بالصور: من الخيش إلى الطين، نقطة تدمر الطبية بعد 4 سنوات على إنشائها


داخل مبنى طيني يفتقر إلى أدنى الشروط الصحية والبيئية يطلق عليه اسم "نقطة تدمر الطبية" داخل مخيم الركبان، يتلقى عشرات النازحين السوريين خدمات طبية أولية في ظل الافتقار إلى أبسط المستلزمات الطبية التي تتوفر عادة في أماكن أخرى وربما تلك التي كانت تتوفر في المشافي الميدانية مثل التحاليل المخبرية أو الأشعة السينية.

وتقتصر الوسائل المتاحة في "نقطة تدمر الطبية" على جهاز تصوير بالأمواج فوق الصوتية (إيكو) مع نقص حاد بالأدوية الاسعافية أو العلاجية للأمراض المزمنة مما يجعل التعامل مع الحالات المرضية صعباً للغاية ومستحيلاً في بعض الحالات.

وكانت "نقطة تدمر الطبية" التابعة لمجلس عشائر تدمر والبادية السورية قد أُنشئت في شهر شباط 2016، وكانت بداية عبارة عن خيمة تقدم خدمات بسيطة جداً كما يقول الناشط الطبي "شكري الشهاب" لـ"اقتصاد"، مضيفاً أن عمل النقطة تطور حتى أصبحت بناء طينياً يحتوي على ستة غرف طينية.


 ويتركز اهتمام النقطة على رعاية الحوامل والتوليد الطبيعي كون القابلتين الوحيدتين بالمخيم عاملات في هذه النقطة إلى جانب ثلاثة ممرضين وعدد من المتدربين على الأعمال التمريضية.

 ورغم أن عدد العاملين يبلغ عشرة  أشخاص وتقدم الخدمة الطبية خدمات على مدار ٢٤ ساعة، إلا أن النقطة تفتقر إلى طبيب، والنقطة غير مدعومة من أي جهة وخدماتها مجانية يدفع فيها ثمن الدواء الذي يتم الحصول عليه عن طريق التهريب من مناطق سيطرة النظام كما يتوفر في النقطة –بحسب الشهاب- جهاز تصوير بالأمواج فوق الصوتية (ايكو) والقليل من الأدوات الجراحية للعمليات الصغرى.


  ولفت المصدر إلى أن داخل المخيم الذي يقطنه حوالي 8000 شخص، إضافة إلى "نقطة تدمر الطبية"، نقطتان تقدمان الخدمة الطبية ونقطة اليونيسيف التي أغلقت أبوابها منذ شهر آذار الفائت.

ويراجع نقطة الركبان يومياً حوالي 50 مريضاً علماً أن عدد مراجعيها اليومي قبل أن يغادر معظم قاطني المخيم كان حوالي 159 مريضاً وبلغت عدد الولادات الطبيعية في النقطة منذ بداية افتتاحها حوالي ٤٥٠٠ ولادة طبيعية كان من بينها ولادات لسيدات سوابق أربع وثلاث قيصريات وتوأم وثلاث توائم.


 وبسبب عدم وجود الإمكانيات اللوجستية من مواد وأدوات للتشخيص كالتحاليل، فإن الخدمة الصحية المقدمة في المخيم دون الوسط وتعتمد جودتها على خبرة  الكوادر الطبية داخل المخيم.

 ونوّه الشهاب إلى أن تدهور الوضع الصحي في الركبان لا ينفصل عن النواحي المعيشية والصحية الأخرى ولا يتوفر في هذا المخيم المنسي أي نوع من أنواع التشخيص المرضي مثل التحاليل المخبرية أو الأشعة السينية  التي هي شرط أساسي في العلاج من أي مرض أو إصابة.

وحول واقع الأدوية وتوفرها أكد المصدر عدم وجود أي صيدلية رسمية في المخيم ينما تكثر أماكن بيع الأدوية من قبل أشخاص ليس لديهم أي  خبرة في هذا المجال وبعضهم لا يتقنون القراءة والكتابة ويقومون ببيع الدواء دون وصفات داخل خيم مهترئة يطلق عليها "خيم الطبابة".

 وأردف محدثنا أنه نتيجة الجهل لدى البعض من أهالي المخيم يعتقدون أن جميع من يبيعون الأدوية لديهم خبرة طبية، وهذا الأمر كثير الشيوع في المخيم، دون أي رقابة أو مسائلة قانونية من أي جهة مدنية أو عسكرية.

 وكشف محدثنا أن هناك الكثير من الأخطاء الطبية وقعت جراء هذه التصرفات وكادت أن تودي بحياة بعض الأشخاص.


 ولفت الشهاب إلى أن هناك أدوية نظامية تأتي بطرق التهريب من مناطق سيطرة النظام ولكن بكميات قليلة جداً وبأسعار تفوق ثلاثة أو أربعة أضعاف قيمتها في تلك المناطق أو حتى في المناطق المحررة.

 وأورد محدثنا مثالاً على ذلك ظرف السيتامول الذي يباع داخل المخيم بسعر 1500 ليرة سورية وكذلك أدوية الأمراض المزمنة وغيرها.

وأشار الناشط وهو ممرض سابق إلى أن أهالي المخيم باتوا يلجؤون إلى أساليب الطب الشعبي واستخدام العلاج بالأعشاب أو الكي لارتفاع أسعار الأدوية أحياناً وقلتها في أحيان أخرى أو لاعتقاد البعض أن الطريقة الصحيحة للعلاج هي العلاج الشعبي.

ويقطن في مخيم الركبان الواقع عند الساتر الترابي الأردني بين حدود سوريا والأردن، حوالي ٨٠٠٠ شخص معظمهم نزحوا من مناطق شرقي حمص (تدمر، القريتين، مهين، حواريين)، ومن عشائر العمور (بني خالد، الحديدين، الفواعرة، النعيم)، والقليل من مدينة دير الزور.


 وتنتشر في المخيم خلال فصل الصيف كل عام الأمراض  الموسمية المعوية من التهاب الإمعاء والإسهالات الحادة والشديدة، كما تنتشر الأمراض الجلدية وخاصة لدى الأطفال.

وأدّى الحصار المطبق الذي تفرضه قوات النظام على المخيم إلى غياب سبل التغذية الصحية للنساء الحوامل فيه في ظل النقص الحاد بالمواد الغذائية وجميع مستلزمات الحياة.

ترك تعليق

التعليق