قمح درعا.. للتجار


بدأت في محافظة درعا، التجهيزات والتحضيرات لحصاد محصول القمح، وسط توقعات بأن يبلغ الإنتاج لهذا الموسم، أكثر من 110 آلاف طن من القمح.
 
وأشارت مصادر مطلعة، إلى أن حالة المحاصيل الزراعية في المحافظة تعتبر جيدة هذا الموسم، مقارنة مع الموسم الماضي، لافتة إلى أنه لم تسجل حتى اللحظة أية آفات زراعية، أو أمراض نباتية ضارة بالمحاصيل، إذا ما استثنينا الحرائق، التي أتت على أكثر من 2500 دونم من المحاصيل الحقلية حتى اللحظة يقدر إنتاجها من الحبوب بنحو 250 طناً.
 
ويشكل موسم حصاد القمح، فرصة مهمة للشباب العاطل عن العمل حيث يؤمن كل عام مئات الفرص الموسمية المدرة للدخل، في ظل غياب الفرص الأخرى، وتوقف جبهات العمل التي تعاني منها مناطق من المحافظة.
 
ويشير محمد المحمود، 30 عاماً، أعمال حرة، إلى أن موسم حصاد القمح والأعمال المتعلقة به، من نقل ودراسة وتحميل، ونواتج "تبن"، تعتبر فرصة سنوية لا تعوض لطالبي العمل، لافتاً إلى أنه يشكل مع مجموعة من الشباب، ورشة للقيام بهذه الأعمال، تتقاضى عن حصاد كل دونم يدوياً نحو 8 آلاف ليرة سورية، ويصل أحياناً إلى 10 آلاف ليرة سورية.

وأضاف أن من محاسن هذه الأعمال، أنها تتم في ذات المناطق التي يقيم فيها الشباب، ولا يضطرهم العمل إلى التنقل أو السفر، عبر حواجز النظام، وتعريض المطلوبين منهم للخدمة العسكرية، أو المطلوبين للنظام بتهم أخرى، للوقوع في أيدي عناصر النظام.
 
مؤسسات النظام من جهتها، حددت أجور حصاد دونم القمح المروي باستخدام الحصادات الآلية بـ 4000 ليرة سورية، والقمح البعل بـ 3500 ليرة سورية، والشعير بـ 3200 ليرة سورية، كما وحددت أجور نقل طن الحبوب من مراكز الإنتاج، إلى مراكز التسويق في "ازرع" و"الصنمين" بـ 2500 ليرة للطن ضمن مسافة 20 كم، و3 آلاف للطن ضمن المسافة ما بين 20 و30 كم، و3500 للمسافة التي تتجاوز الـ 30 كم مهما كانت.

مصادر من الفلاحين قالت إن هذه الأجور افتراضية وهي أقل مما يتم دفعه بكثير، لافتة إلى أن الأجور آنفة الذكر محددة من العام الماضي، ولم تلحظ التطورات الجديدة على الأسعار، سواء لجهة هبوط قيمة الليرة، أو لجهة ارتفاع أسعار المحروقات، التي ترافقت مع هبوط قيمة الليرة السورية هذا الموسم.

ولفت بعض الفلاحين إلى أن الحصادات تقاضت العام الماضي أكثر من 6000 ليرة سورية وتتقاضى هذا العام أكثر من 7000 ليرة سورية أجرة حصاد كل دونم، مشيرين إلى أنه لم يستطع أحد أن يقدم شكاوى بذلك، لأن تعطل أو توقيف أي حصّادة، سيتسبب في بقاء المحاصيل في الحقول، لعدم وجود عدد كاف من الحصادات، بحسب الفلاحين.

وأضافوا أن الفلاح يفضل أن يدفع أي أجر، مقابل أن يؤمن حصاد محصوله، سيما وأن الحرائق باتت هذا العام تهدد المحاصيل بشكل كبير، حيث بينوا أن نيران الحرائق المفتعلة التهمت أكثر من 2000 دونم من الأراضي الزراعية في بضعة أيام.

ولفت المزارعون إلى أن الكثير منهم ينوون بيع محاصيلهم لتجار الحبوب بسعر 380 ليرة سورية للكغ، علماً أن مؤسسات النظام، حددت سعر الكيلو بنحو 400 ليرة سورية.
 
وبرر هؤلاء المزارعون رغبتهم بالبيع للتجار مباشرة، بهدف اختصار الوقت، والتخفيف من أجور النقل، إضافة إلى أنهم يحصلون على أثمان محاصيلهم من التاجر مباشرة، فيما يتطلب الأمر الانتظار طويلاً، لاستلام ثمن محاصيلهم، فيما لو باعوها لمؤسسات النظام بسبب الروتين.
 
يشار إلى أن المساحة المزروعة بالقمح المروي بلغت هذا الموسم 9450 هكتاراً، متجاوزة الخطة المقررة البالغة 8831 هكتاراً، في حين بلغت المساحة المزروعة بالقمح البعل 68500هكتار من أصل الخطة المقررة البالغة 76112 هكتاراً، فيما قد يصل الإنتاج المتوقع إلى أكثر من 110 آلاف طن حسب العديد من المصادر.



ترك تعليق

التعليق