مؤسسة النفط الليبية: مرتزقة روس يدخلون أكبر حقل نفطي


 قالت مؤسسة النفط الوطنية الليبية، يوم الجمعة، إن مرتزقة روس وأجانب آخرين دخلوا أكبر حقل نفطي في ليبيا، واصفة التطور بأنه محاولة لإحباط استئناف إنتاج النفط المتوقف في البلد الذي تمزقه الحرب.

في ليبيا المنقسمة، تعد روسيا داعما رئيسيا للقوات المتمركزة في الشرق بقيادة القائد العسكري خليفة حفتر، الذي يشن حربا ضد الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة في العاصمة طرابلس، والتي تدعمها تركيا بشكل أساسي.

واجه المرتزقة الروس في وقت متأخر من مساء الخميس حراس حقل الشرارة النفطي الكبير في جنوب غرب ليبيا، الذي يسيطر عليه مقاتلو حفتر المتمركزون في الشرق، وفقا لبيان صادر عن مؤسسة النفط الوطنية.

وفي وقت سابق من هذا العام، ساعدت ميليشيا تعرف باسم حرس المنشآت النفطية، التي تتلقى أوامر من قوات حفتر، في إيقاف إنتاج النفط عندما قادت القبائل المتحالفة مع حفتر حصارا لموانئ النفط الليبية، وهو تحد لحكومة طرابلس.

وبينما تسيطر قوات حفتر المتمركزة في الشرق على الهلال النفطي الليبي، تسيطر حكومة طرابلس في الغرب على احتياطيات البنك المركزي الوطني، ومعظمها مستمد من دخل النفط. على الرغم من أن ليبيا تمتلك أكبر احتياطيات نفطية في إفريقيا، إلا أنها لم تتمكن من تصدير النفط منذ بدء حصار حفتر في يناير/ كانون ثان، ما كلف المؤسسة الحكومية أكثر من 6 مليارات دولار من العائدات المفقودة. وكانت ليبيا تنتج أكثر من 1.2 مليون برميل يوميا قبل الإغلاق.

وفي السياق، قال مصطفى صنع الله، رئيس المؤسسة، "بينما يستمر دفع مبالغ طائلة للمرتزقة الأجانب لمنع مؤسسة النفط الوطنية من القيام بواجباتها الأساسية، فإن بقية السكان الليبيين يعانون". وأعرب عن أسفه لفقد عائدات النفط و "الاضمحلال الكارثي للبنية التحتية النفطية" بسبب الإغلاق الذي يمنع أعمال الصيانة في المنشآت.

يقال إن المرتزقة الروس يعملون لصالح مجموعة "فاغنر"، وهي شركة أمنية خاصة مدعومة من الكرملين. ووفقا لخبراء في الأمم المتحدة، دفعت المجموعة بما بين 800 إلى 1200 من المرتزقة لتعزيز هجوم حفتر لمدة 14 شهرا للاستيلاء على طرابلس، حيث دفعت لبعض المقاتلين ما يصل إلى 1500 دولار شهريا.

ونفت موسكو مرارا لعب أي دور في ساحات المعارك بليبيا.

ومع تراجع أسعار النفط العالمية إلى مستويات متدنية تاريخية بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد وموافقة دول أوبك على خفض الإنتاج، انتقدت مؤسسة النفط الليبية بشدة ما وصفته بعدم مبالاة المجتمع الدولي للإغلاق.

وقال رئيس مجلس إدارة المؤسسة، صنع الله، "من الجدير بالذكر أن العديد من الدول تستفيد هي نفسها من غياب النفط الليبي عن الأسواق العالمية". وأضاف أن بعض الدول "تعمل في الخلفية لدعم قوى الحصار" في إشارة إلى روسيا.

وأدانت السفارة الأمريكية في ليبيا احتلال "فاغنر" ومرتزقة أجانب آخرين للحقل النفطي كجزء من "حملة غير مسبوقة مدعومة من الخارج لتقويض قطاع الطاقة الليبي".

وقالت السفارة إن قوى أجنبية تتدخل في ليبيا الغنية بالنفط تحتجز الموارد المربحة للبلاد "رهينة"، في حين ما زال الليبيون العاديون يعانون من انهيار الاقتصاد.

ترك تعليق

التعليق