في تطور غير مسبوق.. البيض والفروج يغيبان عن موائد أهالي درعا


تشهد أسعار البيض في محافظة درعا منذ عدة أيام ارتفاعاً غير مسبوق، حيث وصل سعر البيضة إلى أكثر من 120 ليرة سورية بالمفرق، وسعر الصحن (30 بيضة) إلى نحو 3500 ليرة سورية، فيما وصل سعر البيضة البلدية إلى أكثر من 135 ليرة سورية في سابقة لم تسجل حتى منذ العام 2011.

وأشارت مصادر مطلعة، إلى أن أسباب ارتفاع الأسعار يعود إلى قلة الإنتاج، بعد عزوف المئات من أصحاب مداجن الدجاج البياض عن العمل، نتيجة ارتفاع أسعار الأعلاف والأدوية البيطرية، وتراجع حكومة النظام عن تقديم الدعم لهم، الأمر الذي أوقعهم في خسائر مادية كبيرة.

فيما اعترفت مصادر إعلام النظام أن "التجار الذين يحصلون على إجازات استيراد لاستيراد الأعلاف والأدوية البيطرية للدواجن، ويحصلون على تمويل من المصارف بسعر الصرف التفضيلي، يقومون ببيعها لمربي الدواجن على أساس سعر الصرف غير الرسمي، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع أسعار البيض والفروج في السوق".

 ونفت المصادر نفسها أن يكون هناك تهريب للبيض إلى دول الجوار، بسبب الأسعار المرتفعة الرائجة.

بعض المصادر الأخرى عزت ارتفاع أسعار البيض، إلى أن كميات لا يستهان بها من إنتاج البيض في سوريا بشكل عام، يتم تصديرها، أو تهريبها إلى دول الجوار، لا سّيما إلى لبنان والعراق، لافتة إلى أن شكاوى تم تداولها على نطاق واسع في الإعلام اللبناني، تناولت امتعاض المنتجين اللبنانين من عمليات تهريب البيض السوري إلى مناطقهم.

ودحضاً لمزاعم النظام حول عدم وجود عمليات تهريب لمادة البيض، أطلقت "النقابة اللبنانية للدواجن" و"نقابة مربّي الدواجن في بعلبك - الهرمل"، في مؤتمر صحافي مشترك عقدتاه مؤخراً، نداء استغاثة باسم 300 منتج بيض مائدة في لبنان، جرّاء إغراق الأسواق اللبنانية بالبيض المهرّب من سوريا إلى لبنان عبر حدود الهرمل – القصير.

ويقول منتجو البيض حسب مصادر الإعلام اللبناني، إنه منذ 4 أشهر ونيّف يتمّ يوميّاً تهريب ما معدله 800 صندوق بيض، عبر بلدة "حوش السيد على" في قضاء الهرمل، لتتحكّم هذه الكميات بأسعار البيض اللبناني، فيباع بما دون كلفة إنتاجه.

وبالتوازي مع ارتفاع أسعار البيض في درعا، شهدت أسعار الفروج ارتفاعاً مماثلاً أيضاً، حتى بات المواطن غير قادر على تناول أي نوع من أنواع اللحوم في المحافظة، في ظل الارتفاع المتواصل وغير المسبوق الذي تشهده أسعار اللحوم بأنواعها المختلفة.
 
ولفت "أبو محمد"، 50 عاماً، وهو صاحب منتفة فروج، إلى أن مبيعاته تراجعت منذ عشرة أيام بشكل كبير جداً، حتى بات يفكر بإغلاق منتفته أسوة بالكثيرين من أصحاب "المناتف" في المحافظة.

وأشار إلى أن سعر الفروج تضاعف عدة مرات خلال أيام وعلى غير العادة في مثل هذه الأوقات من السنة، مؤكداً أنه لم يعد بمقدور الناس تناول الفروج، لأسعاره المرتفعة، بعد أن كان يشكل بديلاً جيداً عن اللحوم الحمراء والأسماك.

ولفت إلى أن سعر كيلو الفروج المذبوح وصل إلى 3300 ليرة سورية، فيما بلغ سعر كيلو الفخاذ 4400 ليرة، وكيلو الصدر 4700، والسودة 4800، والجوانح 3800 ليرة سورية.
 
فيما أكد "قاسم الحمد"، 40 عاماً، وهو صاحب مطعم، توقف شوي الفروج، بسبب إحجام الناس عن شراء الفروج المشوي، وتراجع المبيعات، لافتاً إلى أن سعر الفروج المشوي يبلغ أكثر من 6700 ليرة سورية، وسندويشة الشاورما بـ 1500 ليرة سورية.

يشار إلى أن عدد المداجن انخفض بشكل كبير خلال تسع سنوات، من 870 مدجنة قبل العام 2011، إلى نحو 80 مدجنة في الوقت الحالي، إضافة إلى 150 مدجنة قيد الترخيص، حسب بعض المصادر.

ترك تعليق

التعليق