"دولار مجمد للبيع".. "مافيات" تروج له في تركيا


"دولار مجمد للبيع".. عبارة باتت تشاهد بشكل ملحوظ على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، والتي يُروج لها من يدعون أنهم أصحاب شركات لتحويل الأموال تتخذ من تركيا مقراً لها، في حين تشير أصابع الاتهام إلى "مافيات" كبيرة تقف وراء عملية الترويج لهذا الدولار.

وبات يلاحظ أيضاً انتشار الحسابات الوهمية على "فيسبوك" والتي تساهم بالترويج لـ "الدولار المجمد" من خلال مقاطع فيديو قصيرة يظهر فيها كميات كبيرة من الدولار دون أن تظهر صورة الشخص الذي يروج لبيع الدولار المجمد.

ويدعي المروجون لهذا الدولار أنه "من الأموال الليبية المجمدة، وهو أصلي ومكفول، ويمكن تداوله في الأسواق والاستثمار والعقارات، ويمكن تصريفها من متاجر العملة الأجنبية".

ويحاول المروجون لهذا النوع من الدولار إقناع المتابعين لهم على "فيسبوك" من خلال الادعاء أن سعر أي كمية مجمدة بنصف سعر كمية غير مجمدة، وهناك خصومات للراغبين بأخذ كميات كبيرة على حد تعبيرهم.

وذكر صاحب حساب على "فيسبوك" يحمل اسم "مكتب الشام للدولار المجمد" أن "لديهم دولار مجمد للبيع بنصف القيمة، والفحص يكون عن طريق الماكينة (ماكينة فحص العملة العدادة)، أو عن طريق الإبرة أو القلم".

وأضاف "التسليم كاش تو كاش في تركيا وحوالة إلى خارج تركيا، والتواصل على الخاص للجادين فقط".

وتابع المصدر ذاته أنه "يوجد دولار مجمد للبيع. التسليم داخل تركيا بنصف القيمة وخارج تركيا عن طريق التحويل"، مبيناً أن "تحويل الـ 10 آلاف دولار بسعر 7 آلاف دولار"، ومدعياً أن "هذا الدولار يصرف في كل مكان إلا البنك".

صاحب حساب آخر باسم "أبو راشد لدولار مجمد حوالات إلى جميع أنحاء العالم" أعلن قائلاً: "أسعد الله أوقاتكم بكل خير، يوجد لدينا دولار مجمد طبعة جديدة، التعامل كاش بكاش ويوجد حوالات، وبالنسبة للتعامل كاش تشوف وتفحص ويتم الاستلام والتسليم، وبالنسبة للحوالات نتفق على شروط تضمن حقك وأضمن حقي".

وأضاف أن "سعر المبيع 50% الدفتر 10000 دولار بنبيعها بـ 5000 دولار، وللجادين التواصل عالخاص وأي شخص غير جاد رجاء لا يتواصل".

وحاول مراسل "اقتصاد" في تركيا التحقق من مدى صحة "الدولار المجمد" وما يتم الترويج له بشكل كبير جداً على مواقع التواصل الاجتماعي خاصة من مكاتب تدعي أنها تتواجد في تركيا، من خلال التواصل مع أصحاب شركات صرافة وتحويل.

وفي هذا الصدد قال أحد الصرافين وصاحب شركة حوالات بين تركيا والداخل السوري لـ "اقتصاد"، مفضلاً عدم الكشف عن هويته، إن "الدولار المجمد عبارة عن عمليات نصب، وهو موجود ومن يعمل به ليسوا عامة الشعب بل من يعمل به هم المافيات، وشهدنا أكثر من عملية نصب بنفس هذا المجال".

وأوضح مصدرنا أن "هذا الدولار نظامي وتم تجميد هذه الفئة من البنوك الليبية وتحمل أرقاماً متسلسلة، لكن عند اندلاع الحرب الليبية تجمدت هذه الفئة ويتم مصادرتها، أما ما يتم طرحه بالسوق هو دولار مزور والهدف من الترويج له هو استغلال لعقول الناس بحجة أنهم مستعدون أن يبيعوا 1000 بسعر 500 دولار".

وأكد مصدرنا أنه كان شاهداً على العديد من حالات النصب في هذا المجال، وأن خمسة من الأشخاص –الذين يعرفهم- كادوا أن يخسروا ما لديهم من أموال بسبب ذلك، مشيراً إلى أنه هو بالذات قد تعرض للنصب أيضاً بمبلغ 7000 دولار وحتى الآن لم يتمكن من تحصيله، مفضلاً عدم ذكر التفاصيل حرصاً على سلامته، كونه حذر من أن "مافيات كبيرة تتعامل بهذا الأمر".

صراف آخر ويدعى "أمير أبو عون" أكد في حديثه لـ "اقتصاد" أنه "لا يوجد شيء في العالم اسمه دولار مجمد، والأمر عبارة عن كذبة وفخ".

وعن آلية عمليات النصب والاحتيال وكيف تتم؟، قال "أبو عون" إن "القائمين على هذا الأمر يعطون الشخص المشتري في البداية وفي المرة الأولى دولار نظامي ويدعون أنه مجمد، وبالتالي الضحية تصدق هذا الكلام وتقع في الفخ وتشعر أنها ربحت المبلغ".

وأضاف أنه "في المرة الثانية تضطر الضحية لبيع كل ما تملك من أجل دفعها لمن يملكون الدولار المجمد، وهنا يكون الشخص قد علق في شباكهم لأنهم سيعطونه الدولار المزور".

وأكد "أبو عون" أن "عمليات النصب كثيرة جداً في هذا المجال، وهناك الكثير من الأشخاص الذين أعماهم الطمع والغباء وتورطوا في شراء هذا النوع من الدولار".

ورغم كل التحذيرات إلا أن هناك الكثير من المتابعين للحسابات المتعلقة بالمروجين لـ "الدولار المجمد" يغريهم الطمع ويحاولون التواصل مع هؤلاء المروجين بغية أخذ تفاصيل أوفى حول عمليات البيع والشراء وآلية التحويل، ليكونوا في النهاية صيداً ثميناً لـ "مافيات الدولار المجمد".

ترك تعليق

التعليق