أزمة المازوت.. قادمة


على الرغم من وعود النظام بقرب انتهاء أزمة البنزين الخانقة وما سببته من أزمات أخرى كطوابير الخبز واختناقات وسائل النقل الجماعي بالركاب وانتظارهم ساعات تحت الشمس الحارقة، إلا أن بوادر أزمة كبيرة تلوح مع اقتراب موسم وقود التدفئة.

النظام ينفي

أهم بوادرالأزمة هو التصريح الذي أدلى به مدير شركة محروقات حول مخصصات العائلات من مازوت التدفئة حيث نفى ما يشاع عن تخفيضها، وأن ما يتم تداوله مجرد إشاعات حتى اللحظة. وقال لجريدة الوطن الموالية: "لا صحة لتخفيض مخصصات مادة مازوت التدفئة للمواطنين من 200 إلى 100 ليتر".

رد مدير محروقات جاء بعد نشر موقع "الاقتصادي" تسريباً عن مقترح من نفس الشركة تم تقديمه لوزير النفط بتقليص كمية وقود التدفئة هذا العام، إلا أن الوزراة نفت ذلك، وهي عادة جرى النظام على اتباعها لمعرفة ردود الفعل على هكذا قرارات، قبل صدورها.

مواطنون.. الأزمة قادمة

"اقتصاد" أجرى عدة لقاءات في الريف الغربي لدمشق وبعض أحياء العاصمة لمحاولة معرفة رأي المواطنين وما يجري فعلياً على أرض الواقع حيث قال أحد موزعي المازوت في جديدة عرطوز: "عادة ما كان يتم الاجتماع بنا في البلدية أو لدى الشرطة لإبلاغنا بالاستعداد لموسم التوزيع. حتى الآن لم يستدعينا أحد".

"أبو خالد" من سكان الريف الغربي يقول لـ "اقتصاد": "بما أنهم بدؤوا بالحديث عن التخفيض بالتأكيد سيحصل وبمنتصف الليل كما يفعلون بالعادة".

أحد مخاتير الريف الغربي يرى أن التخفيض كان يتم في السابق لكن دون إعلان: "في السنوات السابقة كان يتم التسجيل على 100 ليتر في الدفعة الأولى للتوزيع وأغلب الذين يحصلون عليها لا يتمكنون من الحصول على الدفعة الثانية وتذهب للمدعومين ورؤساء البلديات والبعثيين".

في كفرسوسة بدمشق، لم يتم إبلاغ المواطنين عن بدء تسجيل القوائم بالرغم من اقتراب شهر تشرين الأول حيث تلوح تباشير الشتاء وتنخفض الحرارة. يقول "يوسف" من سكان الحي: "أزمة البنزين ساعدت المسؤولين على تغطية عجز تأمين المازوت وهذا ما سيجعل أزمات الوقود والخبز قائمة ويبدو أننا على أبواب شتاء بارد جداً".

البنزين مخصصات أقل.. أيضاً

مدير المحروقات أيضاً نفى ما يتم تداوله عن تخفيض كمية الموزع من البنزين على البطاقة الذكية من 300 إلى 250 ليتر، وقال لـ "الوطن" الموالية: "مازال العمل بنفس الآلية ولم يصدر أي قرار بخصوص توزيع البنزين كل 10 أيام بمعدل 40 ليتر وللسيارات العمومي 250 ليتر بدلاً من 300 ليتر".

أزمة البنزين تبدو مستمرة وما يشاع سيصبح حقيقة في ظل عجز النظام عن تأمين موارد نفطية جديدة واستمرار العقوبات الأمريكية عليه وعلى حلفائه، وضغط الحلفاء الإيرانيين عليه لمحاولة استرداد ما دفعوه لإبقاء النظام على قيد الحياة، فيما تستمر معاناة السوريين في طوابير، للحصول على كل حاجاتهم الرئيسية.


ترك تعليق

التعليق