عندما تتحول "السورية للتجارة" إلى حكومة بأكملها


نسمع بين الفترة والأخرى تصريحات من مسؤولين كبار في حكومة النظام، بأنه تم توجيه "السورية للتجارة" لكي تحل المشكلة "الفلانية"، المرتبطة بارتفاع أسعار الكثير من المواد الغذائية، ثم ينتهي التحرك الحكومي عند هذا التصريح، لنكتشف بعد أيام بأن المشكلة ذاتها قد تفاقمت، دون أن تقدم الحكومة حلولاً أخرى..

حدث هذا الأمر مع ارتفاع أسعار البطاطا والعديد من أنواع الخضار والفواكه والمواد التموينية الأساسية واللحوم، وصولاً إلى السجائر، والتي كانت تنتهي مشاكلها، ليس بفضل منافسة "السورية للتجارة"، وإنما للظروف الطبيعية المتعلقة بموسم الإنتاج، وأحياناً يمل الناس من المطالبة، فيرضخون للواقع ويحاولون التأقلم معه..

ويتجه اليوم مسؤولو النظام، في معالجة ارتفاع أسعار الفروج والبيض في السوق السورية، نحو ذات الحل، وهو الطلب من السورية للتجارة، بيع هذه المواد بأقل من السوق الرسمية، علماً أنه مهما كان هذا "الأقل"، فإن أسعار الفروج والبيض، وصلت إلى مستويات كبيرة، لا يمكن معالجتها بالمنافسة التجارية، وإنما بإعادة الحياة إلى هذا القطاع، التي تقول البيانات الرسمية، بأن أكثر من 50 بالمئة من المربين فيه، أغلقوا منشآتهم بسبب نقص الأعلاف، التي يأتي أغلبها مستورداً من الخارج..

فعلى فرض أن السورية للتجارة سوف تقوم ببيع هذه المواد في صالاتها بأقل من سعر السوق، ووفقاً للتسعيرة التموينية، التي تقول إن سعر كرتونة البيض بـ 2900 ليرة، وزن 2 كيلو، بينما يبلغ سعرها في السوق 3400 ليرة، وكيلو الفروج المذبوح والمنظف 3400 ليرة، بينما يبلغ سعره في السوق نحو 4 آلاف ليرة.. فهل هذه الأسعار مناسبة لمستوى الدخل الشهري، والذي بالكاد يصل إلى 50 ألف ليرة سورية..؟!

تجدر الإشارة إلى أنه قبل أزمة ارتفاع أسعار الفروج والبيض، قبل نحو شهر، كان ثمن كيلو الفروج المذبوح يراوح بين 1200 ليرة إلى 1500 ليرة، وثمن كرتونة البيض يراوح حول 1100 ليرة.

ترك تعليق

التعليق