شهود عيان يتحدثون لـ "اقتصاد" عن تفاقم "الدعارة" في ريف دمشق


"كانت (صالحة) الوحيدة التي فتحت بيتها للدعارة، وتحت رعاية وعناية قسم الأمن العسكري، ومع ذلك كان أغلب زبائنها من خارج المدينة. ولكننا اليوم نرى ونسمع عن عشرات البيوت التي تمارس الرذيلة وتعاطي المخدرات".. بهذه الكلمات عبّر "أبو خالد" من سكان مدينة قطنا عن استيائه مما يحصل في الريف الغربي لدمشق عموماً، وذلك في تصريحات خاصة لـ "اقتصاد".

آخرون يرون أن أسباباً جديدة ساعدت على انتشار الدعارة في ريف دمشق، مثل الفقر والنساء اللواتي يعشن دون أزواج من مهاجرين ونازحين، وهؤلاء اضطررن للعمل في هذه المهنة لضيق الحال واستغلال الشبيحة.

أجور.. للحياة

"مجدي" من دف الشوك، الحي الفقير جنوب دمشق وعلى تخوم الريف، يقول لـ "اقتصاد": "الأجور كانت في بداية الأمر لا تزيد عن مئات الليرات للنسوة من الوحيدات وبعضهن يكتفي بالعشاء وتعبئة رصيد الموبايل، ولكن المحترفات كان يُدفع لهن بالآف من زبائن امتهنوا السرقة والتشبيح والتعفيش".

نساء الشبيحة الذين قتلوا أيضاً، مارست بعضهن الدعارة كما يقول "مجدي": "هؤلاء لم يكن مصيرهن بأفضل من المهجرات فتعرضن للاستغلال من محيطهن وكن يكتفين بزبون يدفع جزء من إيجار البيت وآخر يتكفل بالطعام وآخر للموبايل والمكياج".

برعاية الدفاع الوطني

اتسعت بيوت الدعارة السرية في الريف الدمشقي في السنوات الأخيرة بعد سيطرة النظام عليه، وبعض النسوة امتهن الدعارة دون الانضمام لبيوت معلنة. يقول "تحسين" من جديدة عرطوز: "بعض النساء يمارسن الدعارة في بيوتهن مقابل مبالغ مالية بسيطة وأما الزبائن فهم عساكر وعمال من محافظات أخرى".

في جرمانا بالريف الغربي، أصبحت الحالة فوق التصور، حيث باتت مقصداً للباحثين عن المتع والمخدرات. يقول "رائد" من جرمانا: "بطبيعة المدينة المنفتحة فهي تضم السوريين على اختلاف طوائفهم، ومع ذلك تحولت المدينة على يد لجان الدفاع الوطني (الشبيحة) إلى وكر لتجارة المخدرات وهذا ما ساعد على اتساع تجارة الجنس. ففي جرمانا مئات البيوت التي تعمل بهذه المهنة".

"أبو وائل" من أهالي جرمانا يقول لـ "اقتصاد": "لقد بتنا نخاف على بيوتنا وأبنائنا، وبعض البيوت في جرمانا يأتيها الزيائن من داخل البلد وخارجها، وهؤلاء أصبحوا من أصحاب النفوذ والمال، وأصبحت الدعارة مهنة عابرة للحدود مترافقة مع جرائم أخرى كالقتل وتجارة المخدرات وتجارة الأعضاء".

دعارة مقنعة

بعض هذه الممارسات تتم تحت عناوين مختلفة، كأعياد الميلاد وحفلات موسيقية، ويتم فيها تعاطي المخدرات والحشيش والاغتصاب في حالات مختلفة، آخرها ما نشرته صحيفة "صاحبة الجلالة" الموالية عن حادثة اغتصاب قاصر في دف الشوك حيث تم الاعتداء عليها بعد تخديرها.

الأوضاع الاقتصادية السيئة -كما يقول "مؤنس" من سكان جديدة الفضل لـ "اقتصاد"- جعلت الناس في حيرة كيف تدبر أحوالها: "للأسف البعض يغض الطرف عن ممارسات في عائلته ولا يسأل ابنه أو ابنته كيف تأتي بالمال، ومتطلبات الحياة الغالية فرضت التساهل في الجانب الأخلاقي".

الريف الدمشقي النقي تحول مع الحرب وويلات الحياة إلى بؤرة للممارسات الشائنة، ومن يستطيع الصمود في وجه ما يجري في بلاد محطمة، كُتبت له النجاة.

ترك تعليق

التعليق