أسواق إدلب تعيش حالة فوضى.. بين التركي والسوريّ


شهدت الليرة السورية تحسناً ملحوظاً بعد التراجع الكبير الذي أصابها خلال الأسابيع الفائتة، ولكن في المقابل لم تطرأ تغيرات كبيرة على أسعار السلع والمواد الغذائية في أسواق محافظة إدلب بالشمال المحرر، الأمر الذي استنكره الأهالي ووصفه الكثيرون بعبارة "سرقة عينك عينك.. تجار ما بخافوا الله".

وكانت حكومة الإنقاذ في إدلب قد أصدرت عدة قرارات تطالب الأهالي والتجار باستبدال تعاملاتهم بالليرة التركية بديلاً لليرة السورية كونها أكثر استقراراً.

وأصدرت الإنقاذ نشرات بقوائم "أسعار تأشيرية" لمعظم المواد الغذائية ملزمة التجار وأصحاب المحال بالالتزام بها.

"رامي" أحد سكان ريف إدلب، قال لـ "اقتصاد" إن المحال لم تلتزم بالتسعيرة الصادرة، عندما يرتفع الدولار والتركي يسعر البائع بضاعته بها، وعند انخفاضها يقلب البضائع لليرة السورية، حسب وصفه.

يتابع "رامي": "نظام الرقابة والتفتيش التابع للإنقاذ ينشط فقط ببعض الشوارع الرئيسية لمدينة إدلب وبعض المدن الكبيرة، أما معظم القرى الأخرى فهي دون رقابة ومتابعة".

ومن ضمن القرارات الصادرة عن الإنقاذ تثبيت أسعار المحروقات والخبز واشتراكات خدمة الكهرباء والانترنت والمياه بالليرة التركية، كما عملت معظم المطاعم والمقاهي على تحديد أسعارها بالليرة التركية.

كما ثبتت حكومة الإنقاذ في إدلب أجور موظفيها بالليرة التركية، وطالبت أصحاب المهن بتثبيت أجور العمال بالليرة التركية أيضاً دون قرارات ملزمة إلى الآن.

ومع اقتراب عيد الأضحى صرح وزير الاقتصاد والموارد بحكومة الإنقاذ "باسل عبد العزيز" أنه سيتم منذ اليوم "السبت" إصدار أشد العقوبات ضد التجار الذي لم يثبتوا أسعارهم بالليرة التركية، قد تصل إلى حد إغلاق محالهم.

أي عملة أفضل؟

السؤال الذي بات يتكرر على لسان الأهالي في محافظة إدلب، فبعد أن استبدل "أبو مالك" معظم مدخراته لليرة التركية عاد ليشتري من جديد العملة السورية وأحياناً الدولار. "دائماً بطلع خسران نتيجة فرق العملة"، يقول "أبو مالك".

ويتابع موضحاً: "بارتفاع التركي أمام الليرة السورية يطلب البائع تركي وعند انخفاضها يرفع سعر البضائع مثلاً كيلو صدر الدجاج كان بـ 19 تركي واليوم 20.25 ليرة تركية وهلم جر".

كما يضطر "أبو مالك" والعشرات من الأهالي لشراء الدولار كونه العملة التي يتم بها بيع وشراء وسائل التنقل كـ "الدراجات النارية والسيارات وغيرها..".

"مازن" صاحب محل فروج، يوضح لـ "اقتصاد" أن أسعار البضاعة ترتفع من قبل التجار، متذرعين بأن انخفاض الدولار والتركي مقبل الليرة السورية هو انخفاض آنيّ وسيعود للارتفاع مجدداً، لذلك يحاولون الخروج بأقل الخسائر.

ويضيف "مازن": "لا مشكلة لدي بنوع العملة التي أتعامل بها مع الزبون، وأحسب الفاتورة على طلب الزبون، فجميع المواد لدي مسعرة بالتركي والسوري".

وعاشت أسواق إدلب حالة من التخبط والتقلب المستمر بالأسعار عند ارتفاع سعر صرف الدولار، وعادت لتعيش الحالة نفسها مع ارتفاع الليرة السورية، بينما ينتظر الأهالي قرارات حاسمة تضبط حالة الفوضى الراهنة.

ترك تعليق

التعليق