لماذا عاقبت أمريكا المسؤولين عن شركة "تواصل" للحوالات بمخيم "الهول"؟

واصلت الإدارة الأمريكية فرض عقوباتها على شركات الحوالات التي تدعم النظام السوري، وأيضاً المتورطة بأنشطة لتمويل تنظيم "الدولة الإسلامية" وعائلات عناصره المتواجدة في المخيمات شرقي سوريا، إضافة لفرض العقوبات على الأشخاص الذين يديرون تلك الشركات.

وطالت العقوبات هذه المرة المدعو "فاروق حمود" المسؤول عن شركة "تواصل" للحوالات والذي يتخذ من مخيم "الهول" الخاضع لسيطرة "قوات سوريا الديمقراطية – قسد"، مركزاً له.

وفي 16 تموز الماضي، فرضت وزارة الخارجية الأمريكية، عقوبات على 3 شركات حوالات مالية في سوريا، لتورطها في أنشطة تمويل تنظيم "الدولة الإسلامية"، هي "الهرم، والخالدي، وتواصل".

وشددت الخارجية الأمريكية على أن هذه الإجراءات هي بمثابة تحذير إضافي للأفراد والشركات الذين يقدمّون الدعم المالي أو المساعدة المادية للمنظمات الإرهابية.

وأشارت الخارجية الأمريكية في بيان عقوباتها الجديد إلى أن "حمود" قام بتقديم مساعدات عينية ومالية لصالح تنظيم "الدولة"، وذلك من خلال شركة "تواصل" للحوالات من داخل مخيم "الهول" بريف الحسكة، حيث عمل على تقديم خدمات لأعضاء التنظيم، إضافة لتحويل مدفوعات للتنظيم من خارج سوريا.

وللوقوف على تفاصيل أكثر فيما يخص عمل شركة "تواصل" داخل مخيم "الهول" وفيما إذا كان هناك شركات تحويل أخرى، رصد "اقتصاد" تفاصيل تتعلق بهذا الأمر من خلال مصادر مطلعة على ما يجري داخل المخيم وخاصة مسألة تحويل الحوالات المالية.

وقال "فواز المفلح" عضو "الهيئة السياسية لمحافظة الحسكة "التابعة للمعارضة السورية"، إنه "يوجد في مخيم الهول عدة مكاتب وفروع لشركات لتحويل الأموال إلى مخيم الهول، حيث يتلقى المحتجزون في مخيمات الموت ومنها مخيم الهول تحويلات مالية كبيرة، وتعتبر شركة تواصل للحوالات المالية من أكبر الشركات وهي فرع للشركة الأم ومقرها دمشق".

وأضاف أن "هناك أدلة على أن عائلة الأسد تمتلك السهم الأكبر منها وتشرف على إدارتها ومراقبة كافة التحويلات المالية منها، ويديرها في مخيم الهول شخص كردي يتبع لقوات قسد ومخابرات الأسد، ويقوم بشكل يومي بنقل كافة التحويلات من العملات الصعبة إلى فرع القامشلي الذي يسلمها بدوره إلى نظام الأسد".

وأشار إلى أن "المسؤول عن هذه الشركة يعمل على تسليم الحوالات بالعملة السورية وحسب سعر صرف البنك المركزي السوري، وبذلك يكون المستفيد من تلك التحويلات هو نظام الأسد".

وتابع أن "تطبيق العقوبات الأمريكية تم على كامل شركة تواصل وفروعها في المحافظات فطالت فروعها في الحسكة ومنها فرع مخيم الهول، ولكن نظام الأسد أوجد بدائل في خطة الطوارئ التي يعتمدها للتهرب من العقوبات عبر تقديم شخصيات جديدة للواجهة تدير شبكاته المالية بين حين وآخر، ومن هذه الاحتياطات التي اتخذها للعمل كبديل هي شركة شام للحوالات المالية والتي كان يوجد لها فرع في مخيم الهول أيضاً، وأصبحت اليوم الوجهة المفضلة للمحتجزين في المخيم وفي المحافظات".

