المخدرات وشراكة الأسد – حزب الله.. شقان: لوجستي وتصنيعي


لم يقتنع الكثير من السوريين، بما قالته السلطات الإيطالية، والذي مفاده أن ملكية الكمية الكبيرة من الحبوب المخدرة التي احتجزتها من على متن ثلاث سفن حاويات رست في ميناء ساليرنو بجنوب إيطاليا، تعود إلى "تنظيم الدولة الإسلامية".

وكانت وكالات أنباء إيطالية، قد أكدت الأربعاء، مصادرة السلطات الإيطالية كمية كبيرة من المخدرات (نحو 14 طناً من أقراص الأمفيتامين) تصل قيمتها إلى حوالي مليار يورو، قادمة من سوريا.

هذه العملية التي أُعلن عن إحباطها، ليست الأولى من نوعها، فقبل أشهر قليلة أعلنت مصر عن ضبط شحنة مخدارت كانت في طريقها إلى الأراضي الليبية، مصدرها سوريا، وكذلك فعلت السلطات السعودية، معلنة عن مصادرة كمية كبيرة من الحبوب المخدرة، قادمة من سوريا، أيضاً.

وبعثت زيادة عمليات المتاجرة بالمخدرات انطلاقاً من الأراضي السورية مؤخراً، بإشارات واضحة على تورط النظام السوري، أو مليشيات تابعة له – على أقل تقدير- بالضلوع في هذا النشاط غير الشرعي.

مراقبون للشأن الاقتصادي السوري، رجحوا في وقت سابق أن يزيد النظام والمليشيات من الاعتماد على المتاجرة بالمخدرات، كأحد الحلول الرئيسية لمواجهة التداعيات الاقتصادية التي فاقمها دخول قانون "قيصر" حيز التطبيق، ومنهم الباحث بالشأن الاقتصادي يونس الكريم.

وبعد أن جزم الكريم بضلوع النظام والمليشيات في كل عمليات المتاجرة بالمخدرات، قال لـ"اقتصاد": "النظام كان يستخدم المخدرات سابقاً للابتزاز السياسي لأطراف إقليمية محددة، إلى جانب تمويل أنشطة معينة متعلقة بعمل أجهزة الاستخبارات".

وأضاف: "أما الآن فالمخدرات باتت مصدراً ذا أهمية كبيرة للنظام لتأمين العملات الأجنبية، التي يفرض قانون قيصر قيوداً على تدفقها لسوريا"، مشيراً إلى أن "زيادة الرقابة الدولية على المتاجرة بالمخدرات، أدت إلى الكشف تباعاً عن بعض عملياتها، رغم أن هذا الأمر ليس جديداً".

وقال الكريم: "شبكة أمراء الحرب التي تسيطر على اقتصاد النظام السوري، لجأت إلى المخدرات لتحقيق أرباح سريعة في وقت تعاني فيه التجارة المشروعة من قيود دولية كثيرة، وعلى رأسها تجارة النفط التي تنطوي على احتمالية خسارة كبيرة، وخصوصاً إذا ما أخذنا بعين الاعتبار قيام التحالف الدولي باستهداف شاحنات نقل النفط لأكثر من مرة".

وفي هذا الصدد أشار الكريم إلى دور بارز للمليشيات الإيرانية في تجارة المخدرات، موضحاً: "المليشيات الإيرانية التي تتكاثر شرق سوريا ودمشق ساعدت في ازدهار تجارة المخدرات، حيث أصبح طريق المخدرات سالكاً من أفغانستان مروراً بإيران والعراق إلى البحر المتوسط".

ودعا الكريم إلى تكاتف دولي لمنع المتاجرة بالمخدرات، لأن آثار هذه التجارة لا تقتصر على الضرر الاجتماعي فحسب، وإنما هي وسيلة لتمويل آلة الحرب واستمرارها أيضاً.

مصدر مطلع أكد لـ"اقتصاد" أن النظام انتقل من موقع المشرف غير المباشر على المتاجرة بالمخدرات، إلى الانخراط المباشر، موضحاً أن تيارات داخل النظام باتت تعد شريكاً رئيسياً للمليشيات الإيرانية و"حزب الله" في التجارة بالمخدرات.

وحسب المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، فإن غالبية معامل تصنيع الحبوب المخدرة، هي في المناطق الحدودية السورية- اللبنانية، حيث يتولى "حزب الله" ضبط أمن هذه المناطق، فيما يؤمن النظام الطرق والوسائل اللازمة لنقل الحبوب إلى خارج سوريا.

ترك تعليق

التعليق