انخفاض رواتب المقاتلين السوريين في ليبيا

غادر "رياض" منطقة شمال حلب الخاضعة لإدارة الحكومة السورية المؤقتة إلى ليبيا مطلع هذا العام، للمشاركة في الأعمال القتالية إلى جانب حكومة الوفاق الشرعية المدعومةً تركياً ضد قوات الجنرال خليفة حفتر المدعوم روسياً وإماراتياً. ومن ثم عاد "رياض" إلى سوريا بعد إبعاد قوات حفتر عن العاصمة طرابلس في شهر أيار الفائت. تمكن "رياض" خلال تلك المدة من توفير مبلغ 9 آلاف دولار أمريكي، وبدأ في تحقيق حلمه بمغادرة المخيم الذي يقطن فيه وشراء قطعة أرض بمساحة 200 متر كبدته مبلغ 2200 دولار أمريكي.

مؤخراً، تواترت أنباء عن تخفيض رواتب المقاتلين السوريين في ليبيا إلى 600 دولار أمريكي فقط، إذ كانت وبحسب الدفعات السابقة 2000 دولار شهرياً لكل عنصر و5000 دولار لكل قائد مجموعة تتضمن 25 عنصراً.

وتبين لـ "اقتصاد" بحسب المصادر الميدانية المحلية أنّ تخفيض الرواتب جاء بعد انخفاض حدّة المواجهات في ليبيا واكتفاء حكومة الوفاق من المقاتلين الأجانب بعد عمليات تجنيد كثيفة في أوساط الليبيين.

بعد سماع "رياض" بقرار تخفيض الرواتب، قرر عدم الذهاب إلى ليبيا ثانيةً، حيث كان يرغب بخوض جولة أخرى، وبدأ بتشييد أرضه وتأمين منزله الذي سيقطن به هو وزوجته وأطفاله الأربعة ليعيش معهم بخير واطمئنان بعيداً عن الحرب والسلاح. إلّا أنّ طريقاً جديداً قد فُتح، أدى إلى تغيير قناعته، مقرراً خوض تجربة قتالية جديدة.

إلى أذربيجان التي تشهد تصعيداً عسكرياً بينها وبين أرمينيا المدعومة روسياً، تلوح في الأفق تجربة جديدة فيما يبدو، سيعيشها شبان سوريون، منهم من تُعد هذه تجربته الأولى، وبينهم من خاض تجربته السابقة في الميادين الليبية. وتتركز المهام بحسب المُعلن، في حماية وحراسة الحدود والمنشآت العامة.

لم تختلف وسائل التجنيد إلى أذربيجان عن ذات الوسائل التي تم اتباعها في التجنيد إلى ليبيا أواخر العام الماضي، إلا أنّ فوارق بسيطة طالت الأجور الشهرية، إذ كانت في ليبيا بدايةً بـ 2000 دولار أمريكي، والآن في أذربيجان بين 1600 و 1800 دولار.

كما ولم تختلف دوافع الشباب بين المشاركة في هذه الدولة أو تلك، جراء تزايد تردي الوضع المعيشي الصعب. إنما وللمفارقة، فقد كان التوجه إلى ليبيا أمراً محرجاً للشاب أو ذويه، لا سيّما مع تداول مصطلحات "المرتزق والارتزاق"، أمّا الآن فقد كُسر ذاك الحاجز الاجتماعي وبات الأمر علناً وأكثر من طبيعي، تحديداً لدى قاطني المخيمات، وأعداد المسجلين حالياً والباحثين عن أماكن التسجيل، فوق أي تصور.

 وكان "اقتصاد" قد عرض دوافع بعض الشباب السوريين بالتوجه إلى ليبيا عبر تقرير "إلى ليبيا.. والسلام"، مطلع العام الحالي.

ويتصاعد التوتر بين دولتي أذربيجان وأرمينيا بسبب تحريض روسيا للأخيرة بعدم قبول السلام مع جارتها والقيام بأعمال استفزازية بين الآونة والأُخرى، ما دفع الجانب التركي إلى تنشيط موقفه في أذربيجان وزرع أوتاده فيها والقيام بعدة مناورات عسكرية مشتركة.

يُذكر أنّ الخارجية الأذرية أعلنت عبر بيانٍ صادر عنها يوم الاثنين، تفاقم الوضع على خط التماس في الحدود الأرمينية بسبب انتهاكات صادرة عن الجارة أرمينيا.

وبحسب مصادر "اقتصاد" ستتجه الدفعة الأولى من الشباب السوريين إلى الحدود الأذرية خلال الأيام أو الساعات القليلة القادمة.

ترك تعليق

التعليق