كورونا أم الغلاء والفقر.. من غيّب أجواء العيد عن أسواق دمشق؟


لم تعد مشاهد زحمة الأسواق قبيل العيد بالمارة والبائعين الذين يصدحون بأصواتهم منادين على الزبائن "قرب ع الرخص.. الرخصة فرصة.. عنا تنزيلات العيد"، هي المشهد الحاضر قبيل أعياد السوريين منذ أعوام.. بل أصبحت من صور الذاكرة، وأحلام المستقبل.

تتشابه حالة الأسواق التي تعيشها العاصمة دمشق في الوقت الحالي، إلى حد كبير، مع حالة حظر التجول ليلاً الذي فرض عليها قبيل عيد الفطر الماضي كأحد الإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا.

وذكرت شبكات إعلامية محسوبة على النظام أن أسباب تراجع حركة السوق هي ارتفاع درجات الحرارة وخوف الناس من انتشار عدوى فيروس كورونا، كما ساهم الغلاء أيضاً بركود السوق.

بينما رأى "أبو راضون" -اسم مستعار لأحد سكان حي كفرسوسة- أن "منع التجول قبيل العيد الماضي كان إجبارياً، أما في هذه الأيام فهو اختيار الأهالي ولكن ليس للوقاية من كورونا".

وتابع "أبو رضوان" في توضيح الأسباب: "الحالة من الفقر والقلة يلي عايشينها، والأسعار نار".

على غير عادتها تغلق المحال في حي كفرسوسة أبوابها في ساعة مبكرة نتيجة حالة الركود التي تشهدها الأسواق على خلاف السنوات الماضية حيث كانت مواسم الأعياد تبقي الطلب على المحال على مدار ٢٤ ساعة.

وبشكل ملحوظ تراجعت حركة الشراء في أسواق دمشق بشكل عام، تزامناً مع ارتفاع أسعار المواد اللازمة لتجهيزات العيد كالحلويات والألبسة.

حيث سجل سعر البنطال الرجالي ١٧ ألف ليرة للنوعية العادية وحتى ٢٠٠ ألف للأنواع الأكثر فخامة، والبنطال الولادي من ١٠ آلاف ليرة فما فوق، وثمن تنورة مع بلوزة نسائية يبدأ سعرها من ٢٥ ألف وحتى ١٠٠ ألف ليرة سورية.

"اضطررت للكذب على أطفالي، وقلت لهم أن التجول ليلاً في الأسواق ممنوع كما في العيد الماضي، خوفاً من فايروس كورونا"، يقول "عز الدين"، وهو أب لأسرة مكونة من ٤ أطفال.

ويضيف: "أخاف أن أتجول في السوق ويرى أطفالي الألبسة الجديدة، وأنا غير قادر على شرائها".

وارتفعت أسعار السلع في العاصمة دمشق لأكثر من الضعف مقارنة بأسعار العيد الماضي ليرتفع سعر كنزة رجالي من ٤٠٠٠ ليرة إلى ١٣٠٠٠ ألف ليرة لذات النوعية.

وأعلن قطاع النسيج بدمشق وريفها أن الطلب على الألبسة منخفض جداً، رغم دخول موسم العيد وبدء التنزيلات، ويشهد قطاع الألبسة حالة كساد كبيرة.

وحدّ جنون الأسعار في دمشق من قدرة الأهالي الشرائية، وأصبح من الكماليات التفكير في شراء ألبسة العيد وتجهيزاته، التي بات الاستغناء عنها أمراً ضرورياً لتأمين قوت العيش.

ترك تعليق

التعليق