فريق تطوعي يسعى لاستبدال خيام إدلب الملتهبة بمنازل من الإسمنت


قبل يوم واحد، كان "دلامة عماد علي" ومتطوعو فريقه يوزعون ألواح الثلج بين سكان "مخيم السلام" شمالي إدلب. وفي اليوم التالي تحول ثلاثة أطفال من قاطني المخيم الذين فرحوا بالأمس بالماء البارد إلى جثث متفحمة جراء احتراق الخيمة التي كانوا يعيشون فيها. يروي "دلامة" هذا الحدث بتأثر بالغ.

خلال ستة أشهر فقط اشتعلت قرابة 120 خيمة نتيجة الطقس الحار أو استعمال غاز الطهي وفقاً لـ "دلامة عماد علي"، مدير فريق "الاستجابة الطارئة".

 أما الأطفال الثلاثة الذين احترقوا في مخيم السلام فلهم قصة مختلفة، فقد تسبب انفجار غير محسوب للمدخرة التي يستعملونها للحصول على الكهرباء في احتراق خيمتهم وتحولهم إلى كتلة سوداء اللون.

يقول دلامة "انتشر الأسيد وهو مادة حارقة في أرجاء الخيمة واحترق الأطفال داخلها".

هذه القصص جعلت فريق المتطوعين -الذي يعمل بشكل مجاني اعتماداً على تبرعات مادية أهلية- يفكر في ضرورة التخلص من الخيام بسبب قابليتها السريعة للاشتعال واستبدالها بغرف مبنية من الإسمنت حيث يحث المتبرعين على دفع المال لتنفيذ المشروع.

يقول دلامة: "بما أن الخيمة مصنوعة من عدة مواد من ضمنها البلاستيك لذلك يمكن لولاعة أن تشعلها خصوصاً في ظل الحر الشديد لذلك الحل هو استبدال الخيام ببيوت من الإسمنت".


تركيا: سنبني 20 ألف بيت

يبلغ عدد المخيمات في إدلب فقط 1293 مخيماً يقطن فيها 1,043,689 شخصاً وفقا للإحصائية التي قدمها الفريق. لذلك يبدو هذا المشروع صعباً للغاية في ظل الدعم المحدود الذي يحصل عليه فريق "الاستجابة الطارئة".

وبداية العام الحالي أطلقت منظمة "آفاد" حملة خيرية تهدف إلى تأمين 50 ألف منزل مؤقت حتى نهاية العام.

وفي حزيران الماضي قالت تركيا -التي تقع منطقة إدلب تحت وصايتها المباشرة- إنها ستعمل على إسكان اللاجئين في ظروف مناسبة حيث يجري العمل على بناء 20 ألف بيت بمساحة لا تتجاوز 30 متراً مربعاً لكل بيت.

وقال "دلامة عماد علي" إن كلفة بناء غرفة واحدة فقط مع منتفعاتها تصل إلى 440 دولار أما إذا أضيفت غرفة أخرى فترتفع الكلفة إلى 700 دولار.

يضاف إلى هذه التكاليف ثمن الأرض الذي يختلف بحسب المنطقة ويتراوح سعر المتر الواحد بين 2 وحتى 25 دولار.


حث على التبرع

بدأ "فريق الاستجابة" بالفعل في تنفيذ مشروع يضم قرابة 25 شقة سكنية حيث تحوي كل شقة غرفة ومرحاضاً وحماماً ومطبخاً مع تمديد صحي لكامل المشروع.

لكن قلة السيولة المالية بالنسبة لفريق يعتمد على الدعم الأهلي يعد أكبر عائق يقف في وجه تحقيق فكرة تحويل الخيام إلى أبنية مستقرة.

وما دام سعر الخيمة مع خزان ماء لا يقل عن 100 دولار فلم لا نضيف قرابة 340 دولار ونعمر منزلاً يقي ساكنيه من حرارة الصيف والبرد في الشتاء!

 بهذه الطريقة يحاول فريق الاستجابة الطارئة تشجيع المتبرعين على بذل المال وإنقاذ الآلاف.


ترك تعليق

التعليق