أكثر من 300 ألف نسمة في إدلب تركوا المخيمات أملاً في الحصول على حياة مستقرة


عاد "أسيد" إلى قريته بجبل الزاوية بعد أشهر من النزوح. لكن بقية أفراد أسرته لا يزالون في أحد المخيمات بالقرب من الحدود السورية-التركية، تحسباً لأي هجمات محتملة لقوات النظام للسيطرة على ما تبقى من جيب كبير جنوب طريق ترانزيت دولي يمر من إدلب.

لكن الهدوء الذي تشهده إدلب عقب الإعلان عن اتفاق "الممر الآمن" بين روسيا وتركيا في 6 آذار المنصرم شجع الآلاف من النازحين على مغادرة الخيام. يقول هؤلاء إن السكن في الخيمة عقوبة قاسية جداً بينما يبقى المنزل أكثر رحمة حتى وإن غابت معظم الخدمات الأساسية.

وقال فريق "منسقو استجابة سورية" إن عدد العائدين من مناطق النزوح إلى القرى والبلدات الآمنة نسبياً بريف إدلب وحلب بلغ 347,491 نسمة.

ويقول سكان إنهم عادوا إلى بيوتهم أملاً في الحصول على معيشة أفضل بعد حياة مريرة عاشوها في مناطق النزوح.

وأدت الهجمات التي شنتها قوات النظام بداية العام الحالي إلى نزوح قرابة مليون نسمة نحو الحدود.

ويقول فريق منسقو الاستجابة إن ما يعادل 33.37 % من النازحين هجروا المخيمات.

الحياة تحت سقف

على الرغم من شيوع فكرة اقتراب معركة للسيطرة عليها، عاد "أبو فراس" إلى مدينة أريحا الني تقع جنوبي الطريق الدولي (m4). في البداية كانت المدينة شبه خالية من السكان -يؤكد أبو فراس-. لكن مع اطمئنان الناس باستمرار الهدوء ازدحمت المدينة بالعائدين.

وأغلب المهجرين خلال الحملة الأخيرة كانوا من ريف إدلب الجنوبي مثل معرة النعمان وحيش وكفرنبل وجبل الزاوية. كما نزح الآلاف من شرقي إدلب مثل سراقب وضواحيها وريفي حلب الغربي والجنوبي، وهذه المناطق تمدد إليها النظام.

لذلك سكن العائدون من مهجّري هذه المناطق في مدينة إدلب وبنش وسرمين ومعرة مصرين.

يقول "أكرم" وهو من سراقب إن آماله بالعودة إلى المدينة تبددت تماماً بعد اتفاق الممر الآمن الذي يشير إلى تثبيت خرائط السيطرة على الوضع الحالي.

استقر أكرم في مدينة بنش وهي منطقة قريبة من سراقب لكنها لا تزال تحت سيطرة قوات المعارضة.

يقول أكرم: "الحياة تحت سقف يقيك حر الشمس ومطر الشتاء نعمة لا يعرفها جيداً إلا سكان المخيمات".

التريث لبعض الوقت

لا يزال 693,742 نسمة من أصل مليون نازح يسكنون المخيمات، وفقاً لـ "منسقي الاستجابة".

ولم يفكر البعض بترك الخيام خوفاً من تجدد القتال جنوبي إدلب لذلك يفضلون التريث لبعض الوقت كما يقول "عبد الحميد" وهو نازح من ريف إدلب الجنوبي.

في حين يقول بعض العائدين إنهم اعتادوا على قضية النزوح في حال تجددت العمليات.

يقول "معتز" وهو من بلدة المسطومة، "نشعر بالقلق من النزوح مرة أخرى.. لكنا لا زلنا متمسكين ببيوتنا على أمل الفرج القريب".

امتلأت بيوت بلدة المسطومة المتاخمة لطريق (m4) من الشمال بسكانها الأصليين وعشرات النازحين وعادت الحياة إليها بشكل طبيعي كما كانت سابقاً.

ترك تعليق

التعليق