مصنعو كمامات في إدلب يأملون بالعودة مجدداً إلى سوق التصنيع


ينتظر "أحمد سندس" بصبر بالغ وصول ماكينة حديثة لتصنيع الكمامات قام باستيرادها من الصين في خطوة استباقية لتفادي الخسائر الواسعة التي أحدثتها الكمامات المستوردة في سوق التصنيع المحلي.

وبعد غياب الإجراءات المشددة على المعابر الواصلة بين تركيا ومناطق المعارضة والتي فرضت بسبب انتشار فيروس "كوفيد-19" دخلت أنواع جيدة جداً من الكمامات التركية والصينية أمكنتها جودتها العالية من إزاحة الكمامات محلية الصنع عن الواجهة ليتوقف "أحمد سندس" وزملاؤه عن العمل.

يقول "سندس" الذي يعتبر رائد تصنيع الكمامات المحلية شمالي غرب سوريا، إنه يتوقع أن تحدث خطوته فارقاً كبيراً في تصنيع الكمامات حيث سيتمكن بعد بضعة أيام من تصنيع كمامات مطابقة تماماً لما يستورده التجار من الصين، و"بأسعار منافسة".

فترة الذروة

قبل عدة أشهر كان جل اعتماد المنظمات الإنسانية والجهات الحكومية والسكان على ما تنتجه الورشات المحلية ومن بينها خمس ورشات كان "سندس" يديرها في كل من إدلب وسرمدا.

وتنوعت الكمامات التي تنتجها هذه الورشات كما تباينت الأسعار وفقاً للنوع وطريقة التصنيع.

وتعتبر كمامات "الفازلين" المصنعة من قماش يعرف في السوق بهذا الاسم الأرخص ثمناً حيث يبدأ سعر القطعة الواحدة من 2 ليرة تركية.

أما الكمامات القطنية والتي تتميز بكونها تتألف من أكثر من طبقة، فتعتبر الأغلى ثمناً حيث يصل سعر الكمامة الواحدة إلى 4 ليرات تركية في بعض الأحيان.

وعادة ما يشتري المصنعون قماش الفازلين الخام اعتماداً على وزنه حيث يصل سعر الكيلو الواحد إلى دولارين للقماش السادة و3 دولارات للملون.

أما القطن فيباع بالمتر لذلك يعتبر أغلى ثمناً.


العودة إلى السوق

لاقت الكمامات المستوردة -التي يقول مدنيون ومصنعون إنها ذات جودة عالية- إقبالاً واسعاً، لكنها لاتزال مرتفعة الثمن.

وسرعان ما أغلقت عدة ورشات لتصنيع الكمامات المحلية إذ وجد المصنعون المحليون أنفسهم بلا عمل.

اليوم يناقش سندس مع رفاقه فكرة العودة إلى السوق مجدداً.

أحد زملائه تمكن من الحصول على ماكينة "ألترا" تركية وبدأ بتصنيع كمامات بنفس مواصفات الكمامات التركية المستوردة.

أما سندس فينتظر ماكينته الصينية التي ستغرق السوق بكمامات مشابهة لنظيرتها المصنعة في الصين والتي يستعملها السكان برغبة جامحة.

ويأمل المصنعون أن تتحسن ظروف العمل ويحصلوا كما في السابق على عقود مع جهات حكومية ومدنية لتصنيع كميات كبيرة من الكمامات تواكب سرعة انتشار جائحة كورونا في المنطقة.

ترك تعليق

التعليق