البطاطا الحورانية تغزو أسواق المحافظات السورية


قدرت مصادر مطلعة إنتاج محافظة درعا من مادة البطاطا لهذا الموسم ما بين 75 و 80 ألف طن، من العروتين الربيعية والخريفية، وهو ما يفوق حاجتها الاستهلاكية المقدرة بـ 12 ألف طن، بنحو ست مرات على الأقل.

وأشارت المصادر إلى أن إنتاج المحافظة من البطاطا، تميز هذا العام بالجودة العالية والوفرة، وذلك نتيجة الظروف المناخية الجيدة، وعدم إصابة المحصول بأي نوع من الأمراض أو الآفات الزراعية، يضاف إلى ذلك الخبرة المتراكمة التي اكتسبها الفلاح على مدار السنوات السابقة في إنتاج مثل هذه المحاصيل.

وأكدت المصادر أن إنتاج هذا العام فاق إنتاج العام الماضي، بنحو 12 ألف طن، وذلك بسبب تجاوز الفلاحين على أرقام الخطة الزراعية المقررة، والبالغة نحو 1665 هكتاراً، موضحة أنه تم زراعة أكثر من 2150 هكتاراً.
 
وبينت المصادر أن من أهم أصناف البطاطا التي تعتمد في محافظة درعا هي: "ايفرست" و"ايلمندو" (وهما صنفان) أدخلا حديثاً إلى دورة الإنتاج الزراعي إضافة إلى أصناف لولو و"السبونتا" و"الدراجا"و"الفابيلا"، وهذه الأصناف تتميز بإنتاجية عالية، حيث يبلغ إنتاج الدونم ما بين 3 و5 طن إذا قدمت العناية المناسبة، لافتة إلى أن زراعة البطاطا، تتركز على الأغلب في نوى وانخل وجاسم وطفس وابطع في ريف درعا الغربي والشمالي الغربي.

وأشارت المصادر إلى أن إدخال أصناف جديدة من محصول البطاطا إلى محافظة درعا، مثل "ايفرست" و"ايلمندو" خلال الموسمين الماضيين أسهم إلى حد كبير بزيادة الإنتاج كماً ونوعاً في وحدة المساحة، وبالحصول على أسعار جيدة للمنتج، بسبب إمكانية التحكم في توقيت قلع المحصول بالتزامن مع زيادة الطلب على المادة في الأسواق.

وأضافت المصادر أن كميات كبيرة من الإنتاج، يتم نقلها إلى دمشق وأسواق بعض المحافظات الأخرى، موضحة أن إنتاج درعا من مادة البطاطا، يغطي حاجة أسواق العديد من المحافظات السورية، لا سّيما المحافظات المجاورة كما أنه يصدر إلى بعض الدول العربية.

وأشارت المصادر إلى أن تكلفة إنتاج الكيلوغرام الواحد من البطاطا قاربت هذا الموسم، وحسب بعض المزارعين، الـ 200 ليرة سورية، ما يتطلب بيع الإنتاج بأسعار أكثر من سعر التكلفة، لتأمين هامش ربح مناسب للفلاح الذي بذل جهوداً كبيرة في سبيل الحصول على هذا الإنتاج.

واعتبر "أبو معتصم الأحمد"، 55 عاماً، وهو مزارع تقليدي لمادة البطاطا، أن الأسعار الحالية مقبولة، لافتاً إلى أن البطاطا التي تباع بسعر ما بين 225 و275 ليرة سورية للكغ من الصنف الممتاز، يعتبر سعرها جيد بالنسبة "للمنتج" ويحقق أرباحاً جيدة، كما أنه مقبول بالنسبة للمستهلك لانخفاضه مقارنة مع أسعار البطاطا خلال الفترات الماضية.

وطالب الأحمد بضرورة تسويق كامل محصول المحافظة من البطاطا، وعدم ترك المستهلك تحت رحمة التجار، الذين يبيعون الكيلوغرام منها في غير مواسمها بنحو ألف ليرة سورية كل عام.

كما دعا إلى البحث عن أسواق جديدة لتصريف الإنتاج، وفتح المجال لتصدير المحاصيل الزراعية الأخرى إلى دول الجوار.

فيما أكد "سالم المحمد"، 65 عاماً، وهو مزارع بطاطا أيضاً، ضرورة تفعيل عمليات الإشراف الزراعي على إنتاج محصول البطاطا ودعم الفلاح من خلال تأمين مستلزمات الإنتاج الأساسية، من بذار وأسمدة ومحروقات ومواد مكافحة، بأسعار مدعومة، إضافة إلى منح الفلاحين قروضاً ميسرة لتأمين تكاليف الإنتاج.

وأكد المحمد، أن زراعة البطاطا في محافظة درعا، تعد من الزراعات الأساسية المعتمدة كأحد أهم مصادر الدخل، وذلك نظراً لإنتاجيتها العالية رغم تكاليفها المرتفعة مقارنة مع باقي المحاصيل، لافتاً إلى أن هذه الزراعة منتشرة على نطاق واسع في معظم مناطق الريف الحوراني، لا سّيما تلك التي تتوفر فيها مياه السدود والآبار الارتوازية.

وأضاف أن موسم البطاطا، يؤمن كل عام عشرات فرص العمل للشباب ولبعض الأسر، موضحاً أن العمل في جمع محصول البطاطا، لا يحتاج إلى مهارات كبيرة ويستطيع القيام به الكبار والصغار.
 
وتقول "أم رئيف"، وهي سيدة خمسينية، إنها تؤمن كل عام مصاريف أولادها المدرسية، وبعض احتياجات منزلها، من عملها في الأعمال الموسمية الزراعية المتوفرة، لا سّيما أعمال جمع البطاطا، مشيرة إلى أنها وجميع أفراد أسرتها يعملون في هذا المجال منذ سنوات، وأن خبرتهم فيه أصبحت جيدة.

ولفتت إلى أن ساعات العمل اليومية تبدأ من الساعة السابعة صباحاً، وحتى الثالثة بعد الظهر، ويتقاضى كل عامل 500 ليرة سورية عن كل ساعة عمل، موضحة أن إنتاج أسرتها اليومي يصل إلى 15 ألف ليرة سورية.
 
يشار إلى أن البطاطا تعد من أبرز أنواع الأغذية المتداولة لدى غالبية الأسر، وهي تتميز بقيمتها الغذائية العالية، وسهولة تخزينها لأيام طويلة، ولاسيما في ظل الظروف الحالية، التي يعاني خلالها الشعب السوري من أوضاع اقتصادية سيئة، بسبب الغلاء الفاحش، وقلة الموارد وضعف المداخيل.

ترك تعليق

التعليق