دخان إيراني "يغزو" دمشق


رحلة البحث عن باكيت الحمراء الطويلة عبء جديد ابتلي به المدخنون السوريون وهم ليسوا قلة، وفي أغلبهم ممن لا يستطيعون شراء الأجنبي المستورد الذي صار سعره بالآلاف، وأما الوطني فهو وفق ما يقوله "ميسرة" لـ "اقتصاد": "كمن يبحث عن قشة وسط كومة قش".

الوطني.. تبخر

"اقتصاد" سأل عن حقيقة اختفاء الدخان الوطني الذي ارتفع سعره أيضاً، ومع ذلك تخلو منه المحال والأكشاك، وكانت إجابات من تحدثنا إليهم، تتهم التجار ومؤسسة التبع بالتواطؤ لبيعه بأسعار مرتفعة، وبهذا الصدد يقول "محمد" من سكان كفرسوسة: "قد تحصل على علبة سجائر من جارك صاحب المحل بعد يومين من الرجاء وبسعر يتجاوز السعر المعلن عنه فالحمراء الطويلة بـ 700 ليرة".

"خالد" وجّه اتهاماً مباشراً لمؤسسة التبغ: "الموزع الرئيسي مؤسسة التبغ التي لا تؤمن حاجة الناس، وقلة العرض تجعل البائع يطمع بالزيادة على السعر، وهؤلاء متورطون مع التجار والموزعين الصغار في تقاسم أرباح التوزيع للبعض دون الآخر".

فيما يرى "قاسم" من سكان الريف الغربي أن الأمر يتعلق بقضية أخرى: "السبب هو تضرر المهربين وباعة الدخان الأجنبي الذي امتنع الناس عن شرائه لارتفاع أسعاره، وهكذا يضطر المدخن لشراء الأجنبي بسعر مرتفع".

البديل إيراني

فجأة ظهرت أصناف من التبغ الإيراني تباع بسعر أرخص من الوطني وهذا ما أثار استغراب المواطنين حيث سعر العلبة 300 ليرة فقط، والموزع حتماً هي المؤسسة العامة للتبغ التي تنحصر بها مسؤولية مراقبة وتوزيع التبغ، ووجوده في المحال يعني أنه لم يدخل البلاد تهريباً.

"ممدوح" من الريف الغربي لدمشق يقول لـ "اقتصاد": "هذا يفسر اختفاء الدخان الوطني، ولكن الأمر لا يتعلق بأسعاره الرخيصة، إذ أن له طعم غريب، وطالته العفونة نتيجة التخزين الطويل وعدم جودة التبغ".

بعض الصفحات المحلية تناقلت صور المنتج الإيراني، وعلقت عليه بسخرية ناتجة عن سوء الصناعة والطعم والرائحة، وحملت أبعاد العلاقة بين إيران ونظام الأسد، فعلقت إحدى الصفحات: "وصول اول دفعة دخان ايراني بسعر 300 ليرة أول سحبة بتشوف الخامنائي وثاني سحبة بتصير عندو".

ومن الأصناف الإيرانية التي حلت بديلاً عن الحمراء الطويلة والقصيرة نوعان هما (تير، 57) وهما قريبان في تصميمهما من الدخان الوطني.


إخفاء مقصود

السؤال عن الدخان الوطني وسر اختفائه كان حديث الصفحات الموالية خلال اليومين الفائتين، وكما كل السلع السورية المحلية يرى الكثيرون أن الفاعل واحد، والسبب واحد هو فساد أجهزة حكومة النظام، وعلق أحدهم على سؤال نشرته صحيفة "صاحبة الجلالة" على "فيسبوك": "بالمستودعات عند التجار وبيبيعوه بـ 3 أضعاف سعرو بعدين هاد شغل مؤسسات الدولة".

وعلق آخر عن الهدف من إخفاء الدخان الوطني: "اين اختفى متحكي من عقلك ولا من شو ماسمعت بخبر رفع سعر دخان الوطني وحطلي الوطني بين قوسين لهيك ماحدا رح يبيع ل يطلع السعر الجديد نفس المسلسل تبع الدواء لما بلشو يغيرو بالاسعار".

هي نفسها حلقات الفساد التي تعصف بحياة السوريين، ومحاباة المحتل الإيراني على حساب صحة ومال السوري العاجز في وطنه.

ترك تعليق

التعليق