بنزين طرطوس المغشوش.. برعاية "أبو الغيث"


تكبد "أبو مراد" أكثر من 200 دولار أمريكي لقاء تصليح سيارته العمومية التي تعرضت لأعطال عديدة بسبب البنزين المغشوش والرديء الذي يُباع بكثافة وعلى مرأى الجهات الرقابية في محافظة طرطوس وريفها.

أبرز أعطال السيارات الناجمة عن استخدام البنزين المغشوش تكون في المضخة التي تُسبب بتعطلها تضاعف استهلاك المركبة للوقود والتقطيع بحيث يتوقف محرك السيارة بشكل تدريجي، وفي حساسات الكهرباء، ولا يُمكن كشف الأعطال وأسبابها بشكل سريع، إذ يُعتبر تغيّر صوت المحرك هو المؤشر الوحيد لذلك وفقاً لـ "أبو مراد".

منذ سنوات ما قبل الثورة السورية كان يتعرض الناس لغش المحروقات لا سيّما المازوت والغاز خلال فترة فصل الشتاء، وما بعد الثورة أضاف الجشع والطمع أصنافاً كثيرة إلى قاموس الغش.

دائماً ما يقدم ميكانيكي السيارات "أبو لؤي" النصيحة لزبائنه بضرورة التأكد من سلامة الوقود المستخدم ونقاوته، حيث تنتشر بسطات بيع البنزين في كافة أرجاء المحافظة وأصبحت مهنة يرتادها الكثير من الشباب بسبب انتشار البطالة، ومن الطبيعي -يقول "أبو لؤي"- أن تزداد عمليات الغش في كافة المستهلكات اليومية بسبب الفقر المدقع وتُعد المحروقات بوابة ذات أهمية لذلك كونها تدخل في استخدامات عديدة يومية لا يُمكن التخلي عنها.

ويُضيف بأنّه يستقبل في ورشته أكثر من 30 سيارة شهرياً 70% منها مُعطلة بسبب رداءة البنزين وعدم انتباه سائقها لذلك مبكراً.

وأشار "أبو لؤي" أنّ مصدر محروقات السوق السوداء في كافة المحافظة معروف للجميع ويصعب على السلطة القائمة ملاحقة ومخالفة من يقوم بعمليات الغش كونهم يعملون تحت كنف ميليشيا الدفاع الوطني بقيادة "فيصل الحسن" الملقب بـ "أبو الغيث".


يُضيف بعض بائعي المحروقات الزيت المحروق والكحول على البنزين، كما أنّ محطات البيع الكبيرة ليست بمعزل عن عمليات الغش، حيث يؤكد زبائن "أبو لؤي" أنّهم لم يستخدموا بنزين من أسواق أخرى.

يُشارك "أبو مراد" كلام محدثنا الميكانيكي ويُضيف أنّ الجهات الرقابية غائبة كلياً عن المحافظة ولا تستهدف بضبوطها التموينية إلّا ضعاف الكسبة وغير المدعومين من الجهات الأمنية أو الميليشيات.

وحول تكاليف الصيانة، قال إنّ أسوأ أنواع قطع التبديل تتخطى حاجز الـ 100 دولار أمريكي، كما أنّ أجور الصيانة ليست بالسهلة، وكافة أرباح سيارته العمومية تذهب للصيانة والضريبة السنوية لا سيّما بعد تحديد كميات البنزين المتاحة بنظام الشرائح وإجبار السائقين على تأمينها من السوق السوداء.

يُباع البنزين المدعوم في محطات البيع الكبيرة بسعر250 ليرة سورية لليتر الواحد، وليتر البنزين غير المدعوم بـ 575 ليرة سورية، وتبلغ حصة السيارة السياحية الخاصة شهرياً وفقاً للشرائح المعتمدة رسمياً منذ العام السابق بنحو 100 ليتر، بينما تبلغ حصة سيارة التكسي العمومية 360 ليتر فقط، ما يُعرض سائقي التكاسي لاستخدام بنزين مغشوش مصدره السوق السوداء بعد لجوئهم إليها وعلمهم المسبق بأنّ أكثر عمليات الغش تنشط في تلك السوق.

يُذكر أن المناطق الخاضعة لسيطرة نظام الأسد تشهد بين الآونة والأخرى نقصاً حاداً في المحروقات تُرجع وزارة النفط أسبابها إلى الحصار المفروض من قبل الولايات المتحدة الامريكية، مع وجود تقارير صحفية عديدة تُؤكد استمرار تهريب المحروقات إلى الأراضي اللبنانية.

ترك تعليق

التعليق