تركيا تبذل أقصى الجهود لإنعاش قطاع السياحة الحيوي


ينبغي الاستيقاظ منذ الفجر في الأيام العادية، للعثور على نقطة جيدة للاسترخاء على شواطئ أنطاليا التي تعد أبرز منتجع ساحلي في تركيا، لكن اليوم تبدو المهمة سهلة وحتى أن أفضل المواقع للجلوس تحت الشمس متوفرة.

وضرب وباء كوفيد-19 بشدينبغي الاستيقاظ منذ الفجر في الأيام العادية، للعثور على نقطة جيدة للاسترخاء على شواطئ ة السياحة في تركيا، التي تعد قطاعاً حيوياً لاقتصاد بلد استقبل العام الماضي رقماً قياسياً من الزوار الأجانب بلغ 50 مليوناً.

وفيما ترفع قيود العزل حول العالم وتستأنف الرحلات الجوية تدريجياً، تلجأ تركيا إلى تكثيف مبادراتها الهادفة لإقناع السياح بالعودة وبالتالي إنقاذ ما تبقى من الموسم الصيفي.

في فندق واقع على ضفاف المتوسط، وضعت علامات على الأرضيات تحث الزوار على احترام مسافة في ما بينهم، كما وزعت معقمات لليدين على مداخل المصاعد والمطاعم، ووضع كافة العاملين كمامات، كما شاهد صحافيون في فرانس برس خلال رحلة نظمتها وزارة السياحة.

ويؤكد وزير السياحة محمد نوري إرسوي لفرانس برس "اتخذنا تدابير صارمة لحماية موظفينا والزوار"، مضيفاً "تركيا البلد الأفضل استعداداً لاستقبال السياح".

لطمأنة السياح وسلطات الدول القادمين منها، استحدثت تركيا علامة "سياحة آمنة"، وهي شهادة تمنح لمؤسسة سياحية بناء على 132 معياراً وتعني أن الفندق أو المطعم المعني قادر على استقبال الزوار تحت ظروف صحية جيدة.

- تغييرات في الفنادق -

أعطيت نحو 500 منشأة هذه العلامة، وتأمل السلطات بزيادة الرقم أربعة أضعاف خلال الشهر المقبل.

وللحصول على هذه الشهادة الصحية، على الفنادق أن تخصص أيضاً جناحاً لعزل السياح الذين تتبين إصابتهم بكوفيد-19.

ويؤكد رئيس اتحاد أصحاب الفنادق التركية سروري تشوراباتر "اضطررنا على إدخال تعديلات على منشآتنا. ورغم التكاليف الإضافية التي تكبدناها، لن نرفع أسعارنا".

وقلب الوباء حياة كل من يعيشون من السياحة في أنطاليا، من أصحاب الفنادق والمطاعم، وصولاً إلى المزارعين الذين يبيعون منتجاتهم إلى تلك المنشآت في المنطقة، ولذلك فالمرحلة المقبلة حاسمة بشدة لهم.

وبدا الحي الملقب "لاس فيغاس بدون كازينوهات" في أنطاليا بسبب فنادقه المبهرجة، أشبه بمدينة أشباح. كل المتاجر والمطاعم فيه مغلقة باستثناء الصيدليات.

يقول مدير عام مطار أنطاليا دنيز فارول "في 2019، وصلنا 35 مليون مسافر، 15 مليوناً منهم من الخارج. منذ مطلع العام، الرقم الإجمالي يقلّ عن مليون".

في مطار أنطاليا، وضعت كاميرات حرارية لقياس حرارة المسافرين، كما أنشأت قاعة عزل صحي، وفتح مركز يملك قدرة إجراء 20 ألف فحص كورونا يومياً.

- مفاوضات -

في ظل غياب سياح أجانب، يستغل بعض الأتراك الفرصة للاستمتاع بعطلة هادئة.

ولم تر دنيز كايا التي تزور أنطاليا كل عام، المدينة "فارغة هكذا على الإطلاق". وقالت وهي تستمتع بأشعة الشمس قرب مسبح "الناس ينتبهون، يقضون عطلتهم مع احترام المسافات".

لكن هل تكفي الإجراءات المتخذة لإقناع السياح بالعودة إلى تركيا؟ يعتمد ذلك إلى حد كبير على المفاوضات مع الدول التي يشكل رعاياها المصدر الرئيسي للسياح في تركيا، مثل ألمانيا، التي وضعت تركيا على لائحتها للمناطق "الخطرة" بالنسبة لتفشي الفيروس، وروسيا التي تسجل عدد إصابات هو من بين الأكبر في العالم.

وتبلغ أنقرة يومياً برلين بتطور عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد في مدنها الساحلية، ودعت موسكو إلى إرسال وفد لمراقبة الإجراءات المتخذة.

وقال وزير الخارجية مولود تشاوش أوغلو السبت "الرحلات الجوية استأنفت بين دول الاتحاد الأوروبي. لكن... إذا نظرنا للأرقام، فإن تركيا بوضع أفضل من غالبيتها".

وبحسب الحصيلة الرسمية، سجلت تركيا نحو 190 ألف إصابة و5 آلاف وفاة. وارتفع عدد الإصابات في الأيام الأخيرة نظراً لرفع القيود.

ورغم الصعوبات يحافظ وزير السياحة على تفاؤله.

وفي عام 2016، حين شهدت تركيا محاولة انقلاب وعدة هجمات، "دخلنا أزمة خطيرة تلاها انتعاش قوي"، كما يذكّر إرسوي. ويضيف "الحجوزات لعام 2021 تمطر علينا من الآن: لم ينس السياح تركيا، بل على العكس".

ترك تعليق

التعليق