"اقتصاد" يرصد جدلاً واسعاً بين مدرسين سوريين مفصولين في تركيا


انتشر على وسائل الاتصال الاجتماعي منذ بدايات الشهر الحالي، أخبار ومنشورات تفيد بفصل معلمين سوريين عاملين في سلك التعليم بتركيا، وذلك من خلال "تبليغ" شفهي لبعض المعلمين في مدارس تركية، وهم من الذين تم فرزهم إليها منذ مدة، من مراكز التعليم المؤقتة للطلاب والتلاميذ السوريين.

وللوقوف على حيثيات الأمر انضم مراسل "اقتصاد" إلى مجموعة "واتس آب" أنشأها مدرسون مفصولون وتضم أغلبهم، بهدف الإطلاع من أصحاب القضية على ملابسات الموضوع، وما هي الأسباب والتفسيرات لهذا الإجراء المتخذ بحق العديد من المدرسين السوريين من جانب مديريات التربية في بعض الولايات التركية التي يعمل فيها مدرسون سوريون وفق عقد "GÖNÜLLÜ EĞİTİCİ TAAHHÜTNAMESİ" بالنسخة التركية، وترجمته بالنسخة العربية "كتاب تعهد موظفي التعليم المتطوعين"، وقّعه المعلمون مع اليونسيف والتربية التركية بالنسختين العربية والتركية.

ويرى أغلب من شارك في المجموعة المشار إليها أعلاه، أنها عملية فصل "تعسفي" بحق المفصولين من المدرسين في بعض الولايات التركية مثل اسطنبول واورفا وكلس وأضنة وغيرها، ليصل العدد إلى 21 ولاية تركية، بعدد 150 مدرساً مفصولاً- حتى ساعة إعداد هذا التقرير- من أصل ما يقارب 13 ألف مدرس سوريّ في سلك التعليم التركي.

 وتجدر الإشارة إلى عدم وجود عمليات فصل لمدرسين سوريين في ولايات تركية أخرى مثل العثمانية وقونية وغيرها.

مفصولون بين الخوف والتردد

عند الاستفسار عن أسباب الفصل من وجهة نظر المدرسين، لمسنا خوف الأغلبية أو عدم رغبة كثير من المفصولين، في مشاركة آرائهم الشخصية حول أسباب الفصل. ولم تبدِ إلا قلة قليلة -من المنضمين للمجموعة في "واتس آب"- رأيها واستعدادها للدفاع عن حقها كونها فئة مظلومة تم فصلها بدون وجه حق، ودون وجود لمبررات قانونية أو مخالفات بحقهم تستدعي فصلهم بهذا الشكل، حسب آرائهم التي نشروها في المجموعة.

فصل تعسفي.. ولكن

ولاستطلاع آراء بعض المفصولين وغير المفصولين من المدرسين السوريين في تركيا، نورد بعض الأمثلة لمداخلاتهم بعد ترميز الأسماء لرغبة الأغلبية في عدم ذكر الاسم الصريح.

يقول "ح. ح"، أحد المفصولين: "أنا مدرس في مدرسة يوجد فيها 160 طالباً سورياً ولا يوجد غيري فيها، وعلاقتي بالمدير كالأخوة، وأعمل في المدرسة على برنامج اكسل وورد وترجمان، المدرسة بدوني ضائعة كوني الوحيد المسؤول عن الطلاب السوريين فيها، علماً أني أملك بطاقة ماجستير من سوريا، وحالياً طالب ماجستير في جامعة تركية، وأكاد أصل للمراحل النهائية في تعديل الشهادة، ولدي مستوى C1 في اللغة التركية.. لأتفاجأ بأنه تم فصلي بدون ذكر أسباب، وبعد تواصل مدير المدرسة التركية مع التربية أخبرهم أنه يحتاج لي ومن المستحيل أن يستغني عني، فلماذا الفصل؟ فكان جوابهم له (لا يُعرف سبب الفصل)".

