لا تبحث عن منزل بـ 15 مليون ليرة في ريف دمشق


شهد سوق العقارات في الريف الغربي للعاصمة ارتفاعات كبيرة في الآونة الأخيرة لعدة أسباب منها الانهيارات المتوالية لليرة السورية وارتفاع أسعار مواد البناء. وتحفل صفحات مواقع التواصل بالبحث عن بيوت صغيرة رخيصة لكن لا جدوى. فتحت الـ 20 مليون ليرة لا يوجد بيت لتشتريه وبمواصفات عادية ومساحة ضيقة.

قطنا.. العشوائيات بالملايين

سمح فساد مجالس بلديات قطنا المتوالية بنشوء أحياء عشوائية في محيط المدينة كانت ملاذاً للعسكريين والموظفين البائسين ولكنها اليوم مع فورة أسعار العقارات قفزت إلى أكثر المناطق المرغوبة للسكن لأن الباحث عن بيت صغير مخالف قد يجده وبسعر معقول.

يقول "محمد" لـ "اقتصاد": "بحثت طويلاً عن منزل في المدينة بسعر معقول ولم أجد لذلك كان حي مساكن الأفراد هو الحل فاشتريت منزلاً من غرفتين وصالون صغير بـ 12 مليون ليرة".

داخل أحياء المدينة تتراوح الأسعار ما بين 20-50 مليون ليرة، وبعضها بحكم محكمة وليس طابو أخضر كما يقول "قاسم" -صاحب مكتب عقاري-، الذي يضيف: "الأسعار معقولة قياساً لانخفاض سعر الليرة وغلاء مواد البناء فهناك بيوت جيدة بـ 20 مليون ليست طابو أخضر ولكن البيت الجيد والنظامي ما بين 40-50 مليون ليرة وبمساحة 120 متر".

أغلى.. كلما اقتربت من دمشق

كلما اقتربت من دمشق فالسعر أغلى كما يقول "راسم" -تاجر عقارات- في تصريحات لـ "اقتصاد": "الفوارق في السعر تعتمد على قربك من المدينة الذي يوفر عليك الوقت والمال للانتقال نحو العاصمة لذلك في جديدة عرطوز السعر أغلى من قطنا حيث المسافة حوالي 22 كيلو متر عن دمشق بينما تبعد جديدة 15 كيلو متر".

يتابع راسم: "الأسعار هنا تبدأ من 40 مليون ليرة وهناك بيوت سعرها يصل لـ 70 مليون ليرة، وهي بيوت حديثة ومساحاتها واسعة وعدد قليل من البيوت مع مساحات خضراء واسعة يقترب من 100 مليون ليرة".

أما في صحنايا المجاورة لـ "جديدة"، ولا تبعد كثيراً عن العاصمة، فتتميز حسب -التاجر المذكور- بأنها تتصل مع العاصمة بطريقين أحدهما دمشق –قطنا، والثاني عن طريق دمشق- درعا. وتبدأ الأسعار من 50 مليون ليرة لتصل لحدود 100 مليون ليرة.

بالدولار.. أرخص من دول الجوار

يقارن صاحب أحد المكاتب العقارية أسعار العقارات في الريف الدمشقي عما يقابلها في الأردن ولبنان، ويرى أن كل هذا الغلاء الفاحش هو أقل من بقية الدول المجاورة، وذلك بحساب السعر بالدولار.. "فلن تجد بيتاً بهذه الأسعار في ضواحي بيروت وعمّان، فالأسعار أعلى بكثير. فهنا قد تجد بيتاً بـ 10 آلاف دولار ولكن هناك يتجاوز 20 ألف دولار".

لكن هذه المقارنة قد لا تكون صالحة في حالة بلدٍ كـ سوريا، حيث يصل دخل الفرد حوالي 25 دولاراً في الشهر، بينما يصل لأرقام مضاعفة بالعشرات في دول مجاورة. فيما أغلبية الشعب السوري تطارد الرغيف والوقود على طوابير النظام "المقاوم"، وتحلم بسقف رخيص جداً.

ترك تعليق

التعليق