كيف تستغل بعض المحلات التجارية المتعاقدة مع المفوضية اللاجئين السوريين في لبنان؟


مع الارتفاع الكبير للأسعار في لبنان، قامت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بزيادة قيمة كرت المساعدة الغذائية لمستحقيه من اللاجئين السوريين إلى (60) ألف ليرة لبنانية للفرد الواحد.

وتتعاقد مفوضية اللاجئين في لبنان مع عدد محدد من المتاجر والسوبرماركات والتعاونيات (واحد أو اثنين على الأكثر في كل منطقة من مناطق لبنان)، ولا يسمح للاجئ السوري بصرف قيمة كرت التغذية نقداً بل فقط كمواد غذائية من أحد المحلات المتعاقدة مع المفوضية.

ويشكو اللاجئون السوريون في لبنان من ارتفاع أسعار المواد في هذه المحلات مقارنة بالأسعار في المحلات غير المتعاقدة مع المفوضية.

 وأكد لنا عدد من اللاجئين السوريين أن أصحاب السوبرماركات التي يسمح لهم بصرف بطاقاتهم منها، تستغلهم بشكل علني إذ تبيعهم بأسعار أغلى من باقي المحلات بنسبة (15)٪ وبعضها أكثر.

في حديثه معنا، "أحمد. م" وهو لاجئ سوري مقيم في لبنان يحصل على مساعدة غذائية من مفوضية اللاجئين في لبنان، له ولأسرته (خمسة أشخاص) وقيمة المساعدة التي يتلقاها (300) ألف ليرة لبنانية، قال إنه جرّب أكثر من سوبرماركت متعاقد مع المفوضية في منطقة إقامته ومناطق مجاورة، ولكنه وجد أسعارها على حد وصفه تصبح (فوق الريح) بمجرد معرفتهم أنه سيشتري من بطاقة التغذية، حيث أن كيلو الرز المصري في المحلات العادية غير المتعاقدة مع المفوضية بـ (2500) ليرة لبنانية، وفي محل متعاقد مع المفوضية يُباع للاجئ السوري بـ (4000) ليرة لبنانية، وغالون الزيت (4) ليتر يُباع في سائر المحلات بـ (17) ألف ليرة لبنانية وعلى بطاقة التغذية يباع بـ (24) ألف ليرة لبنانية.

كذلك "أبو محمد"، لاجئ سوري مقيم في منطقة وادي خالد، تواصلنا معه ليرد على سؤالنا بخصوص كيفية تعامل السوبرماركت التي يصرف عندها كرت التغذية، وكان جوابه: "فوق الغلا بيجينا استغلال السوبرماركت عم يبيعونا 5 كيلو سكر بـ 13500 مع أنه سعره بالنقدي من دون بطاقة 9500 ليرة لبنانية وكيس دوا الغسيل عم يحسبولنا ياه بـ 36 ألف ليرة لبنانية مع العلم أنه سعره من دون بطاقة 28 ألف ليرة لبنانية، يعني الكرت صار يادوب يجبلنا غالون زيت وكم كيلو سكر وكم كيلو رز وبتطلع خالص".

كما تواصلنا مع لاجئة سورية مقيمة في منطقة عرمون، سألناها عن كيفية تعامل أصحاب السوبرماركت مع اللاجئين السوريين والأسعار، لتقول: "والله الأسعار نار وخصوصاً مخازن عرمون فتنا وطلعنا ما أخدنا شي أول ما شفنا الأسعار كانت شي ولما عرفونا سوريين وبدنا نشتري ع كرت التغذية صارت الأسعار شي تاني والأحلى من هيك ما في غيره متعاقد مع الأمم (المفوضية) بعرمون".

وأضاف لنا "أبو خالد" أحد جيرانها، بقوله: "اي والله بس يعرفوا أنه عالأمم (مفوضية اللاجئين) بيصيروا يغمزوا بعض الشغيلة أنه يكون السعر غير العادي".

شركاء في القسمة

يرى اللاجئون السوريون أن موظفي المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، المتخصصون بالتعاقد مع السوبرماركت والمحلات اللبنانية، يقومون أثناء التعاقد معها بالاتفاق بينهم على نسبة كل شهر، أي أنهم شركاء في القسمة، فالموظفون يأخذون (ما فيه النصيب)، وأصحاب السوبرماركات يضمنون عدم إلغاء المفوضية للتعاقد معهم، ولا يوجد تفتيش ولا مراقبة من قبل المفوضية على هذه المحلات.

وذكر لنا لاجئون سوريون أسماء عدد من الماركات والمحلات التي ترفع أسعارها على السوريين تحديداً، ويتحفظ "اقتصاد" على نشر أسمائها كما وردتنا.

فيما أكد لنا عدد آخر من اللاجئين السوريين أن بعض المتاجر المتعاقدة مع المفوضية تبيع بسعر معقول ولكن معظم البضائع منتهية الصلاحية أو تم إجراء تغيير في تاريخ الصلاحية.

بالمقابل أكد لنا لاجئون سوريون أن عدداً من التعاونيات والسوبرماركات في بعض مناطق لبنان تتعامل مع اللاجئ السوري المستفيد من كرت الغذائية كباقي المشترين الآخرين، وذكروا لنا أسماء عدد من التعاونيات والماركات، التي تتعامل بعدالة مع اللاجئ السوري.

دعوات لمقاطعة وتبريرات

أجمع أغلب اللاجئين السوريين في منطقة كسبا مثلاً على مقاطعة سوبرماركت (***) المتعاقد مع المفوضية، والذي يبيع للاجئ السوري الذي يصرف عنده كرت التغذية، كل مادة بزيادة الثلث.

وقد برر صاحب سوبرماركت متعاقد مع المفوضية، تحدث إليه "اقتصاد"، سبب رفع الأسعار، أنه عندما يتم الشراء بواسطة البطاقة فإن أصحاب المحلات مجبرون على رفع السعر لأن البنك يقوم بالخصم على السوبرماركت وأنه يوجد الكثير من المشاكل بين البنوك وبطاقات المفوضية.

مقترحات وحلول

يبقى من الضروري تضامن اللاجئين السوريين والاتصال بالمفوضية السامية لشؤون اللاجئين ودفعها لمراقبة الأسعار في المتاجر المتعاقدة معها وتصوير فروق الأسعار على جوالاتهم وإرسالها إلى المفوضية علها تتحرك وتراقب.

أو أن يتم صرف بدل المواد الغذائية بمبلغ شهري وهكذا لا يبقى اللاجئ السوري رهين محل معين ومجبر على الشراء منه وبالتالي استغلاله.

كما نحث اللاجئين السوريين على ضرورة مقاطعة المحلات التي تبيع بأسعار مرتفعة لإجبارهم على عدم زيادة الأسعار.

المفوضية السامية لشؤون اللاجئين توجه بضرورة الاستمرار بالشكوى لديها عبر الاتصال بالخط الساخن على الرقم 01594250، ليأتينا تعليق اللاجئين السوريين على ذلك بالقول: "مابدك موظفي المفوضية يردوا علينا بيروح رصيد التلفون كله وما منوصل لغايتنا".

ويبقى لسان حال اللاجئين السوريين في لبنان، "لمن تشتكي حبة القمح إذا كان القاضي دجاجة".

ترك تعليق

التعليق