اتهامات لكرواتيا بالوحشية والاعتداء الجنسي بحق مهاجرين


قال عمال إغاثة دنماركيون يعملون في منطقة البلقان إن عشرات المهاجرين زعموا أنهم تعرضوا لمعاملة وحشية من قبل عناصر إنفاذ القانون الكرواتيين عندما حاولوا العبور إلى الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي قبل طردهم إلى البوسنة على عجل.

وصرح نيكولا باي، رئيس المجلس الدنماركي للاجئين في البوسنة، لأسوشيتدبرس يوم الجمعة، بأن 149 مهاجرا من جنسيات مختلفة، قابلهم موظفوه بشكل مستقل في البلاد خلال الأيام العشرة الماضية، أفادوا بأنهم تعرضوا لمعاملة "مسيئة للغاية" من جانب شرطة كرواتيا.

كما قال باي إن الشهادات تشمل مزاعم بالضرب الوحشي والمطول، وتجريد أشخاص من ملابسهم، وإجبارهم على الاستلقاء مثل جذوع الأشجار المكدسة فوق بعضها بعضا.

وأضاف "في حالتين، لدينا تقارير عن انتهاكات جنسية خطيرة".

أصبحت البوسنة، التي لم تتعاف مطلقا من حربها الوحشية التي اندلعت في الفترة 1992-1995، بمثابة عنق زجاجة لآلاف المهاجرين المتجهين إلى أوروبا من الشرق الأوسط وآسيا الوسطى وشمال أفريقيا قبل ثلاث سنوات عندما أغلقت دول أخرى حدودها وعطلت مسارات الهجرة عبر البلقان.

وعند دخول البوسنة، يسير معظم المهاجرين باتجاه الشمال الغربي إلى حدود البلاد التي يسهل اختراقها والتي تبلغ 1000 كيلومتر مع كرواتيا، وهي واحدة من آخر بوابات شمال أوروبا.

وأوضح باي أن الشهادات التي تم جمعها من مجموعات لم تكن على اتصال ببعضها بعضا تضمنت نفس أوصاف العنف.

وتابع قائلا "أوجه التشابه بين هذه الروايات مخيفة حقا من حيث أنها تشير إلى أنماط ممنهجة من الانتهاكات ... (من جانب) رجال يرتدون الزي الأسود والأقنعة السوداء" لإخفاء وجوههم.

وفي معرض وصفها الشهادات بأنها "مروعة"، حثت الأمينة العامة للمجلس الدنماركي للاجئين في البوسنة، شارلوت سلينتي، في بيان مكتوب على اتخاذ إجراء فوري "لوضع حد للاستخدام الممنهج للعنف".

وأضافت سلينتي أن "معاملة البشر بهذه الطريقة ... بغض النظر عن وضعهم كمهاجرين، لا يمكن ولا ينبغي قبولها من قبل أي دولة أوروبية، ولا من لدن أي مؤسسة تابعة للاتحاد الأوروبي".

تتهم منظمات حقوق الإنسان الشرطة الكرواتية منذ سنوات بالوحشية وعمليات الإبعاد غير القانونية للمهاجرين، الأمر الذي تنفيه كرواتيا باستمرار.

لم يرد المكتب الإعلامي التابع للشرطة الكرواتية يوم الجمعة، على اتصالات هاتفية تطلب التعقيب.

كانت وزارة الداخلية الكرواتية قالت في وقت سابق من الأسبوع إنها تجري تحقق في مجلس اللاجئين الدنماركي، بهدف: "إزالة أي شك حول سلوك ضباط الشرطة الكرواتية أو معاقبة جميع المخالفات والقضاء عليها إن وقعت".

المهاجرون الذين أجرى مجلس اللاجئين الدنماركي مقابلات معهم تتبدى عليهم الجروح والإصابات واضحة وقد تم توثيقها بمجموعة صور مثيرة للقلق تلقت أسوشيتد برس نسخة منها.

في سياق آخر، كان عدد كبير من المهاجرين في مخيم مؤقت شمال غربي البوسنة، يتلقى العلاج والإسعافات من إصابات قالوا إن الشرطة الكرواتية ألحقتها بهم بعد أن تمكنوا من دخول البلاد هذا الشهر.

وقال شاب من بنغلادش في مخيم قريب من الحدود مع كرواتيا حيث تقطعت السبل بمئات المهاجرين: "عندما يمسكون بنا، يشرعون في ضربنا بالعصي وركلنا كما لو كنا حيوانات... قبل أن يعيدوننا" إلى البوسنة.

الشاب الذي طلب عدم الكشف عن هويته مخافة التبعات، قال إن الشرطة الكرواتية صادرت أيضا ممتلكات المهاجرين مثل الهواتف المحمولة والنقود.

وقال مهاجر آخر، عرف نفسه باسم محمد وهو باكستاني، إن الشرطة الكرواتية أطلقت كلابا خلفه، بعد أن عبر إلى البلاد قبل أسبوعين، وكشف عن جروح تلتئم في ذراعيه وساقيه.

وأعربت مفوضة المجلس الأوروبي لحقوق الإنسان دونيا مياتوفيتش، عن قلق بالغ إزاء المزاعم الأخيرة، مشيرة إلى أن الرد المعتاد من جانب الحكومة الكرواتية هو "نفي التقارير التي تنشرها المنظمات غير الحكومية، أو الناتجة عن صحافة استقصائية".

وقالت مياتوفيتش في بيان مكتوب، إنه بالرغم من تأكيد الحكومة الكرواتية أنها تجري تحقيقات في جميع الادعاءات "يتواصل (ورود) تقارير موثوقة عن مثل هذه الانتهاكات".

"المقلق أن هذه التقارير تشير إلى أن أعمال العنف والتجريد من الإنسانية المصاحبة لعمليات رد (المهاجرين) تتزايد، ويبدو أن عناصر إنفاذ القانون الكرواتيين ما زالوا يتمتعون بحصانة من العقاب على مثل هذه الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان".

ترك تعليق

التعليق