فحص "كورونا" في لبنان.. هل هي صفقة فساد، شريكها سفير النظام؟


"تعاون بين الحكومتين على المواطن السوري في لبنان.. لبنان بياخد 100 دولار فحص (الكورنا)، والحكومة السورية بتسلخوا 50 دولار بس يصرف الـ 100 دولار بسعر مخفض دخول، و5000 ليرة خروجية، وبالمقابل تسهيلات للبنانيين، مع مذلة للمواطن السوري.. ونِعم التعاون!"، هي كلمات قالها "خالد"، سوريّ مقيم في لبنان، تُلخص واقع يعيشه كل السوريين الراغبين في الدخول والخروج من سوريا إلى لبنان أو بالعكس.

 وكان سفير النظام السوري في لبنان قد خرج علينا مؤخراً نافياً فرض "فيزا" على دخول السوريين إلى لبنان وبقاء الأمور السابقة على حالها، مؤكداً وجود تعاون بين البلدين، حسب وصفه.

أما على أرض الواقع، فماتزال الحدود اللبنانية مغلقة أمام دخول السوريين إلى لبنان براً، حتى على أصحاب الإقامات منهم في بلدان أخرى، وذلك منذ إغلاقها بسبب "كورونا". ويُسمح فقط بالعبور إلى سوريا من لبنان.

لكن ما استجد مؤخراً، فرض فحص "الكورنا" على السوريين العائدين من لبنان، بعد أن كان النظام قد فرض عليهم سابقاً تصريف مبلغ 100 دولار أمريكي لدى جهات تابعة له بسعر صرف يحدده، وهو سعر أقل من السعر الحقيقي بكثير، وذلك على كل سوري يريد الدخول والخروج إلى بلده الأم سوريا. ويستثني القرار العرب والأجانب من ذلك، في إجراء شبهه سوريون بالبلطجة والتشليح، أو التطفيش للسوريين، مع استمرار معاناة السوري للأمرّيين في دخوله أو خروجه من لبنان.

افحص "كورونا" لتزورنا

منذ أيام قليلة، أعلنت سفارة النظام في لبنان أنه يتوجب على كل سوري يريد الدخول إلى بلده الأم من لبنان، أن يكون مزوداً بوثيقة إجراء فحص "كورونا"، وتختصر بـ "pcr"، من مراكز صحية لبنانية محددة تابعة لوزارة الصحة اللبنانية وهي (مشفى الحريري في بيروت، مشفى الهراوي في زحلة، مشفى طرابلس الحكومي، مشفى تبنين)، على أن لا يمضي على إجراء الفحص أكثر من 18 ساعة عند الوصول للمعابر السورية اللبنانية. وتكلفة إجراء هذا الفحص 120 ألف ليرة لبنانية، يضاف إليها معاناة الانتظار لساعات طويلة واستغلال سيارات النقل والأجرة.

تحليل "الكورونا" بالأرقام

حَصرت سفارة النظام في لبنان التعامل مع 4 مشافي لبنانية حكومية فقط، يقبل فحصها "للكورونا" حتى يسمح لك كسوريّ أن تدخل بلدك الأم.

ولو افترضنا أن كل مركز يستقبل يومياً 500 شخص سيكون المجموع 2000 حالة فحص في المراكز الأربعة، وتكلفة فحص "الكورونا" لكل شخص 120 ألف ليرة لبنانية مما يعني 240 مليون ليرة لبنانية ستذهب إلى الخزينة اللبنانية وتعود فوائدها لتحسين الاقتصاد اللبناني.

 وبحسبة بسيطة أيضاً يساوي ما سبق 81 مليون ليرة سورية يومياً-على اعتبار كل 1 ليرة لبنانية = 0.3391 ليرة سورية- وبالتالي هي خسارة يومية من المفترض أن تعود للجانب السوري كونها هي الجهة التي تطلب وتفرض هذا التحليل.

وعليه يطرح مواطنون سوريون السؤال الكبير: لماذا يفرض هذا الفحص لتعود فوائده المالية لجهات لبنانية من جيوب السوريين؟، ولماذا لا يتم افتتاح مراكز صحية مخصصة في أماكن مناسبة قرب الحدود داخل سوريا أو في المعابر نفسها في الجانب السوري لإجراء هذا الفحص وبالتالي تعود هذه الأموال لفائدة الجانب السوري؟، مع أن أكثر الدول تقوم بإجراء هذا الفحص مجاناً لمواطنيها!

هل هي صفقة فساد ما عابرة للحدود شريكها سفير النظام؟، أم أن السفارة تتاجر وتحصل على نسبة سمسرة بفرضها هذا الإجراء على المواطنين السوريين، والتي يُفترض بها العمل على خدمتهم وإعانتهم وليس جعلهم سلعة للمتاجرة وعرضة للاستغلال؟.. أسئلة كثيرة وشبهات يثيرها الأمر بين السوريين.

ملاحظات هامة جداً

- المسافر السوري يخضع لفحص كورونا مأجور عند الوصول لمطار بيروت، يُحتسب ضمن تذكرة الطيران سلفاً، رغم خضوع المسافر لفحص "كورونا" قبل ذلك في مطار البلد الذي كان يقيم فيه، وأيضاً سيخضع لفحص كورونا في مشافي لبنان المحددة للدخول إلى سوريا أيضاً.

- الأطفال الصغار أيضاً مجبرون على الخضوع للاختبار كالكبار.

- لا يوجد سيارات نقل تعبر من المعبر اللبناني إلى الجانب السوري، فيضطر المسافر للسير مسافة بين المعبرين. لا ينصح بنقل عفش أبداً للمشقة.

- يستغل الكثير من سائقي سيارات الأجرة المسافرين في التنقلات بين المراكز الصحية والمعابر.

- فحص "الكورنا" في المشافي اللبنانية المحددة يوجد له نوعان، الأول سريع بتكلفة 120 ألف ليرة لبنانية المفترض استلام نتيجته خلال 24 ساعة، وبطيء بتكلفة 75 ألف ليرة لبنانية يستغرق 3 أيام لصدور نتيجته.

- المراكز الصحية مثل "مشفى الحريري" شهدت ازدحاماً كبيراً جداً، مما شكل خطراً لنقل الاصابات بين المحتشدين بعد تسجيل بعض الحالات الإيجابية بالمرض. واليوم بدأ الحجز في مشفى الحريري لتحليل "الكورونا" ولمنع الازدحام والحشود، عبر الاتصال برقم الهاتف 01820830، وحصل البعض على مواعيد بعد 3 أيام.

- لا يوجد عبور من الجانب السوري إلى اللبناني براً حتى الآن.

ترك تعليق

التعليق