حمض "الحصرم" بديل عن الليمون


منذ الصباح الباكر تقوم السيدة "اعتدال" بفرط حبات عنقود العنب التي لم تنضج بعد وتسمى "الحصرم" لتضعها في وعاء كبير على نار هادئة مضيفة إليها القليل من الماء وتتركها حتى "تتعقد"، حسب وصفها.

وتقول "اعتدال": "(تتعقد) يعني حتى تغلي منيح وتصير شراب".

عادةُ تحضير الحصرم ليست جديدة على أهالي العاصمة، فشراب الحصرم الذي يتم تحضيره بعد أن يعصر تماماً ويضاف عليه السكر، من المشروبات المفضلة عند الكثيرين.

 "من يوم يومي بعمل عصير الحصرم وكنت سابقاً خزنه بالفريزة"، تقول "اعتدال".

وإضافة إلى أن عصير الحصرم شراب مميز ومنعش، كذلك فإنه يستخدم لإعطاء بعض المأكولات حموضة ونكهة مميزة، لكنه اليوم أصبح الحمض الأساسي في كل منزل بعد ارتفاع سعر الليمون وبات يستخدم في معظم الطبخات، ويصل سعر الحامض الأول "الليمون" إلى قرابة 4000 ليرة، بينما لا يتجاوز سعر كيلو الحصرم 700 ليرة في معظم أسواق العاصمة.

تقول "سهام" وهي سيدة دمشقية، إنها تقوم أيضاً بصنع حمض الحصرم، "صنعت قرابة ٧ كيلو حصرم، ومن المحتمل أن أصنع مجدداً لأنني سأقوم بتخزينه بكمية تكفي طيلة العام".

تتميز حبات الحصرم بكميات الماء الكبيرة التي تحتويها، كما لا تحتاج للكثير من الغلي على النار، وحموضتها تساعد في إنتاج كمية جيدة من الحمض وبكلفة أقل.

وتشرح السيدة "سهام" طريقة تخزين الحصرم: "بعد أن يغلي جيداً نقوم بهرسه قليلاً لنتأكد أن حبات الحصرم قد انعصرت تماماً، ومن ثم أصفيه من البذور".

وتتابع السيدة: "نحتاج ملعقة صغيرة من الملح لكل كاسة عصير، ويسكب في الأوعية ويترك حتى يبرد ثم نغلق عليه جيداً".

يمكن استخدام حمض الحصرم في تحضير وجبات منوعة كالسلطات والفتوش وطبخة ورق العنب "اليبرق"، و"الحرّاق بإصبعه"، و"ست زبقي"، وغيرها.

ومن الأفضل وضع وعاء الحصرم في البراد بعد أول استعمل لها لكي تبقى محافظة على نكهتها.

أصبحت الحلول البديلة في ظل الغلاء من أولويات سيدة البيت التي صارت تحتال على كثير من مستلزماتها، محاولة الاستفادة من المواد في أوقات نضوجها حيث تكون بسعر أقل، وتخزينها بأي طريقة مستفيدة من التجارب والعادات الدمشقية القديمة.

ترك تعليق

التعليق