في حين ترى" س. م" وهي مدرسة سورية، تحدثت بشأن قرار الفصل: "برأيي الشخصي المتواضع يجب مراجعة مكتب (بيكتس) لمعرفة الأسباب، الكادر الإداري في المدرسة هو من يتواصل مع (بيكتس) بشكل مباشر.. المدير من يقرر إعفائك بتوصيل صورة معينة لهم، لأنه صاحب سلطة وقرار، ليس معقول أن يكون مدير بحاجة لوجودك وأنت فعلاً ملتزم ومداوم وبتشتغل على قدم وساق ويتم فصلك بهذا الشكل المجحف.. فالأسباب خاصة بين المدير والمعلم/ ة السوري، لن نتطرق لذكر الأسباب، والزملاء المفصولين أعلم بالأسباب الشخصية.. مع تمنياتي بعودة الزملاء المفصولين".

و Piktes (بيكتس) هي اختصار للكلمات التركية التالية:
Suriyeli Çocukların Türk Eğitim Sistemine Entegrasyonun Desteklenmesi Projesi.

وتعني إدارة مشروع تعليم الأطفال السوريين بدعم أوروبي، وهم مسؤولون عن المعلمين السوريين في التربية التركية. وكان من ضمنهم معلمون أتراك معينون من خارج الملاك بعقود في مدارس التعليم المؤقت للسوريين وانتهى عقدهم منذ ستة أشهر، وبقي المعلمون السوريون، ويبدو أنه هناك بوادر تخفيض لأعداد المعلمين السوريين أيضاً. وبشكل عام هو مشروع ضمن التعليم مدى الحياة التركية = Hayat boyu öğrenme، ولديهم الصلاحيات في إصدار قرارات إبقاء أو فصل المدرسين السوريين.

بدوره، يرى المدرس "م . ت" أحد المفصولين في ولاية اسطنبول: "عندما راجعت التربية لم يعطوني أي معلومات...مع العلم أني مداوم نظامي وما عندي أي مشاكل بالمدرسة، ولا أعمل في تدريس خاص أو غيره من الأعمال ولا يوجد سيكورتا".

ويعقب "خ. خ": "إن الأمر شبيه بملفات الجنسية العالقة في المرحلة الرابعة التي تم إزالتها من دون ذكر الأسباب".

وتؤكد ذلك "ي. س": "فصل المعلمين بشكل تعسفي ذكرني برفض الملفات في الجنسية التركية الاستثنائية كان كمان بشكل تعسفي، وفي الحالتين بلشوا الناس بالإشاعات على يمكن لأنه وراق مزورة أو الشهادة أو لأنه عليهن محكمة او او ... الخ.. بشكل عام القرارات يلي بتتاخد تجاه السوريين عم تكون بشكل غير مدروس وتعسفي وحتى من دون ذكر الأسباب.".

وحول احتمال أن يكون السبب عدم وجود شهادة جامعية أو عدم وجود شهادة لغة تركية أو عدم توقيع العقد الجديد مع اليونسيف والتربية، تقول "هـ. أ": "نحن وقعنا عقد جديد في ولاية (غازي عنتاب) متل كل سنة لمدة سنة متل العقد القديم يلي وقعناه، ويلي وقع عقد جديد مو معقول يوقع وبعدين يفصلوه، لكن موضوع أصحاب شهادات التومر (أي دورة لغة تركية) والبكالوريا وما إلى ذلك، ممكن أن يفصل".

وهنا يتدخل الأستاذ "ب. ع": "عم يفصلوا الجامعيين ويلي معه شهادة C1 باللغة التركية وواحد منهم ترجمان محلف".

ويعود" م، ت" ليضيف: "أنا شهادتي جامعية ولغتي التركية جيدة جداً ومعي B2 لغة تركية، بالنسبة للعقد وقعت مرتين أول مرة كان العقد قديم وفيه ساعات العمل 20 ساعة، بعدين خفضوها للـ 15 ساعة ووقعت عقد تاني من شهر تقريباً".

