إسطنبول.. سوريون قلقون من تدهور الليرة التركية


أعرب عدد من اللاجئين السوريين في ولاية إسطنبول التركية، عن قلقهم من استمرار نزيف الليرة التركية الحاد أمام العملات الصعبة وخاصة الدولار، بعد وصول سعر صرف الدولار الواحد إلى 7.70 ليرة تركية.

وأرجع عدد منهم سببب هذا القلق أو المخاوف إلى انعكاس ذلك على تكاليف الحياة المعيشية اليومية أو الشهرية بالنسبة لهم، إضافة للمخاوف من غلاء أسعار بعض المواد الأساسية الغذائية، وارتفاع إيجارات المنازل والمواصلات، وغيرها من الأمور الاقتصادية الأخرى، والتي لن تتناسب مع رواتبهم الشهرية في حال بقيت على حالها دون أي زيادة تذكر.

اللاجئ السوري "عبدو أبو مازن" والذي يعمل في إحدى ورش الخياطة قال لـ "اقتصاد"، إن "أي تراجع أو أي انخفاض بقيمة الليرة التركية يرافقه ارتفاع بالأسعار، وبالنسبة لي أكثر ما يخفيني هو بقاء راتبي الشهري الذي أحصل عليه بالليرة التركية على ما هو عليه مقابل ارتفاع الأسعار".

وأضاف "أبو مازن" أنه "في حال تمت زيادة رواتبنا فإنها تكون بنسبة قليلة لا تتناسب مع ارتفاع الأسعار في إسطنبول أو في عموم تركيا".

وبدأت الليرة التركية تشهد تراجعاً حاداً في قيمتها منذ آب/أغسطس الماضي، وبدأت تتخطى عتبة الـ 7 ليرات مقابل الدولار الواحد، إلى أن وصلت إلى مستويات تشير بأنها تتجه نحو ملامسة عتبة الـ 8 ليرات للدولار الواحد.

بدوره قال اللاجئ السوري "مصعب الشامي" والذي يعمل في محل لبيع الجملة في أحد المجمعات الكبيرة لبيع المواد الغذائية، في تصريحات لـ "اقتصاد"، إن "استمرار تراجع الليرة التركية أمام العملات الأجنبية يؤثر بشكل كبير على اقتصاد تركيا بالدرجة الأولى، الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع كافة أسعار السلع وكافة إيجارات المنازل بشكل عام".

وأضاف "الشامي" أن "هذا الأمر من الممكن أن يؤثر على بعض السوريين الذين يعملون على تحويل الحوالات لذويهم في مناطق أخرى بسبب فرق العملة، لكن في المقام الأول التأثير الأكبر هو على الاقتصاد التركي ما يساهم بارتفاع كافة الأسعار".

أما اللاجئ السوري "أيهم الصوص" والذي يعمل في بقالية صغيرة، فقال لـ "اقتصاد"، إن أكتر شيء يقلق بموضوع تراجع الليرة التركية هو التضخم الطارئ على كل أساليب الحياة، إذ لا يوجد توازن حقيقي بين رواتب السوريين وتكاليف المعيشة، بل يوجد شرخ واضح يتعب اللاجئ السوري ويجعل الحياة أكثر سوداوية عند أغلب السوريين.

في حين اعتبر اللاجئ السوري "وائل العلي" أنه "حتى الآن لا يوجد لدي أي مخاوف خاصة وأن راتبي بالليرة التركية، ولكن من الممكن أن يأتي التأثير مستقبلاً في حال تراجع الليرة بشكل كبير جداً فمن المرجح أن يقابلها ارتفاع في الإيجارات والمواصلات لسد هذا التراجع، لكن في الوقت الحالي ليس هناك تأثير كبير جداً على فئة واسعة من السوريين الذين يقبضون رواتبهم بالليرة التركية".

ورغم ما تمر به الليرة التركية إلا أن الرئيس التركي رجب طيب أردغان، دعا في أكثر من مناسبة ومنذ آب/أغسطس الماضي، إلى "عدم القلق من وعلى الاقتصاد التركي"، مؤكداً أن "تركيا ليس عليها أي ديون خارجية"، مشيراً إلى أن "الاقتصاد التركي من أقوى 5 اقتصاديات في العالم"، حسب وصفه.
وفي هذا الجانب قال المختص بالشأن التركي محلياً وخارجياً، "مهند حافظ أوغلو"، لـ "اقتصاد"، إن "الاقتصاد التركي يشهد موجات موجهة ذات توجه سياسي للإضرار بالاقتصاد، وهذا واضح لما نراه من تراجع الليرة أمام العملات الأجنبية، ولكن السوريين المقيمين في تركيا يأخذون رواتبهم بالليرة التركية حالهم حال الأتراك، نعم الصعوبات تتمثل بشكل أساسي بضعف القوة الشرائية لليرة وبالتالي التأثير سلباً على الحياة اليومية، وهذا وضع عام في كل دول العالم سيما في ظل أزمة كورونا الاقتصادية".

وأشار "أوغلو" إلى أنه "وبشكل عام تبقى تركيا أرخص بكثير من العديد من الدول حتى العربية منها، ولا يمكن أن يبقى الوضع الاقتصادي على ما هو عليه، إنها أزمة وسوف تنتهي وعلى الجميع أن يدرك ذلك".

وسجلت الليرة التركية يوم الجمعة مقابل الدولار سعر 7.54 ليرة تركية للمبيع، و7.53 ليرة تركية للشراء، في حين وصل سعر صرف اليورو مقابل الليرة التركية إلى 8.80 لللمبيع، و8.79 للشراء، في حين وصل سعر الليرة التركية داخل سوريا إلى 319 ليرة سورية للمبيع، مقابل 310 ليرة سورية للشراء.


ترك تعليق

التعليق