"كورونا" تهدد سوريين في مصر وسط غياب كامل لمفوضية اللاجئين


يناهز عدد اللاجئين السوريين لدى مفوضية الأمم المتحدة للاجئين في مصر 130 ألفاً، ومع هذا الرقم المنخفض يتوقع كثير منا أن هذا العدد القليل يحظى بخدمات كبيرة فالأعداد ليست بالملايين حتى نقدم أعذاراً عن أداء هذه المنظمة الأممية، فهل هذا ما حصل فعلاً!

جائحة كورونا وتعامل مفوضية اللاجئين في مصر معها

التقى موقع "اقتصاد" بعدد من اللاجئين السوريين المقيمين في مصر مستطلعاً رأيهم في أداء مكاتب المفوضية خلال هذه الجائحة، وقد حدثنا "شهاب" وهو سوري يقيم في مدينة العبور مع عائلته ويعمل في مصنع للألبسة السورية فيها: "مع بدء جائحة كورونا منتصف شهر آذار الفائت أغلقت مفوضية اللاجئين في مصر أبوابها عن استقبال اللاجئين، كتدابير احترازية، وخصصت أرقام هواتف للتواصل معها في مختلف المحافظات المصرية، ومع عدد اللاجئين المسجلين لديها من سوريين وباقي الجنسيات الذين يقدر عددهم بحوالي 300 ألف لاجئ، أصبح من الصعب جداً أن تكفي هذه الأرقام للرد على كافة المتصلين وعلى الرغم من تخصيص إيميلات للتواصل، إلا أن قسماً كبيراً من اللاجئين ليس لديه الدراية الكافية والإلمام بهذا النوع من التواصل الالكتروني وطرقه، وبالتوازي مع إجراءات المفوضية ذهبت باقي المؤسسات الشريكة لها إلى ذات النهج في العمل وانخفضت الخدمات المقدمة بنسبة كبيرة جداً إلى درجة بتنا معها لا نشعر بوجود تلك المؤسسات".

السيدة "إسراء" والتي تقيم في مدينة دمياط حدثتنا بالقول: "المتابع لصفحة مفوضية اللاجئين على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) يجد عشرات منشورات التوعية حول الوقاية من الفيروس، والتصدي له وأرقام للتواصل مع المفوضية والمنظمات الشريكة لها، ولكن على أرض الواقع هذه الخدمات من المفوضية غير ملموسة لنا كلاجئين. بدأ الأمر مع استبدال المساعدات الغذائية المقدمة بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي وتحويله إلى مبلغ نقدي عبر خدمة فوري، استغرق هذا الإجراء أكثر من شهر لإقراره وتنفيذه، وبدأ مع شهر أيار/مايو وبالتالي لم يتم توزيع مساعدات شهر نيسان/أبريل وتم حرمان اللاجئين من مساعدة ذلك الشهر ولم يتم تعويضهم حتى الآن عن ذلك الشهر. في الجانب الطبي وفي حال الحاجة إلى عملية جراحية طارئة لم يعد اللاجئ يعرف مع من يجب عليه التواصل، وبخاصة أن الضغط على الخطوط الهاتفية كبير جداً وسعيد الحظ من يتمكن من التواصل معهم، وكذلك بالنسبة لمقابلات إعادة التوطين كلها توقفت وحتى الآن لا نعلم متى سيتم استئنافها".

إصابة عائلة سورية بفيروس كورونا تكشف قصور مفوضية اللاجئين

احدى العائلات السورية المقيمة في مصر ومسجلة لدى مفوضية اللاجئين أصيبت بهذا الفيروس ليتكشف من خلال تجربة هذه العائلة قصور مفوضية اللاجئين في مصر، في التعامل مع المصابين بالفيروس من اللاجئين, وعن هذا يحدثنا أحد الأشخاص المقربين من العائلة وطلب عدم الكشف عن اسمه، بالقول: "منذ ثلاثة أسابيع تقريباً أصيبت عائلة سورية مقيمة في مدينة نصر بالفيروس وهم زوج وزوجة وطفلين، وقد شفيت الزوجة والطفلين ولكن حالة الرجل تدهورت بشكل كبير، ومنذ الأيام الأولى تواصلت العائلة مع مفوضية اللاجئين ومع هيئة انقاذ الطفولة من أجل الحصول على الرعاية الطبية اللازمة، ورغم تسجيل بيانات العائلة من قبل انقاذ الطفولة ولكن لم يتم التواصل مع العائلة، ولا متابعة الحالة معهم وحتى عندما احتاج الزوج للنقل إلى مشفى لم تستجب المفوضية لهم".

ويكمل محدثنا: "منذ عدة أيام تدهورت الحالة الصحية للزوج مما استدعى نقله إلى مشفى وللأسف لم تقبل أي مشفى في مدينة نصر استقبال الحالة، واضطرت العائلة لإدخاله إلى مشفى خاص في مدينة العبور، وطلبت المشفى مبلغ 50 ألف جنيه لإدخال المريض للعناية المركزة بواقع تكلفة 10 آلاف جنيه مصري لليوم الواحد، والعائلة مستورة الحال ولا تملك هذه المبالغ الكبيرة، مما اضطر العائلة إلى مناشدة أهل الخير عبر وسائل التواصل الاجتماعي للمساعدة في تحمل نفقات العلاج، وهو ما تم بالفعل، وفي مرحلة لاحقة وحتى الآن لم تتحرك مفوضية اللاجئين لمساندة العائلة في تحمل جزء من مصاريف العلاج".

ويختم محدثنا: "إذا كان هذا حال مفوضية اللاجئين في التعامل مع المرضى المصابين بالفيروس مع عائلة واحدة فقط؟، ماذا سيكون دورهم في حال أصيبت أعداد أكبر من اللاجئين؟!، فمواجهة المرض وتداعياته ومساندة اللاجئين لا تكون بمنشورات توعية على موقعهم الالكتروني فقط، وإنما من خلال تأمين الرعاية الصحية الطارئة والمستعجلة لهم فهذه المهمة الرئيسية لهم في ظل هذا الوباء".

ومن الجدير بالذكر أنه لا أرقام دقيقة عن عدد السوريين المصابين بهذا المرض في مصر إلا ما تم نشره على وسائل التواصل الاجتماعي لهذه العائلة، إضافة لسيدة سورية تعافت من المرض، وتم تسجيل وفاة شخصين سوريين أحدهما شاب كان يقيم في مدينة السادس من أكتوبر، وطبيب كان يقيم في مدينة المنوفية وتوفي بعد أن انتقلت له العدوى أثناء عمله في علاج مرضى الفيروس.

ترك تعليق

التعليق