أين تذهب كهرباء العنفات الغازية بالحسكة؟!


كشف مسؤول في حقول نفط الحسكة يوم الخميس أن 9 عنفات غازية بحقول رميلان النفطية تعمل على توليد التيار الكهربائي، لكن الإدارة الكردية تخفي الحقيقة عبر الإعلان عن انتاج 45 ميغاوات من 3 عنفات تعمل بنصف طاقتها.

وقال المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه، في تصريحات خاصة لـ "اقتصاد"، إن 9 عنفات غازية من أصل 13 تعمل على توليد الكهرباء في معمل غاز السويدية بقدرة تصل إلى 25 ميغا لكل عنفة، مشيراً إلى أن بيانات الإدارة الذاتية ومكاتبها المختصة بالطاقة تعلن عن إنتاج 3 عنفات للمؤسسة العامة لتوليد الطاقة الكهربائية بالسويدية فقط.

وكان "مكتب الطاقة والاتصالات" التابع للإدارة الكردية قال، إن "منشأة توليد السويدية تعلم بثلاث عنفات وبحمولة وسطية 15 ميغا للعنفة الواحدة خلال 24 ساعة الماضية" (بمجموع 45 ميغا) توزع على محطات مدن اليعربية ومعبدة والجوادية وتل حميس والقامشلي.

وأوضح المسؤول أنه على فرض أن إنتاج العنفة وسطياً 15 ميغا هذا يعني أن توليد 9 عنفات غازية بالسويدية وواحدة في الجبسة يساوي 150 ميغاوات وهي كمية تكفي لإعطاء كل منطقة من مناطق المحافظة الخمسة (الشدادي والحسكة ورأس العين والقامشلي والمالكية) 30 ميغاوات دون الحاجة لسدود الفرات.

وتبين جداول وتقارير يومية اطلع موقع "اقتصاد" عليها بأن 9 عنفات غازية تعمل بحمولة تتراوح بين 10 و 17 بينها 3 عنفات لمؤسسة توليد السويدية و6 عنفات لمديرية حقول الحسكة لم يذكرها المكتب.

ويأتي ذلك في وقت تعاني فيه الحسكة وريفها من انقطاع الكهرباء لفترات طويلة مع حرمان بعض المناطق من الكهرباء نهائياً رغم وجود 16 عنفة تستطيع كل واحدة إنتاج 30 ميغاوات كحد أعلى بالعمل على الغاز الحر، منها 13 بمعمل غاز السويدية في المالكية إلى جانب تشغيل 3 عنفات في معمل الجبسة بالشدادي بتكلفة 60 مليون دولار 10 ميغاواط لكل واحدة، دخلت عنفتان منها الخدمة بداية الشهر الجاري بطاقة 20 ميغا لكن معظم تيارها يذهب نحو مضخات النفط والقواعد والمقرات العسكرية.

وتشهد مدينة رأس العين انقطاعاً عاماً لمياه الشرب نتيجة انقطاع التيار الكهربائي وتوقف المولدات الخاصة بآبار المياه والتي تحتاج لمحروقات، في حين تتحكم الإدارة الكردية بمصادر الطاقة وتخفي الحجم الحقيقي لإنتاجها.

وبعد سيطرة الجيش الوطني المعارض المدعوم تركياً، على محطة "المبروكة" على طريق حلب الدولي جنوب غرب رأس العين، حولت الإدارة الكردية الكهرباء إلى الخط السادس (الطبقة- البواب) لتغذية الحسكة، حتى حصل اتفاق بوساطة روسية على تزويد رأس العين بالكهرباء مقابل استمرار تشغيل محطة مياه علوك لتأمين مياه شرب مدينة الحسكة.

وتحجج "مكتب الطاقة والاتصالات" التابع للإدارة الكردية بتخفيض تركيا تدفق مياه الفرات من 450 متر مكعب بالثانية إلى 277 ونزول المنسوب وبالتالي تقليل ساعات تشغيل عنفات السدود إلى 10 ساعات بكمية لا تتجاوز 80 ميغا لتغذي معظم مدن وأرياف الجزيرة، فيما تخصص معظم إنتاج السويدية والشدادي لتغذية منشآت النفط ومضخاتها والمؤسسات العامة التي يتطلب العمل فيها الاستمرارية، ما دفع الكثير من الأهالي إلى ربط منازلهم بشبكتها.

ترك تعليق

التعليق