ما السبب الحقيقي لخسارة سوريا أكثر من 5 مليون رأس بقر خلال 9 سنوات؟


على مدى سنوات الأزمة السورية التسع الماضية، كان النظام يرفض تقديم أية بيانات عن خسائر حربه على الشعب السوري، وكل ما صدر في هذا الشأن إنما قامت به جهات دولية وإقليمية، أو محلية خاصة تعمل خارج البلد.

وفي موقع "اقتصاد" نحاول أن نتتبع هذا الأمر من خلال ما يصدر من تصريحات عن المسؤولين، في مواضيع ليس لها علاقة بالإحصائيات، وإنما من خلال ما يرد بين السطور، وهم يتحدثون عن قضية مختلفة، كالتي بين أيدينا، حيث كشف مدير الصحة الحيوانية في وزارة الزراعة، حسين السليمان، أن أعداد الأبقار في سوريا، يبلغ 700 ألف رأس فقط.

السليمان، كان يتحدث عن المرض الذي أصاب الأبقار في المنطقة الساحلية مؤخراً، وأدى إلى نفوق العشرات منها، بينما تتحدث التقارير بأن أعداداً أخرى في دائرة الخطر، بسبب أن الإصابات طالت أكثر من 400 رأس من الأبقار.

وبالعودة إلى الرقم الذي ذكره السليمان عن أعداد الأبقار في سوريا، والذي تطرق إليه في معرض حديثه عن أن الأعداد المصابة بالمرض لا تشكل سوى نسبة بسيطة من الثروة البقرية، فإننا نذكر بآخر إحصائيات لأعداد الأبقار في سوريا في العام 2010، والتي كانت بحدود 6 مليون رأس.

وهو ما يعني بأن البلد خسرت أكثر من 5 مليون رأس من الأبقار، وهي ثروة لا يستهان بها، كما أنها تعطينا، فكرة عن سبب ارتفاع أسعار اللحوم ومشتقات الحليب في الأسواق السورية، والتي تجاوزت حتى الآن الـعشرين ضعفاً خلال بضع سنوات.

كما أن النظام يتحجج باستمرار، خلال حديثه عن سبب تدهور الثروة الحيوانية في سوريا، بعمليات التهريب إلى الدول المجاورة، إلا أن تهريب أكثر من 5 مليون رأس من الأبقار ليس بالأمر السهل، وإنما يعود سبب هلاك الثروة الحيوانية في أغلبه، إلى النظام كان يتقصد القضاء على أرزاق الناس الذين ثاروا ضده، فكان يعمد إلى تدمير كل ممتلكاتهم، بما فيها قتل الحيوانات التي يمتلكونها، ومنها الأبقار والأغنام والخيول.

ترك تعليق

التعليق