كما على من يمتلك الليرة السورية انتهاز فرصة الهبوط لشراء الذهب أو العملات الأجنبية حفاظاً على مدخراته.

من جانبه، يعتقد "أبو عمار" (اسم مستعار لأحد صرافي العاصمة السورية دمشق)، في حديث لـ "اقتصاد"، أن الانخفاض الحاصل منذ يوم أمس (الثلاثاء)، هو بهدف امتصاص غضب الشارع الذي ضاق ذرعاً بالأسعار، في إشارة إلى تدخلٍ من جانب النظام لتخفيض سعر صرف الدولار.

ويعقّب "أبو عمار" بأن نتائج ارتفاع الأسعار الهائل، كانت سلبية على النظام السوري، وكانت بدايتها من مدينة السويداء التي عبرت عن غضبها بسبب سوء الأوضاع المعيشية الصعبة.

ولفت أيضاً أن أغلب المحافظات السورية على شفى حفرة من الانفجار وأغلب تجار ومحلات "الشام" أصبحت مغلقة لسببين الأول، لم يعد أحد يجرؤ على التبضع من ألبسة وأحذية وخلافه، أما الثاني هو سعر الصرف الذي لم يكن متوقعاً وصوله لحاجز الـ 4000 ليرة سورية مقابل كل دولار.

ويقول "أبو عمار": "الكل رح يطلع بمظاهرات لأننا مستحيل نقدر نعيش بهيك بلد مدمر بشكل نهائي".

أما عن انخفاض الدولار الذي حصل خلال اليومين الأخيرين، فهو انخفاض وهمي لا قيمة له، حسب "أبو عمار"، الذي رأى أن هنالك مؤشرات تقول أن الدولار مرشح للارتفاع إلى حد 5000 ليرة سورية لكل دولار أمريكي بعد أيام، لأن تطبيق قانون قيصر بات قريباً جداً.

من جانبه، نصح "أبو بلال"، صرّاف يعمل في مدينة إدلب، كل الناس باقتناء الليرة التركية أو الدولار الأمريكي بدل الليرة السورية، "لأننا مقبلون على تغيير العملة السورية في الأيام القليلة القادمة بعد بدء ضخ الفئات الصغيرة من الليرة التركية بمناطق درع الفرات وتحديداً مدينة إعزاز السورية شمالي حلب".

وحسب مصادر تعمل في مجال الصرافة، في ريف حلب الشمالي، فإن الليرة ورغم التحسن الطفيف في قيمتها خلال اليومين الماضيين، بفعل المضاربات، ستعاود الهبوط مجدداً، وخصوصاً في الأسبوع القادم، موعد دخول قانون قيصر حيز التطبيق.

وبموازاة ذلك، فإن تطبيق مقترح استبدال العملة السورية في الشمال والالتزام به، سيضغط على الليرة أكثر، وقد يفقدها مزيداً من قيمتها، وخصوصاً إذا شددت "قسد" في منع بيع الدولار الأمريكي إلى مناطق سيطرة النظام، وفق ما أكدت المصادر ذاتها.

وتابعت، بأن التحسن الجزئي في قيمة الليرة السورية، لن يدوم طويلاً، وخصوصاً أن "الأهالي فقدوا الثقة تماماً بالليرة السورية".

وبالانتقال إلى المنطقة الشرقية، أكد أحد الصرافين العاملين في تل أبيض لـ "اقتصاد"، أن "الليرة السورية إلى انهيار مستمر واحتمال أن يكون الانهيار أكبر خاصة بعد تطبيق قانون قيصر".

وأضاف مصدرنا أن "انهيار الليرة السورية مؤخراً سببه التهديدات الأمريكية بقانون قيصر ومشاكل رامي مخلوف، وإفلاس بنوك لبنان، و كلها عوامل مرتبطة بالانهيار".

وشدد على أنه "من الضروري تبديل العملة السورية بأي عملة أخرى، خوفاً من استمرار الانهيار".

صراف آخر في المنطقة قال إنه "لا يوجد استقرار، فالسوق متخبط بين صعود وهبوط، في دقائق فوق الـ 100 أو تحت الـ 100 ليرة"، معرباً عن اعتقاده أنه "في قادمات الأيام قد يستقر سعر الصرف عند 2000 ليرة سورية، لكن بشكل مؤقت".

وتابع أن "تراجع الدولار سببه نقص كبير بالقطع الأجنبي وتجميد مليارات الدولارت في البنوك اللبنانية، ومشاكل رامي مخلوف، والطلب الجنوني على الدولار بسبب التخوف من قانون قيصر".

وأكد أنه "من الضروري التخلي عن الليرة السورية لأن انهياراً كبيراً قادماً سيطال الليرة السورية".

وبالتوجه إلى شرقي دير الزور قال أحد الصرافين إنه "لا أحد يتوقع ما هو مصير سوق الصرف في ظل صعود وهبوط الدولار ومن غير المعروف من المتحكم بالأسعار".

وأضاف مصدرنا: "أنصح المكاتب أن تتعامل بكميات قليلة من الدولار، خاصة أن أغلبنا بات يصرف فقط باليوم الواحد ما يقارب 500 دولار لتسيير الأمور".

وتابع مصدرنا: "أنصح الأهالي بالتخلي عن الليرة السورية في ظل عدم ثبات سعر الصرف وتقلباته".

ترك تعليق

التعليق