الفصل والتعتيم على الأسباب الحقيقية

يبين "م. م": "إخبارنا بقرار الفصل تم من قبل مدير المدرسة بشكل شفهي، مع أنني ملتزم بالدوام والعلاقة جيدة بيني وبين المدير".

على المقلب الآخر يرى البعض ومنهم "هـ .ز": "في تركيا ما في شي بلا سبب.. والشغلة مو أنو نحن مو شاطرين غير على بعض، الشغلة أنو أغلب المعلمين 80% دخلوا مجال التدريس وخاصة في مدينة اورفا وليس معهم شهاده جامعية.. وناس ما معها شهادة صف تاسع، أصبحوا معلمين...وكانت كارثة على الطلاب السوريين في البداية في مدارسنا في اورفا.. ولم أرى الحماس من قبل المعلمين الحقيقيين للتحدث عن ذلك الأمر.".

كما تضيف "ك. ا": "المشكلة لا نستطيع طرح رأي لنواجه القرار، لأنه للحقيقة حتى الآن الأسباب غير معروفة للفصل، ولا بد من وجود سبب ولا يوجد عشوائية وإلا كان أنا وأنت ولكن للأسف الجميع يخفي ولا يبحث عن الأسباب أو يخفيها لحتى تضيع الطاسة إن كانت التربية أو حتى المعلمين، يا ترى هؤلاء المعلمين الذين فصلوا لم يتوقعوا بحق أنفسهم سبب؟".

يتحدث "س.س": "وجهة نظري في ما يخص الزملاء المفصولين نحنا ما فينا نتخذ أي إجراء أو نخطو أي خطوة بلا ما نعرف أسباب الفصل، والمدرسين المفصولين عندهم نوع من التكتم على الأسباب مع إنو أي حدا انفصل على الأقل ممكن يقدر يرجح الأسباب اللي انفصل لأجلها.. ما في شيء بيتم بشكل تعسفي، وهاد مصطلح نوجد لكسب نوع من التعاطف مع هي القضية.. ممكن تكون عدم التزام بالدوام اللي كتير من الزملاء تهاونوا فيه بالفترة الأخيرة (فترة كورونا)، أو ممكن (انا هون عم قول يمكن) حدا قدم شهادات أو أوراق (مزورة) بهي الحالة لو تحركنا بيكون موقفنا عم نطالب بعودة مزورين لوظائفهم؟... شو رح يكون موقفنا بهالحالة ونحن من أول ما فتحت المدارس طالبنا بتنحية المزورين؟؟ وارد جداً أن يكون الأمر له تبعات سياسية يعني ممكن يكون تواصل بعض الزملاء مع جهات سياسية مشبوهة... بالنهاية الأمر كلو تحليلات لكن أهم شيء نعرف الأسباب ورا هالشي وبالنهاية إذا في أي زميل فصل ظلماً أتمنى له العودة لعمله بأسرع وقت، أما أي مزور يثبت عليه هالشي وينفصل لا يستحق مني أي تعاطف".

هل للفصل أسباب أخرى

من خلال المتابعة لمجموعة "الواتس آب"، كان البعض من المفصولين يشير إلى وجود سبب أمني للفصل، وهذا ما أكده تصريح مدرسين اثنين مفصولين (مدرس- مدرسة) بأن قرار فصلهم حسب ما تم إبلاغهم به في المدرسة "لأسباب أمنية، وكان قرار هذه المرة بشكل ورقي"، وهنا حاولنا الإطلاع على نسخة القرار أو صورة على الأقل، لكن لم يبدِ أي طرف ممن بلغ بالفصل لأسباب أمنية أي رغبة بالتعاون في هذا الشأن، وبرر أحدهم ذلك بالخوف وعدم الرغبة بنشر أي شيء بهذا الخصوص. كما لم يبدِ شخص آخر أي تجاوب بهذا الخصوص ولم يرد على استفسارنا.

