بعد 4 سنوات على دمج الطلاب السوريين بالمدارس التركية.. العوائق لا زالت موجودة


تناول "مركز الحوار السوري" في دراسة صادرة عنه حديثاً، العوائق التي واجهت مسيرة التعليم المدرسي للطلاب السوريين في المدارس التركية، بعد مضي أربع سنوات على قرار الدمج الذي أقرته السلطات التركية.

واستندت الدراسة التي كانت بعنوان "أربع سنوات على قرار الدمج، الطلاب السوريون في المدارس التركية"، إلى الاستبيانات الإلكترونية، والمقابلات الشخصية مع طلاب من مراحل دراسة مختلفة (ابتدائية، متوسطة، ثانوية) وعائلاتهم.

ورصد "اقتصاد" تفاصيل الدراسة التي أعطت تقييماً أولياً لمدى نجاح تجربة دمج الطلاب السوريين بالمدارس التركية.

عوائق الدمج المدرسي

ولاحظت الدراسة، أن العديد من الطلاب لا زالوا يعانون من مشاكل لغوية، وهو ما يؤثر على تحصيلهم الدراسي، موضحة أن 13% من الطلاب يعانون من ضعف اللغة رغم صدور قرار الدمج منذ ما يزيد عن 3 سنوات.

وإلى جانب المشاكل اللغوية، يعاني الطلاب من انطباعات "سلبية" حول المدرسة التركية، حيث وجدت الدراسة أن علاقة الطالب السوري بالمعلم التركي لم تتحسن على النحو المطلوب.

وكذلك أشارت إلى أن 72% من الطلاب السوريين واجهوا مشاكل في تكوين الصداقات مع أقرانهم الأتراك، منهم 37% ما زالوا غير قادرين على تكوين صداقات للآن.

لم تكن سلسة

وخلصت الدراسة، إلى أن عملية دمج الطلاب السوريين لم تكن سلسة، معتبرة أنها لم تحقق النتائج المتوقعة التي توازي الجهود المبذولة.

وللتعقيب على نتائج الدراسة، تحدث "اقتصاد" مع مسؤولة الوحدة المجتمعية في مركز "الحوار السوري"، الباحثة ضياء الشامي.

ولدى سؤالها إن كان قرار الدمج صائباً، أكدت الشامي أن نصف المستطلعة آراؤهم اعتبروا أن القرار كان في مصلحة الطالب، إلا أن هناك اعتبارات عدة طارئة، أو لم تؤخذ في الحسبان أعطت نتائج غير متوقعة.

وفي سياق الرد على السؤال ذاته، قالت الشامي "طرحنا على الأهالي سؤالاً: (في حال توفرت لكم الإمكانيات المادية، هل كنتم ستضعون أطفالكم في مدارس خاصة تُعلم باللغة العربية؟)، وغالبيتهم رفضوا ذلك، على الرغم من التحفظات".

وأضافت: "ذلك يعطي مؤشراً، على أن قرار الدمج بالشكل العام يصب في مصلحة الطالب السوري، لأنه يؤمن شهادة مُعترف فيها في كل أنحاء العالم، وهذا ما كانت تفتقده المدارس السورية (المؤقتة)، وهذا بدوره أيضاً دفع الحكومة التركية إلى اتخاذ قرار الدمج".

وحسب الشامي، فإن لأي قرار أبعاد إيجابية وسلبية، موضحة أن "قرار الدمج له أبعاد إيجابية على المستوى البعيد والاستراتيجي لمصلحة الطالب، بعبارة أخرى المشكلة لم تكن قرار الدمج بذاته، وإنما في البيئة المدرسية التي لم تكن مهيأة على النحو المطلوب لتقبل هذه الخطوة، ما أثر على جودة الأثر".

وأردفت، أن "الزج بعدد كبير من الطلاب السوريين إلى المدارس التركية، في الوقت الذي كانت فيه حملات التحريض على الوجود السوري في أوجها، زادت من التحديات أمام الطالب السوري، وأمام المعلم التركي، والإدارة المدرسية، إلى جانب مشكلة اللغة".

مخاوف على اللغة الأم (العربية)

ويبدي عدد كبير من الأهالي مخاوف من نسيان الطلاب للغة العربية، وخصوصاً أنهم يتعلمون بلغة تركية، وحول ذلك تقول الشامي: "لدى العائلات مخاوف حقيقية، وهذا ما ظهر خلال البحث، حيث لا زال اللاجئ السوري يرى أن مستقبله غير واضح في تركيا".

وأضافت أن "غالبية السوريين في تركيا، يعتقدون أن أي تغيّر في الظروف السياسية التركية أو السورية قد يدفعهم إلى العودة لبلادهم، وحينها سينعكس الضعف باللغة العربية سلباً على مستوى تعليم أطفالهم"، معتبرة أن "هذه المخاوف مبررة ومفهومة".

وفي هذا السياق، حملّت الشامي، المنظمات السورية والهيئات، مسؤولية متابعة التعليم باللغة العربية للطلاب السوريين في تركيا، وقالت: "على المنظمات سد هذا الخلل، لأننا أمام حاجة حقيقية لتعليم الأطفال لغتهم وتاريخهم وثقافتهم، من قبيل استغلال الفترة الصيفية بتدريس مناهج داعمة وبديلة باللغة العربية".

وأنهت الشامي بالقول: "لا يجب أن ننتظر الآخرين لمساعدتنا على تعليم أطفالنا لغتنا وتاريخنا، بل يجب علينا كأفراد ومنظمات وجمعيات المبادرة للمحافظة على هوية الأطفال الثقافية".

يذكر أن السلطات التركية كانت قد أعلنت في آب 2016، عن إنهاء وجود المراكز التعليمية السورية المؤقتة على أراضيها، وقررت استيعاب الطلاب السوريين في المدارس الحكومية.

ترك تعليق

التعليق