مكبات قمامة في إدلب.. خيار بعض الأطفال لإعالة أسرهم الفقيرة


ما أن يعلن الفجر إشراقه من رحم عتمة الليل، حتى تستل مجموعة من الأطفال أكياسها، حاملين إياها على ظهورهم، متجهين إلى مكبات النفايات، ليبدأ يومهم الشاق في السعي وراء الرزق وقوت العيش.

ووسط أكوام من النفايات قرب بلدة قاح الواقعة على الحدود السورية التركية، يجول الطفل أحمد علي، (13) عاماً، بحثاً عن قطع الكرتون ومواد بلاستيكية يمكنه بيعها من أجل المساهمة في تأمين قوت عائلته التي تعيش في أوضاع إنسانية صعبة.


يقول أحمد إنه يجمع كل يوم 3 أكياس من الكرتون والقطع البلاستيكية، ويبيعها، حتى يتمكن من جلب الخبز والخضروات لعائلته المؤلفة من 6 أشخاص، رغم المخاطر التي يحملها هذا العمل.

وتفتقد عائلة "أحمد" للأب الذي قضى قبل نحو عامين بريف إدلب الجنوبي، خلال قصف مدفعي للنظام السوري، قبيل نزوحهم - كما أخبر الفتى "اقتصاد" – حيث يُعتبر المعيل الوحيد لوالدته وإخوته.


ويقصد الفتى مكب النفايات الذي يقع قرب المخيم الذي يقطن فيه مع أسرته في بلدة قاح بريف إدلب الشمالي، يومياً، لجني نحو (دولارين) تقريباً.

كما ويقصد المكب ذاته، العديد من النساء والرجال والأطفال، الذين أجبرتهم الظروف الصعبة على البحث بين أكوام القمامة، عن النايلون والبلاستيك والكرتون، لتمكنهم من تأمين معيشتهم.


حال "أحمد" كحال العشرات من الأطفال السوريين الذين تركوا مقاعد الدراسة وأجبرتهم الظروف الاقتصادية الصعبة على العمل بالنفايات من أجل مساعدة أسرهم التي تعيش تحت خط الفقر.

ومع وصول كل حافلة جديدة محملة بالقمامة، يسارع الأطفال والنساء والرجال في الموقع إلى البحث بين الأكياس، غير آبهين بسحابة الغبار المنبعثة جراء إفراغ الحمولة. وتحتوي هذه الأكياس على بقايا طعام، و"علب" معدنية وعبوات بلاستيكية ومواد تنظيف وقطع كرتون ونايلون وغيرها.


ويعمل في جمع النفايات أطفال من مختلف الأعمار تبدأ من 7 سنوات وتنتهي بـ 16 سنة. ويقوم هؤلاء بالبحث اليومي في المكبات والحاويات عن خردوات ومواد بلاستيكية ونايلون وأسلاك نحاسية، مما يمكن استخدامه بالحرق بغرض التدفئة، أو بيعها بغرض إعادة تدويرها، غير آبهين بما يمكن أن تسبب لهم من أضرار صحية.



ترك تعليق

التعليق