في تركيا.. عالم سوريّ يكتشف قانوناً علمياً في استخدامات مياه الري


تمكن الدكتور السوري "سالم رشاد العلي"، الخبير في الهيدروجيولوجيا، من اكتشاف قانون في استخدامات مياه الري يعمل على تفعيل قوة التوتر السطحي بالاتجاه الأفقي بحيث تفوق قوة "الادمصاص" قوة البخر وقوة الجاذبية. وقد حصل على براءة اختراع عالمية بهذا الشأن رقم (13561 / 2017). وهي تكنولوجيا ري تحت سطحي مطمورة على عمق ( 60- 70 ) سم.

و"الادمصاص" (أو الامتزاز) هو مصطلح علمي مُستخدم في علوم المياه والتربة، ويتعلق بـ " تراكم ذرات أو جزيئات مائع على سطح مادة صلبة"، وفق "ويكيبيديا".

وأشار العلي المنحدر من مدينة مورك بريف حماة الشمالي، في حديث لـ "اقتصاد"، إلى أن كافة طرق الري المألوفة تعمل على "الادمصاص" الفيزيائي الحر، وهي القوة الأضعف بين القوى المؤثرة بحركة مياه الري، مما يجعل مياه الري تضيع بين تبخر شديد وتسرب عميق، الأمر الذي اضطره إلى البدء بدراسة ميكانيكية القوى المؤثرة بحركة مياه الري منذ 40 عاماً على نفقته الخاصة، إلى أن تمكن من اكتشاف القانون المذكور الذي يعمل على تفعيل قوة الادمصاص الفيزيائي الحر بالاتجاه الأفقي بما يتجاوز قوة البخر وقوة الجاذبية، وبالتالي تحقيق "كفاءة ري تتراوح بين (97 - 100 )%، في أشهر الجفاف في المناطق الجافة وشبه الجافة"، ضمن معامل تجانس (95 – 100)% في أشهر الجفاف في المناطق الجافة وشبه الجافة، وزيادة الإنتاج في وحدة المساحة لكافة المحاصيل الزراعية بنسبة (30 – 40)% وسطياً لأسباب تتعلق بالقانون والتصاميم، والقدرة العالية للتطبيق على المساحات الواسعة في مختلف أنواع الترب والطوبوغرافية المعقدة، وبالتالي نشر الغابات الكثيفة ووقف زحف التصحر وتأمين الحماية البيئية، وتوفير المراعي على مدار العام في المناطق الجافة وشبه الجافة بسبب إمكانية التحكم التلقائي بمستويات مياه الري عند الحاجة، إضافة إلى عمق الشبكة الذي يحميها من الإتلاف.


 ويبلغ العمر التقديري للابتكار الذي أنجزه العالم "العلي" (50 - 70) عاماً، دون أي إنفاق باستثناء أعمال صيانة كل (15 -20) عاماً، علماً أن تكاليف إنشاء واستثمار الإبتكار منخفضة لا تتجاز الـ (300) دولار لكل دونم واحد، مما يجعل هذه التكنولوجيا فتحاً علمياً كبيراً في مجال عالم الريّ ومكافحة التصحر، وفق وصفه.

ونوّه العلي إلى أنه لا يجوز تسمية طرق الري الحديثة بوصفها تقانات لأنها لا تستند إلى قانون علمي يحدث تغييراً في القوى المؤثرة بحركة مياه التربة، بل هي أحد أهم أسباب الفقر والمجاعات في العالم خصوصاً في المناطق الجافة وشبه الجافة.

 وأضاف العلي أن ما يسمى بطرق الري الحديثة تعمل على تحفيز قوة البخر بما يتجاوز قوة الجاذبية بحدود (30-40) ضعفاً، خصوصاً في الترب الطينية، وبالتالي فإن كفاءة الري لا تتجاوز 10% وسطياً في أشهر الجفاف يضيع معظمها لري الأعشاب الضارة، وتختلف هذه النسبة في الترب الرملية بحسب نسبة الغضار (تقاس قوة التبخر من خلال حساب حجم المياه المستهلكة قياساً على قوة الجاذبية لوصول مياه الري إلى الجذور الفعالة).

وشرح العلي ماهية ابتكاره الذي ينسف –حسب قوله- طرق الري السطحي أو ما يسمى بطرق الري الحديثة كالرذاذ والتنقيط ، مشيراً إلى أن التقنيات المستوردة من الدول الدارسة والصانعة كارثة إنسانية كبرى في المناطق الجافة وشبه الجافة بسبب الاختلاف الجذري للظروف البيئية والمناخية السائدة في المناطق الجافة عن تلك السائدة في مناطق الدراسة والتصنيع، وما يترتب على ذلك من تأثيرات كارثية على مردودية وحدة المياه الناتجة عن عدم كفاية الماء المتاح فضلاً عن عدم وصول المياه للجذور الفعالة في الترب الطينية، وتباين قدرة الامتصاص الحراري بين الماء والتربة، وارتفاع قوة الخاصة الشعرية، علماً أن هذه التكنولوجيا-حسب قوله- غير قابلة للتقليد من قبل الأفراد أو المجموعات.

ترك تعليق

التعليق