ويؤوي مخيم "الهول" نحو 65 ألف نازح بعضهم من حاملي الجنسية العراقية، يفتقرون لأدنى مقومات الحياة الإنسانية والمعيشية بسبب الإجراءات الإدارية التعسفية من جانب "قوات سوريا الديمقراطية"، بشكل يومي.

أما بالنسبة لمخيم "روج" فأُنشئ خصيصاً لوضع نساء عناصر تنظيم "الدولة" فيه، ويؤوي ما يقرب من 500 عائلة من بينهم بعض العوائل النازحة من قرى الحسكة والرقة، أما النسبة الأكبر فتعود لعائلات التنظيم ما بين نساء وأطفال.

أما الناشط السياسي ومن سكان الحسكة "معمر الجمو" فقال إن "الشخص الذي يدير الشركة على علاقة شراكة قوية بـ (حسام القاطرجي) والمسؤول عن توريد النفط من مناطق قسد إلى مناطق النظام".

وأضاف أن "الشركة تغطي الحوالات وتعمل على تحويل الحوالات باليورو أو الدولار وتسليمها ضمن المخيم بالليرة السورية، وله فروع داخل مخيم الهول وأيضاً داخل مخيم روج".

وأشار إلى أن "هذه الشركة مسؤولة عن ضخ العملة الصعبة في مناطق سيطرة النظام، إذ إن معظم مبالغ الحوالات تأتي لنساء عناصر تنظيم (الدولة) عن طريق أقارب لهم من أوروبا وغيرها من أجل تهريبهم من المخيم، وكل المبالغ ترسل بالدولار، ويتم تسليمها داخل المخيم بالليرة السورية".

من جهته قال عضو مجلس القبائل والعشائر السورية "مضر الأسعد"، إن "من يشرف على شركة تواصل لتحويل الأموال داخل المخيم هم جماعة قنديل وجماعة قسد، وعن طريقها يتم تحويل الأموال من الخارج أو من داخل سوريا إلى بعض القيادات الموجودة في المخيم أو الموجودة في محافظة الحسكة من أجل تهريب نساء عناصر التنظيم وأطفالهم".

وأشار إلى أن "هذه الشركة تسهل تهريب الأموال من سوريا إلى كردستان أو أوروبا أو بعض الدول العربية، فتسهل تهريب الأموال من قيادات التنظيم لصالح قيادات قسد مقابل تهريب الأطفال والنساء خارج المخيم".

ولفت الانتباه إلى أن "للشركة مكتب واحد داخل المخيم، ولكن هناك مندوبين في كل أحياء المخيم رجال ونساء يعملون في هذه الشركة".

وأضاف أن "هذه الشركة وجدت أصلاً من أجل تقديم المساعدات لأهالي المخيم ولكن في الحقيقة مهمتها غسيل الأموال المنهوبة وتقديم الرشى لقيادات قسد لتسهيل أعمال تهريب البشر من المخيم".

وطالب "الأسعد" الأمم المتحدة والمجتمع الدولي "بطرد قسد من مخيم الهول لأنه هناك تجاوزات كبيرة ضد الإنسانية وأعمال منافية للأخلاق تتم داخل المخيم من قبل قيادات قسد، وتجاوزات على الأطفال والنساء والرجال، وتفشي الرشوى والسرقة والتي تطال المواد الإغاثية".

يشار إلى أن الخارجية الأمريكية أكدت أن إجراءاتها الأخيرة تستهدف شركات الخدمات المالية والتي تلعب دوراً حيوياً في تحويل الأموال لدعم عمليات تنظيم "الدولة الإسلامية"، بوسائل متعدّدة، بما في ذلك توجيه مئات الآلاف من الدولارات إلى قادة التنظيم في سوريا والعراق.