مستلزمات الأطفال في شمال غرب سوريا.. أزمة تتفاقم


تتعرض الأسواق في شمال سوريا لانقطاع شبه تام في مستلزمات الأطفال الضرورية وارتفاعاً حادّاً في أسعار المتوفر منها، لا سيّما الأنواع غير المعروفة لدى المستهلك والّتي يُعاد تدويرها في الأسواق بعد تقديمها كمعونات غذائية من المنظمات الإنسانية.

الماركات التقليدية والمعروفة تشهد منذ عام ندرةً في الأسواق مثل حليب" نان – كيكوز – نيدو – رينو – مامي لاك – بيبي لاك – بايوميل – بيبي ليت – جينا"، ويحل مكانها ماركات جديدة كالـ "فرانسي – سيليا – موديلاك".

الطبيبة الصيدلانية "نور الهدى"، تعمل في صيدلية بريف منطقة عفرين، قالت لـ "اقتصاد" إنّ نسبة مبيعات ماركات حليب الأطفال الجديدة ضئيلة للغاية بسبب سعرها الكبير وعجز الأهالي عن شرائها جرّاء انعدام الموارد وانتشار البطالة، مُضيفةً بأنّ أكثر أرباب الأسر يُحاولون توفير بعض المال ويقومون بشراء مستلزمات أطفالهم من نقاط توزيعها كمساعدات إنسانية في المخيمات وبعض البلدات التي يتمكّنون من الوصول إليها.

وأشارت الصيدلانية أنّ المتمّمات الغذائية الأُخرى تتعرض لتدنّي كبير في عمليات البيع تحديداً بعد الأسعار الجنونية الأخيرة المطروحة في الأسواق، وهي وفقاً للظروف التي يعيشها الناس، تقف على مسافة بعيداً جداً من قدراتهم الشرائية.

يتجاوز حالياً سعر علبة حليب نان وزن 400 غرام إن توفرّت، أكثر من 5.5 دولار أمريكي، بينما يبلغ سعر أدنى الماركات الجديدة من ذات الوزن نحو 4 دولار، ويبلغ سعر الدولار الأمريكي الواحد لحظة إعداد هذا التقرير 3000 ليرة سورية (عصر يوم الأربعاء في منطقة عفرين).

حتّى الصيدلانية "نور" تقوم بشراء الحليب من مُستحقيه في المخيمات وتقوم ببيعه بعد وضع هامش ربحي بسيط، إذ من غير المقبول عدم توفّر مادة حليب الأطفال في الصيدلية، وتقول في هذا السياق، يبدو أنّ هناك مشكلة في تقديم الحليب من المنظمات كمساعدة لمن لا يستحقها على حساب الأطفال المقيمين خارج المخيمات أو البعيدين عن نقاط توزيع المساعدات.

ماء الأرز المغلي والنشاء يُعدّ بديلاً ناقصاً ووحيداً لحليب الأطفال، لكن لا يُمكن التخلّي بتاتاً عن الحليب، وفق ما تقول "أم غياث"، والدة طفل يبلغ من عمره سنةً واحدة. وتُضيف في تصريحات لـ "اقتصاد" أنّها تُحاول التنويع بين ماء الأرز والحليب الذي تحصل عليه من بعض المنظمات الإنسانية بشكلٍ متقطعٍ تحسّباً لانقطاعه نهائياً، وتُفضّل شراء الحفاضات على شراء "السيريلاك".

يبلغ سعر علبة السيريلاك وزن 400 غرام بين نصف دولار، ودولار واحد، بحسب نوعيته ونكهته، ويصل سعر أدنى نوع من حفاضات الأطفال "24 قطعة" إلى دولار ونصف.

تحتاج "أم أحمد" أسبوعياً إلى مبلغ 7 دولارات بشكلٍ ملزمٍ لتأمين مستلزمات طفلها من الماركات ذات الجودة المُتدنية والأرخص ثمناً، أي بمعدّل 28 دولار أمريكي شهرياً. لكنها تحاول الاقتصاد قدر المُمكن.

وهكذا يعيش السوريّ في كافة مناطق الداخل، مع اختلاف الجهات المسيطرة، حالةً مأساويةً جرّاء التراجع والتدهور والانهيار في كافة المؤشرات الاقتصادية، ويطال ارتفاع الأسعار الحاد كافّة المواد الاستهلاكية الرئيسية التي يقف أكثر السوريين عاجزين أمام تأمينها في ظل فوضى الأسواق وأسعار الصرف الّتي يطرأ التغيير عليها في كُلّ دقيقة.
 
يُذكر أنّ منظمة اليونيسيف قالت في تقريرها بشهر شباط/ فبراير الماضي أنّ أكثر من 6500 طفل أُجبروا على الفرار بشكلٍ يومي في شمال غرب سوريا، وتجاوز عدد الأطفال النازحين خلال العام الأخير أكثر من 300 ألف طفل وسط انعدام شبه تام في تقديم الرعاية اللازمة لهم.

ترك تعليق

التعليق