أسواق مغلقة وحالة اكتئاب يعيشها أهالي "سرمين" داخل الحجر الصحي


دخلت بلدة سرمين شرقي محافظة إدلب اليوم الثالث من الحجر الصحي الذي فرض عليها من قبل وزارة الصحة التابعة لحكومة الإنقاذ بالتعاون مع وزارة الداخلية.

حيث أغلقت جميع الطرق المؤدية إلى البلدة بسواتر ترابية مع عناصر مسلحة، ومُنع الأهالي من مغادرة البلدة وذلك بعد تشخيص حالة إصابة بفيروس كوفيد ١٩- "كورونا"، ومخالطتها لعدد كبير من الأهالي قبل إجراء عملية الفحص لها.


حال البلدة والأهالي

أثار قرار "الإنقاذ" المفاجئ استياء عشرات الأهالي، فهو الإجراء الأول من نوعه في الشمال المحرر -حجر بلدة شهدت إصابة بالكورونا- حيث ظهرت عدة إصابات بالفيروس في مناطق أخرى ولم يطبق عليها إجراء الحظر الصحي.

كما ألغيت صلاة الجماعة في المساجد، وأغلقت مراكز التجمعات والمشافي الميدانية باستثناء الحالات الطارئة.

وشهدت أسواق سرمين جموداً كبيراً، حيث أغلقت معظم المحال أبوابها، وأغلق سوق الخضار والفواكه بسبب عدم السماح للبائعين بالخروج لجلب البضاعة.

"عبد الله" أحد سكان سرمين قال لـ "اقتصاد" إن الحركة تراجعت بشكل كبير، وتوقفت أشغال الناس التي كانت تنتظر موسم العيد بفارغ الصبر.

وتابع: "عن نفسي أشعر بضيق وعدم الرغبة لفعل أي شيء، وكأنني في سجن كبير، ومعظم الناس أغلقت المحلات لإحساسها بهذا الشعور، وليس تطبيقاً للحظر".

"يحجرونا. بس يأمنولنا الوقاية"، يقول "أبو محمد" من أهالي البلدة. ويتابع لـ "اقتصاد": "الصيدليات ما فيها كمامات، وما حدا وزعلنا شي".

ورأى العشرات من الأهالي في هذا القرار غاية أمنية أكثر من كونه إجراء احترازياً.

وأصيب الأهالي بحالة من الضجر والاكتئاب، بعد أن أصبحت البلدة التي تضم قرابة ٢٣ ألف نسمة معزولة تماماً عن باقي القرى المحيطة بها، والتي تعيش أجواء الازدحام وفرحة اقتراب العيد.
إجراء الحجر


بدوره، أوضح "علي الطقش" رئيس المجلس المحلي لبلدة سرمين في حديثه لـ "اقتصاد" أن إجراء الحجر تم اتخاذه بالتنسيق مع المجلس، مضيفاً: "نحن على تواصل مباشر مع وزارة الصحة بحكومة الإنقاذ".

وعقّب: "يجري الآن العمل على أخذ مسحات لفحص المخالطين للحالة المصابة، ونقل المصابين منهم لمراكز الحجر".

وأشار "الطقش" أن وزارة الخدمات في حكومة الإنقاذ وعدت أنها ستبذل ما في جهدها لتأمين الخدمات للأهالي داخل البلدة طيلة أيام الحجر، ولكن بالمقابل فإن دعم المنظمات إلى الآن خجول جداً ولا يكاد يذكر والبلدة بحاجة للكثير من الخدمات الضرورية.

ودخلت يوم الاثنين، إلى بلدة سرمين، عدة سيارات محملة بالخضار والفواكه بدعم من وزارة الخدمات، ووُزعت على الأهالي الأشد فقراً بالتعاون مع المجلس المحلي.

وكان فريق الاستجابة الطارئة قد أرسل لبلدة سرمين بعض مستلزمات الوقاية كالكمامات والكفوف ومواد غذائية ولكن بكميات قليلة لا تكفي حاجة السكان.


حالة المصابين

وقال مصدر طبي يعمل في مشفى سرمين الميداني، إنه يتم التواصل مع وزارة الصحة، والتعاون على إجراء اختبارات للحالات المشتبه بها.

وأضاف مصدرنا أن الاستجابة من قبل المنظمات الإنسانية والطبية لا تزال بطئية جداً رغم ظهور عدة حالات جديدة مصابة بالفيروس ممن خالطوا الإصابة الأولى.

كما عملت فرق الدفاع المدني في سرمين على تعقيم الأسواق والطرقات الرئيسية للبلدة، ومنازل المخالطين للحالة المصابة، كإجراء احترازي للحد من انتشار الفايروس، ونقل المصابين لمراكز الحجر بالتعاون مع وزارة الصحة.



وقال أحد أقرباء الحالة المصابة الأولى لـ "اقتصاد" إن وضعها الصحي بدأ بالتحسن قبل أن تنقل لمركز الحجر، وأن الأعراض التي ظهرت عليها هي مشابهة تماماً لأعراض فايروس كورونا العادي، وليس كما يشاع أنه أشد خطورة، كما أظهرت المسحات والتحاليل لبعض الأشخاص المقربين نتائج سلبية، أي أنهم لم يصابوا بالعدوى.

ومن المفترض أن يستمر الحظر على بلدة سرمين لمدة ١٤ يوماً، إلا في حال أظهرت التحاليل نتائج سلبية لعدد كبير ممن خالطوا الحالة الأولى. وبعد الانتهاء من عملية الاختبار سوف يتم العمل على فتح طريق لتسهيل خروج الأهالي المضطرين لمتابعة أعمالهم من الطلاب والموظفين، وسيكون ذلك تحت إشراف فريق طبي للتأكد من عدم إصابتهم بالفيروس.


ترك تعليق

التعليق