المسبحة والفول خارج التصنيف الشعبي


ما وصل إليه السوريون لا يصدق، وحسب ما يقوله "أبو محمد" لـ "اقتصاد"، "إننا كل يوم بانتظار أزمة جديدة ومصيبة أخرى، والأمر هنا لا يتعلق بالأزمات المستعصية الكبرى كالبنزين والكهرباء، ولكنها اليوم تتعلق بأبسط ما يمكن أن يأكله الإنسان ليبقى على قيد الحياة".

سؤال.. فاجع

صفحة محلية وجهت سؤالاً لمتابعيها: "بتتصور الفول والحمص والفلافل والمسبحة صارت من المأكولات الخارجة عن التصنيف الشعبي".

السؤال لم يكن صادماً لمعلقي "دليل في ضاحية قدسيا"، فسيل التعليقات الذي كتب عن الأسعار وعدم قدرة الناس على شراء الفول والمسبحة كان غريباً في أنهم لم يعودوا قادرين على شراء هاتين المادتين، اللتين كانتا تعدان من الوجبات السريعة التي يتناولها السوريون في أيام العطل.

علق أحد المتابعين حول الأسعار: "اكيد وبالورقة وبالقلم. كيلو الفول بـ 1200 ونص كيلو مسبحة بـ 1200 وبدهن زيت وتتبله وخلافو صارو 3000 ليره فطور لعيله خمس اشخاص  شلون بدها تزبط اذا المعاش 50 الف ؟؟".

أسعار خمس نجوم

لم يترك الوضع الاقتصادي المتفاقم أية خيارات أمام الشريحة الأكثر بؤساً وهي باتت تستخوذ على أغلب السوريين باستثناء اللصوص والمسؤولين وبعض أعوان النظام فجزء من هؤلاء أيضاً باتوا في عداد المعوزين.

"أبو مدين" من سكان الريف الغربي للعاصمة يقول لـ "اقتصاد": "لم تكن اللحوم والفواكه هي ما يشغل أغلب العائلات التي سحقها الغلاء، ولكنها كانت تعول على هذه المأكولات الشعبية ولكننا اليوم لا نقدر عليها وحتى الخبز (الحاف) بات مستحيلاً".

أما عن الأسعار فقد بلغ سعر كيلو المسبحة ٢٢٠٠ ليرة، وكيلو الفول ١٤٠٠ ليرة، وأما الفلافل فكل أربعة أقراص بـ 100 ليرة، وهذه الأخيرة كانت وحدها كفيلة بإطعام أسرة كبيرة مع ربطة خبز وقليل من البندورة.

خارج التصنيف الشعبي

"ماذا يأكل الشعب؟!"، جواب بصيغة السؤال رد به "أبو مدين" على سؤال لـ "اقتصاد" عن الوجبات الشعبية وماذا بقي منها. ويتابع: "كانت سندويشة الفلافل للتسلية ويحبها الأطفال في المشاوير، ولكنها اليوم بـ 500 ليرة، ولا تملأ بطن مشتريها".

حتى بقية الأكلات السريعة والتي عادة ما يُعتمد عليها عندما تريد الأمهات الاستراحة من عناء الطبخ اليومي، مثال ذلك المقالي، هي أيضاً باتت عئباً، فوجبة كهذه من الباذنجان والبطاطا والزهرة والكوسا وجميعها تقلى مع بعض البندورة والثوم والبقدونس، تساوي عدة آلاف من الليرات، وجزءاً كبيراً من الراتب الشهري للموظف.

"مجدي"، مُستخدم في إحدى مدارس كفرسوسة يقول لـ "اقتصاد": "وجبة المقالي تكلف ما بين 4 – 5 آلاف ليرة، وإذا كانت (على أصولها) تكلف أكثر، وليتر زيت القلي 4000 ليرة.. ماذا سنأكل لنعيش لا أعرف".

الجوع أنهك عموم السوريين، وأما النظام وحكومته فمستمران في الحديث عن الوقوف إلى جانب السوريين وتحدي المؤامرة، وإطلاق وعود الحلول القريبة والبعيدة بانتظار المعجزة.

ترك تعليق

التعليق