كورونا الشام بدون برتقال


استفحل كورونا في دمشق وريفها وسط تقارير عن عشرات الوفيات يومياً، وأما الإصابات فوصل الحال من خلالها إلى إعلان بعض المدن والبلدات كبؤر خطيرة آخرها التل وقطنا والكسوة، وكذلك تم إغلاق عدة أبنية في حي الميدان وركن الدين.

المشافي مغلقة بوجه المرضى لعدم توفر الأسرّة ومنافس الأوكسجين، وزحام أمام مكتب دفن الموتى بدمشق، وأما العزل المنزلي فيحتاج إلى دواء وغذاء والمتوفر منه بأسعار كاوية.

رحلة البحث عن البرتقال

جاء "أبو محمد" من صحنايا بريف دمشق باحثاً عن البرتقال في غير موسمه، ووفق ما قاله لـ "اقتصاد"، فقد أرشده صديق إلى محل في كفرسوسة بدمشق.

يتابع "أبو محمد" حديثه لـ "اقتصاد": "موسم البرتقال في الشتاء وكورونا هجم في الصيف، ولدي مريضة بكورونا ونصحوني بالبرتقال والليمون وبعد بحث طويل استطعت تأمين كيلو برتقال بـ 7000 ليرة".

"أبو طارق" من ريف دمشق الغربي يقول لـ "اقتصاد": "الأدوية غالية والبديل هو الفيتامينات والفواكه لكننا لا نقدر عليها، وسعر أي نوع من الفاكهة بين 1000- 2000 ليرة".

وفي سوق باب السريجة وصل سعر كيلو العنب الأحمر 1400 ليرة، والدراق 1700 ليرة، والموز 2500 ليرة بعد أن وصل سعر الكيلو الواحد منه إلى 11 ألف ليرة، إذ اضطر التجار إلى تخفيض سعر الموز بسبب فساد الكميات المكدسة. ووصل سعر كيلو التفاح 1000 ليرة، فيما ارتفع التين في موسمه لما يقارب 2000 ليرة.

الثوم والليمون بـ 5000

أما الليمون المتوفر في السوق فهو بجودة سيئة لأنه مخزن منذ الموسم الماضي وأسعاره محلقة، ويتم استيراد جزء من حاجة السوق من لبنان.

"أبو ممدوح" متسوق من الميدان بدمشق يقول لـ "اقتصاد": "الليمون الموجود في السوق قشرته ناشفه وعصيره قليل، لأنه مبرد وفي غير موسمه والكيلو بـ 5000 ليرة".

الثوم كأحد أهم الوصفات التي أفرزها وباء كورونا سواء باللبن أو خالصاً كعصير متوفر ومحلي ولكنه أيضاً بأسعار جهنمية كما يصفها "محمود": "الثوم أغلى من كل أنواع الفواكه والخضار فمنذ بداية موسمه لم ينخفض سعره رغم أنه محلي واليوم الكيلو بـ 5000 ليرة".

كورونا السوريين جاء في عز فقرهم وضيق أحوالهم، وضرب أغلب بلدان العالم في فصل الشتاء أما هم فقد ضرب معهم موعداً في الصيف، حيث لا برتقال ولا مال ولا حكومة سوى نظام يكذب وهم يجوعون ويموتون مرضاً.

ترك تعليق

التعليق