سفارة النظام في السويد تتاجر بالعملة


فوجئ السوريون في أول يوم للدوام الرسمي بسفارة النظام بالسويد بعد انقضاء عطلة العيد بقرار ينص على استيفاء الرسوم القنصلية باليورو بدلاً عن الدولار، وهذا ما أربك الحاصلين على دور تقديم طلبات لتجديد الجوازات وسواها من المعاملات.

القرار اتخذ كما عادة النظام يوم الأحد ليلاً، وهذا يعني أن على المواطن أن يهرع لتبديل العملة في مكاتب الصرف وذلك ما سيضيع عليه الوقت وفارق التبديل الذي لا يتم مباشرة من الدولار إلى اليورو فعليه أن يستبدل الدولار بالكرون السويدي ومن ثم تحويله إلى اليورو.

وجاء في إعلان السفارة المنشور على موقعها الرسمي: "تعلن سفارة الجمهورية العربية السورية في استوكهولم عن الاستمرار باستيفاء الرسوم القنصلية بعملة اليورو نقداً خلال شهر آب من العام ٢٠٢٠. وستقوم السفارة بإعلامكم في حال طرأ أي تغيير على عملة الاستيفاء". وهذا طبعاً يتضمن كل المعاملات الخاصة بالسوريين من وكالات وإخراجات قيد وتسجيل النفوس وسواها.

مكاتب وساطة

السفارة التي تقوم بتخديم السوريين في كل الدول الاسكندنافية منحت بعض المكاتب صلاحية ملء الاستمارات بالرغم من إعلانها عن عدم تعاملها مع مكاتب الوساطة بل إن أحدها يقع في بناء السفارة في الطابق الخامس حيث ينجز المواطن معاملته ويتوجه إلى موظف السفارة الذي يدقق الاستمارة مع بقية الأوراق المطلوبة.

أما تكلفة ملء الاستمارة فهي 200 كرون سويدي يضاف إليها 200 كرون أخرى ثمن 4 صور شخصية تضاف إلى الإضبارة، وهو ما يعادل تقريباً 40 دولاراً أمريكياً.

أما عن آلية التقديم فيقول أحد المراجعين لـ "اقتصاد": "لا يوجد دور.. هناك طابور يشعرك بأنك لم تخرج من سوريا، وهذه المكاتب تشبه المكاتب المنتشرة بجانب فروع الهجرة في المحافظات السورية وتعمل بالتعاون مع موظفي السفارة، وهم من يؤمنون الدخول حتى لمن لا دور له مقابل رشاوى متفق عليها".

تجارة عملة

"هذه ليست سفارة هؤلاء لصوص وتجار عملة، وهم يستفيدون من الفرق الذي حصل بين سعري اليورو والدولار فقبل أيام كان سعر الصرف لليورو يعادل دولار و10 سنت. اليوم حوالي دولار و25 سنت"، هذا ما يقوله مراجع للسفارة في تصريحات لـ "اقتصاد".

أما الفارق على تكلفة الجواز المستعجل فيحسبها مراجع آخر: "السفارة كانت تتقاضى 800 دولار على الجواز. اليوم المطلوب 740 يوور هذا عدا عن ما سيخسره المواطن في عملية التبديل من دولار إلى كرون إلى يورو".

مراجع آخر يريد تجديد 3 جوازات مستعجلة قال لـ "اقتصاد" إن فارق التبديل كلفه حوالي 250 يورو: "كل 100 يورو تساوي تقريباً اليوم 130 دولاراً، وهذا يعني أن الفارق يساوي حوالي 180 دولاراً لكل جواز".

تكاليف الإقامة

لا تتوقف التكاليف على دفع قيمة الجواز بل أكثر من ذلك حيث يضطر من يتقدم على الجواز المستعجل للانتظار بين يومين إلى ثلاثة أيام لاستلام الجواز، وهذا يعني إقامة في الفندق لا تقل عن 100 يورو لليوم الواحد، وتكاليف طعام وشراب ما بين 50- 100 يورو.

هذا ناهيك عن مصاريف الانتقال إلى استوكهولم، حيث مقر السفارة، فالقادمون هم من كل الدول الاسكندنافية ومن مناطق مختلفة مما يعني تكاليف مختلفة وكبيرة.

الدفع.. كاش

النظام يبحث عن كل سنت في جيوب السوريين فبعد دعوته الأخيرة للتبرع من قبلهم لصالح البلد المحاصر، كما جاء في بيانه، وكما يروج له أنصاره في هذه الدول.. بعد كل هذا، لا يقبل من السوريين اليوم سوى الدفع نقداً، فعقوبات قصير منعت السفارة وأنصارها من التحويل عن طريق البنوك، ولذلك ستصدر هكذا قرارات، فهو لم يعد يقبل -كما قال مراجعون لـ "اقتصاد"- الدفع عن طريق حساباتهم البنكية.


اندهاش سويدي

أحد المراجعين لسفارة النظام قال لـ "اقتصاد": "اندهش صاحب مكتب الصرف السويدي من المبلغ الكبير الذي أريد تحويله من دولار إلى يورو عندما أجبته على تساؤله لماذا أريد تصريف هذا المبلغ بأنني أستخرج جوازات سفر.. قال مستغرباً (من أجل جواز سفر تريد كل هذه الأموال؟!)".

ترك تعليق

التعليق