لقاحات تقتل أبقار طرطوس


أصيبت الأبقار في ريف طرطوس بمرض شبيه بالجدري، ونفقت أعداد كبيرة منها حتى الآن، والخسائر بمئات الملايين من الليرات السورية، والموالون يعتبرون مرض قطعانهم عقوبة من نظام الأسد.

لقاح قاتل

أكد مصدر مختص لموقع "اقتصاد" أن كل الأبقار التي تم تلقيحها بواسطة اللقاحات المضادة للجدري من قبل وزارة الزراعة قد أصيبت بمرض يسمى التهاب الجلد العنقودي، وهو قريب من مرض الجدري البقري.

هذا وقد انتشر المرض -حسب المصدر- في عدد كبير من القرى في منطقة دريكيش وصافيتا، وأصبح بمثابة الوباء، وغالبية الأبقار المنتشرة في المنطقتين قد أصبحت مهددة بالموت.

وأكد المصدر- الذي طلب عدم الكشف عن هويته- أن عدداً من أبقار قرى "بتعلوس وبيت يوسف وعين الدهب والمعمورة وبجنة الجرد وتركب"، قد نفقت، وأن ما تبقى منها هو في طور الاحتضار وأصبحت مصدراً للعدوى، ويجب التخلص منها، في ضوء التقصير الكامل من قبل مؤسسات الأسد في متابعة الأمر ومعالجته، وخاصة أن الانتشار تم بعد إعطاء التلقيح لتحصينها ضد الجدري.

وأضاف المصدر أن وزارة الزراعة تحاول أن تنفي مسؤوليتها، وتلقي المسؤولية على مربي الأبقار، وسماحهم باختلاط أبقارهم مع الأبقار المصابة في منطقة مصياف والغاب التابعتين لمحافظة حماة.

اتهام للوزارة وتهديد

ومن جهتهم، وجه مزارعو الأبقار التهمة إلى المؤسسات الحكومية المعنية، واتهموها بالتقصير، واعتبروا أن الأمر مقصود، وأن طرطوس محافظة مستهدفة، وأن الغاية هي إفقار أهالي قرى طرطوس حصراً.

عبّر عن هذا الأمر "ميلاد شعبان" بكتابته على صفحة "الفساد في طرطوس"، بقوله: "هذه خطة مدروسة بعناية لتجويع أهل طرطوس، يعني الطراطسة وليس الحلبية يلّلي بطرطوس، بإرسال فيروس الجدري، بل اللقاح، حتى يخسر هالشعب الحليب والألبان والأجبان بيصير يشتريها من معمل ابنو لوزير الزراعة.. وتاني شي عقوبة على أبناء طرطوس يلّلي بالجيش وع المصابين والمسرحين وذوي القتلى لانن التحقو بالجيش".

وهدد في ختام حديثه: "لا تراهنو ع طول صبر الناس، إذا انفجر الصمام مارح حدا يضل بمكانو، وكانت النصيحة بجمل".
واتهم المتضررون الوزارة باستيراد لقاحات فاسدة، ودليل ذلك إصابة كافة الأبقار الملقحة باللقاحات المستوردة.

الوزارة تحمّل المسؤولية للمزارعين

من جهتها، وجّهت مديرية الصحة الحيوانية في وزارة الزراعة إلى استخدام اللقاحات الخاصة بجدري الأغنام في تلقيح الأبقار، بعد مضاعفة الجرعة عشر مرات، وفقاً لما خلص إليه تقريرها حول انتشار المرض، وحسب توجيهات أعطيت للمزارعين ومديرية زراعة طرطوس.

هذا وحسب تقرير وزارة الزراعة فإن المرض قد انتشر ابتداء في قرية الحريف في منطقة مصياف، وبدأ على شكل طفح جلدي، ومن ثم فقاعات غزيرة تبدأ من الأرجل، وتنتشر على كامل الجسم ليصبح مميتاً. ومن ثم انتشر إلى المناطق المجاورة.

 وعزا التقرير الرسمي إصابات الأبقار في قرية الحريف إلى الاختلاط الذي سمح به أصحاب القطعان في القرية مع قطعان الأبقار في سهل الغاب الذي ينتشر به المرض.

هذا وكان عدد كبير من الأبقار قد نفق في منطقة جبلة قبل عدة أشهر، نتيجة تلقيحها أيضاً بلقاحات فاسدة تم توزيعها من مديرية زراعة اللاذقية.

وعلّق مربي الأبقار "أبو فخري" لموقع "اقتصاد": "الطاسة ضايعة، والغاية هي التجويع، حتى نرسل من تبقى من ذكور للتطوع في جيش الأسد، لقد حفظنا الدرس جيداً".

ترك تعليق

التعليق