سكان في إدلب: وجبات وخدمات المطاعم لا تتناسب مع أسعارها


عقب كل تهدئة تعيشها محافظة إدلب تشهد أسواقها ازدهاراً جديداً، وحركة ملحوظة في مشاريع التجارة والاستثمار. وخلال الفترة الأخيرة ارتفع عدد المطاعم والمنتزهات بشكل ملحوظ ضمن مدينة إدلب وما حولها.

تتشابه معظم المطاعم في مدينة إدلب بالخدمات التي تقدمها ونوعية أصناف الطعام المتوفرة، كما غدت صالات الألعاب منتشرة في مطاعم إدلب بشكل كبير.

وكما هو حال جميع المواد التي ارتفعت أسعارها نتيجة تراجع الليرة السورية، ارتفعت أسعار الوجبات في المطاعم والتي كانت من أولى المواد التي تم استبدال تسعيرتها بالليرة التركية.

أسعار الوجبات

يشتكي عشرات الزبائن من ارتفاع أسعار الوجبات في مطاعم إدلب لا سيما بعد استبدال أسعارها بالليرة التركية.

يقول "محمد": "استغل أصحاب المطاعم استبدال الليرة لرفع أسعار الوجبات، كم أنه في حال تغير سعر صرف التركي، وانخفاض سعر الفروج تبقى الأسعار على ما هي عليه".

ويتابع "محمد": "سندويشة الشاورما بـ ٨ ليرات يعني تقريباً بحق كيلو فروج".

تتقارب الأسعار في معظم المطاعم، مع انخفاض بسيط أحياناً مع الإعلان عن عروض ولفترة محدودة.

ويقول "حسام" وهو من رواد المطاعم: "أكثر ما يزعجني هو عدم وضع التسعيرة على قائمة الطعام".

مردفاً: "والأمر الأسوأ أنه في بعض الأحيان تأكل طعاماً غير ناضج، وأنت مضطر أن تدفع أجرة خدمة سبع نجوم".

تقييم المطاعم

أنشأ "سراج الباشا" مع عدد من رفاقه مجموعة على "فيسبوك" تحت مسمى "وين اتغديت وين اتعشيت"، والغرض منها كما يقول مؤسسها مراقبة جودة وأسعار المطاعم في إدلب.

ويوضح "الباشا" أن المجموعة باتت تقوم بالغرض الذي أُنشئت لأجله، حيث يتشارك العشرات تجاربهم ليستفاد منها بالتعرف على المطاعم التي تقدم خدمة أفضل وأسعاراً مناسبة.

ويردف "الباشا": "كما أنه بإمكان أصحاب المطاعم الرد على الانتقادات وتوضيح وجهات نظرهم عبر المجموعة، والإعلان عن العروض والأصناف الجديدة التي يقدمونها".

وأجرى "اقتصاد" استطلاعاً داخل المجموعة والتي تضم قرابة ١٥٠٠ عضو حول ارتفاع أسعار وجبات المطاعم واختلاف خدماتها بعد استبدال التعامل بالليرة التركية.

وصوّت أكثر من ٦٠٠ شخص على أن المطاعم رفعت أسعار واجباتها دون زيادة كمية الوجبة أو إضافة أي خدمات جديدة.

"أسعار الوجبات تتشابه مع أسعار المطاعم السورية في تركيا بل وأحياناً تزيد عنها"، يقول "خالد".

ويتابع: "لا يوجد أي خدمات جيدة في معظم مدينة إدلب، فلا تتوفر المكيفات ولا مياه باردة، دائماً هناك تأخر في تقديم الطلب ناهيك عن الطعم العادي جداً والرديء أحياناً".

ورصد "اقتصاد" تعليقات للكثير من الآراء السلبية التي تشتكي من سوء الخدمة، وعلق "عبد الله" على مطعم "***"، قائلاً: "أكلت مرتين برغر، وكل مرة يطلع شعرة بالأكل، وخبرت الإدارة ولكن ما حدا رد".

بينما قال "عبادة": "أكلت في مطعم *** بروستد بدمو .... مو مستوي، وبعد انتظار أكثر من نص ساعة بالشوب وجنبي روائح الطبخ".

كما ساهمت المجموعة في ولادة عدة مشاريع إنسانية كمشروع "سند" وهو عبارة عن تقديم وجبات جاهزة من المطاعم والزبائن لمن لا يملكون ثمنها.

رد أصحاب المطاعم

يقول مدير مطعم "***" والذي يقع وسط مدينة إدلب، إن تحضير الوجبات في المطاعم هو عبارة عن سلسلة مرتبطة ببعضها البعض، وحتى نقدم للزبون وجبة "بروستيد" على سبيل المثال، فإننا بحاجة إلى قطع لحم الدجاج، والكثيرة من التجهيزات الأخرى كالزيوت والغاز والتوابل وغيرها.

ويوضح: "في حال انخفض سعر الدجاج تبقى أسعار هذه المواد مرتفعة وهو سبب عدم انخفاض أسعار الوجبات لدينا".

ويتابع مدير المطعم: "تراجعت قيمة الدخل لمعظم الناس، وهو ما يدفع إلى الشعور بأن الأسعار مرتفعة، لاسيما أن هامش الربح لدينا انخفض عن سابقه بسبب ارتفاع تكلفة الإنتاج".

في حين لم يجب محدثنا عن سبب تراجع مستوى الوجبات مع الحفاظ على سعرها، وعدم تقديمها بشكل جيد حيث اشتكى الكثير من زبائن المطعم من وجبات قُدمت قبل أن تنضج، وقطع فروج ممتلئة بالزيت.

بينما يرى صاحب مطعم ومنتزه "***" أن الناس تريد خدمة سبع نجوم دون أن تدفع أكثر.

ويقول: "حاولنا في بداية افتتاح المطعم أن نقدم وجبات ممتازة، وجلسات مميزة، ولكن التكلفة ارتفعت كثيراً، وبدأ الزبائن يشتكون من زيادة السعر".

ويتابع مدير المطعم: "الزبائن تشتكي من تعاملنا وسوء الخدمة، والسبب أنه لا يتوفر كوادر لديها الخبرة في خدمة صالة الزبائن، ونحاول بما يتوفر لدينا أن نلبي احتياجات الناس ولكن للأسف -إرضاء الناس غاية لا تدرك-".

ترك تعليق

التعليق