كيف قرأ مراقبون إشارة الأسد غير المباشرة إلى قضية "مخلوف"؟


تطرق رئيس النظام، بشار الأسد، إلى قضية الخلاف المالي مع  رجل الأعمال السوري، رامي مخلوف، وإن لم يأت على ذكر قريبه (مخلوف) صراحة.

وقال الأسد في كلمته أمام أعضاء "مجلس الشعب" الجدد، "لن نُعلق المشانق لأحد، وإنما سنصلح القوانين، حتى لا تسمح بالفساد".

وأضاف: "مستمرون في استرداد الأموال العامة المنهوبة بالطرق القانونية وعبر المؤسسات، ولن يكون هناك أي محاباة لأي شخص يظن نفسه فوق القانون"، في غمز واضح إلى قضية مخلوف.

وقال إن "كل ما تم في هذا المجال، يؤكد أن حديثنا عن مكافحة الفساد، لم يكن يوماً كلاماً إنشائياً، أو دعائياً، أو للاستهلاك المحلي".

هدنة

وفي قراءته لذلك، قال الباحث بالشأن الاقتصادي يونس الكريم، إن من الواضح أن الخلاف بين مخلوف والأسد في طريقه إلى التسوية، ويبدو أن هناك محاولة لتبريد سخونة القضية.

وأضاف في حديثه لـ"اقتصاد"، أنه "خلال الأيام الأخيرة، أعلنت حكومة النظام عن وصول قطار محمل بالقمح (ألف طن)، إلى دمشق قادماً من مرفأ طرطوس، وكذلك أعلنت عن استيراد كمية أخرى من أوكرانيا، وغالباً دفع مخلوف ثمنها".

وكان وزير النقل في حكومة النظام السوري، علي حمود، أكد وصول القطار المحمل بألف طن من القمح قادماً من مرفأ طرطوس إلى صوامع السبينة بريف دمشق، معتبراً أن ذلك يشكل إيذاناً باستئناف حركة النقل والقطارات من وإلى دمشق وإعادة التشغيل المستمر من اللاذقية وطرطوس وحمص وحسياء وصولاً إلى دمشق عبر السكة الحديدية.

وتابع الكريم، يبدو أنه تم مصالحة الخلاف، ولذلك نوه الأسد إلى أن استرداد الأموال المنهوبة سيكون فقط بالطرق القانونية، مهدداً في الوقت ذاته بعصا "مكافحة الفساد" في حال التصعيد مجدداً من جانب مخلوف.

لماذا غيّر الأسد من موقفه؟

وطبقاً للكريم، فإن جملة عوامل أدت إلى قبول الأسد بالمصالحة مع مخلوف، أولها وأهمها انشغال الأسد بمشاكل أكبر، وتحديداً بعد انفجار بيروت، وتداعياته على المشهد اللبناني والإقليمي عموماً.

وقال: "الواضح أن الأسد قدم تنازلاً لمخلوف، وهذا التنازل كان صعباً للغاية على الأسد".

تسجيل انتصار

وفي قراءة مختلفة عن سابقتها، قال المراقب الاقتصادي والمفتش المالي، منذر محمد، إن الأسد تعمد الإشارة إلى قضية مخلوف، ليسجل انتصاراً له في خطابه الموجه للموالين.

وأوضح لـ"اقتصاد"، أن الأسد تعمد ذكر المشنقة عند إشارته غير المباشرة لمخلوف، ليبرهن على قوة الدولة، في تسويق مباشر لنظامه، لمواجهة التململ الشعبي من الأوضاع الاقتصادية المتردية.

وقال محمد: "ظهر الأسد وكأنه منتصر، وهو منهك القوى، إلى حد وصوله لهبوط في ضغط الدم".

ومنذ مطلع أيار الماضي، بعد ظهور الخلاف بين مخلوف ونظام الأسد، والأخير ينتزع تباعاً ممتلكات مخلوف، من بينها شركة الاتصالات الخلوية (سيرتيل)، وبنوك ومصارف، وجمعيات وشركات تأمين أخرى، إلى جانب مضايقات أمنية واعتقالات لرجال مخلوف.

ترك تعليق

التعليق