تفاصيل.. النظام والميليشيات الشيعية يغرقان الجنوب السوري بالمخدرات


بدأت ظاهرة المخدرات بشقيها، التعاطي أو الترويج، تضرب أركان المجتمع الحوراني بقوة، مشكّلة بذلك حالة من القلق باتت تظهر آثارها واضحة على أهالي محافظة درعا، الذين يعيشون في ظل سيطرة قوات الأسد واقعاً أمنياً هشاً تسوده فوضى السلاح، والانفلات الأمني، والسلوكيات الدخيلة على المجتمع الحوراني.

وتقول مصادر مطلعة، إن تعاطي المخدرات في الجنوب السوري، أصبح ظاهرة تهدد جيل الشباب، وتشكل مشكلة كبيرة للأهالي، الذين باتوا عاجزين عن كبح جماح المتعاطين، بعد أن ازدادت أعدادهم بشكل ملحوظ.

وتشير المصادر، التي فضلت التحفظ على هويتها، إلى أن تجارة المخدرات، وإن كانت "مهنة" قديمة مارسها بعض الأفراد في المحافظة خلال سنوات الثورة وما قبلها، إلا أنها شهدت ازدهاراً كبيراً مع استعادة نظام الأسد لسيطرته على المحافظة، في آب من العام 2018.

وأكدت المصادر أن المناطق الحدودية، بما تتميز به من طرق سرية، وعلاقات تقليدية تربط أهالي المناطق الحدودية في دول الجوار، فإنها تشكل بيئة مناسبة لتجارة المخدرات وتهريبها عبر الحدود بين الدول.

وأضافت المصادر أن الازدهار، والتوسع في تجارة وتهريب المخدرات تزامن بشكل فعلي، مع دخول بعض الميليشيات الموالية للنظام والفرق العسكرية المقربة منه إلى الجنوب السوري مثل ميليشيا "حزب الله اللبناني"، والفرقة الرابعة" التي يقودها ماهر الأسد، والتي تتخذ من عمليات السلب والنهب والترفيق وتجارة المخدرات وتشجيع الممنوعات، مصدر دخل إضافي لها.

وأكدت المصادر أن "الفرقة الرابعة"، التي تعد ذراع إيران الطولى في الجنوب السوري، باتت تسيطر على جميع الحواجز المهمة المنتشرة في المحافظة، من شرقها إلى غربها، ومن شمالها إلى جنوبها، لا سّيما تلك الواقعة في القرى الحدودية، ما يعطي تجار المخدرات والمروجين لها، الذين يتعاملون معها، الحماية الكافية وحرية الحركة والتنقل بين المناطق، وصولاً إلى النقاط الحدودية دون إزعاج أو مضايقات من أحد.

وأكدت المصادر، أن المخدرات لا سّيما "الحشيش" يتم نقلها من بلد المنشأ "لبنان" أو من المناطق الساحلية عبر ميليشيات "حزب الله" وتجار محليين مرتبطين مع أجهزة أمن النظام والفرقة الرابعة، لافتة إلى أنه يتم ترويج قسم منها في المحافظات الجنوبية، فيما يهرب قسم آخر عبر الحدود نحو الأردن ومنه إلى دول عربية أخرى وخليجية.

وأشارت المصادر، إلى أنه بعد سيطرة الفرقة الرابعة والميليشيات على جميع الحواجز بما فيها حواجز النظام في درعا، فإنه لم يعد هناك حاجة لإخفاء المهربات، سواء أكانت مخدرات أم غيرها، حيث لن يجرؤ أحد على اعتراضها أو السؤال عما يتم نقله.

وأكدت المصادر أن من أبرز أنواع المخدرات المتداولة في المحافظة هي: "الحشيش" و"الكبتاغون" و"الستفيد" و"السيدو كائين" و"الزولام" و"البوباغلين" و"البكسادول"، وبعض الأنواع المخدرة الأخرى، كـ "الترامادول" وبعض المنشطات.

وأشارت المصادر إلى أن بعض المتعاطين في المحافظة هم من المقاتلين السابقين، الذين أصيبوا في المعارك والاشتباكات ضد قوات النظام، واضطروا إلى تناول المخدرات لتسكين آلامهم ليتحولوا في مرحلة لاحقة إلى مدمنين.

ولفتت المصادر، إلى أن قسماً من هؤلاء تم علاجه من الإدمان عبر بعض مراكز العلاج الثورية سابقاً، ومنهم من بقي أسير إدمانه يدفع الغالي والنفيس للحصول على جرعته المفضلة، يضاف إلى هذه الفئة بعض الشباب المغرر بهم، أو الذين تم إغواؤهم بميزات المخدرات، والأجواء التي تصبغها على المتعاطي، وتحولوا إلى مدمنين.

من جهته أكد الناشط السابق مهاب الدرعاوي أن المخدرات في الجنوب السوري "كانت قبل عامين محدودة جداً، ولم تصل إلى حدود الظاهرة الخطرة، لكنها كانت موجودة على الأرض فعلاً، باعتبار درعا منطقة حدودية، وطريقاً لعبور المخدرات القادمة من مليشيات حزب الله، وطرق التهريب الأخرى، نحو الأردن".

واكد أن الكثيرين من تجار المخدرات، أصبحوا أصحاب أموال وأملاك، لكنهم بنفس الوقت أصبحوا أهدافاً مكشوفة لقوات النظام، التي تعمل على تصفيتهم الواحد تلو الآخر، بعد أن تنتهي مهامهم وأدوارهم في التعاون معها.

وأوضح أن العديد من حالات الاغتيال التي سجلت في المحافظة، استهدفت عدداً كبيراً منها تجار مخدرات أو موزعين لها، مشيراً إلى أن الكثير من هذه الحالات، جاءت في إطار تصفية الحسابات وفي إطار الإبعاد عن مراكز النفوذ.

فيما أكد الشاب "عثمان"، 20 عاماً، وهو طالب جامعي، أن نسبة عالية من الشباب في المحافظة تتعاطى المخدرات، وهي تشمل الشباب من سن 18 إلى 50 عاماً.

ولفت إلى أن الحصول على "الحشيش" وبكافة أنواعه متاح وهو متوفر لدى أشخاص معروفين في المحافظة للقاصي والداني، ويتوزعون في معظم مناطقها.

وأوضح أن سعر حبة الترامادول، يتراوح ما بين 300 و500 ليرة سورية فيما يصل "كف الحشيش" إلى ما بين 50 و75 ألف ليرة سورية وذلك حسب نوعه ووزنه، فيما يصل سعر حبة "الكابتيغون" إلى 500 ليرة سورية، أما سعر "الوزنة" من الحشيش التي تقدر ببضعة غرامات فيصل إلى 5000 ليرة سورية، وهي تكفي لتعبئة سبع سجائر كما قال.
 
يشار إلى أن سلطات النظام المعنية تقف عاجزة أمام ما يحدث في المحافظة من ظواهر سلبية، تهدد جيل الشباب، حيث يقتصر دورها فقط على التوعية الإعلامية، بعد أن سحبت الميليشيات المقربة من النظام البساط من تحتها، وجعلت كل مكونات المحافظة نهباً لمصالحها.

ترك تعليق

التعليق