وأيضاً، من خلال المتابعة مع مدرسين آخرين على إطلاع وتواصل مع معنيين بهذه القضية، تبين لنا أن المدرسين المفصولين لأسباب أمنية اعترفوا بوجود إشكالات أمنية لبعضهم، كما يوجد أحد المفصولين ممن تم ترحيلهم في سنوات سابقة إلى شمال سوريا لوجود إجراءات قضائية بحقه، ليعود لاحقاً بشكل غير نظامي إلى تركيا ويجري تسوية وضع، ورفع دعوى وكَسِبها، وعاد إلى العمل في التدريس، واليوم يظهر اسمه بين المفصولين من جديد.

اللافت أنه يوجد بعض المفصولين منذ سنين، دخلوا مجموعات "الواتس آب، وفيسبوك" ويحاولون الانضمام إلى المفصولين حديثاً ويضيفون أسمائهم إلى القوائم التي يعدها بعض الزملاء بهدف القيام بإجراءات قانونية ضد قرارات الفصل، حيث يعود فصل هؤلاء إلى أعوام سابقة وبعضهم قبل العام 2015 ولأسباب مختلفة، في حين بعضهم تغيب بشكل متعمد في سنوات سابقة وتم فصلهم في حينها. كما قام البعض بإضافة أسماء مدرسين غير مفصولين إلى قوائم المدرسين المفصولين بشكل متعمد، حسب ما لاحظنا من خلال الرصد والمتابعة.

ما يثير الاستغراب أكثر أن بعض الأشخاص يحاول "التشويش والتعمية" والإضرار ببعض المفصولين، وهذا ما قد يؤثر بشكل سلبي على المفصولين حديثاً وخاصة المظلومين منهم، وقد يعيق محاولات أو جهود رفع الظلم عمن فصل لأسباب غير قانونية أو غير منطقية.

والجدير بالذكر أننا حاولنا طمأنة المفصولين ممن دخلنا معهم في مجموعة "واتس آب"، أنه إذا كان هناك من يرغب بالحديث بشكل خاص أو بشكل سرّي إلينا، مع التأكيد التام بالسرّية وعدم ذكر الأسماء أو أي شيء يدلل عليهم، فلم نجد أي تعاون من أغلبية المفصولين، وفقط تحدث معنا مدرسون متعاطفون يعملون على نصرة زملائهم المفصولين "ظلماً" وفق رأيهم.

المعلم السوري وعقد التطوع

بدأت مسيرة التعليم السوري في تركيا منذ عام 2014 داخل المخيمات حيث عمل عدد من المعلمين السوريين بلا عائد مادي إلى أن انتقلت بعض الجمعيات والمنظمات الخيرية والجهود الفردية لافتتاح المدارس ضمن الولايات الكبرى بداية 2015 مقابل أجور مادية من الطلاب السوريين في بعضها ومجانية ببعضها الآخر، إلى أن تكفلت منظمة رعاية الطفولة بالأمم المتحدة "اليونيسيف" براتب المعلمين بداية من المخيمات بدعم 500 ليرة تركية، ثم توالت ارتفاعات المبلغ إلى 900 ليرة تركية، لتتوسع في الدعم وتصل لكل المدارس السورية خارج المخيمات بالتنسيق مع التربية التركية. ومع بداية خطة الدمج من قبل السلطات المحلية عام 2016، التي تم فيها إلغاء بعض الصفوف والبداية كانت من الصف الرابع والثامن والتي استمرت 5 سنوات وانتهت بإغلاق جميع المدارس الخاصة بالطلاب السوريين والتي سميت ضمن فترة الدمج مراكز التعليم المؤقت GEM، ونظراً لزيادة عدد المعلمين في هذه المدارس عن حاجتها، بدأت التربية التركية بفرز المعلمين السوريين ودمجهم بالمؤسسات التربوية التركية، حيث بلغ عدد المعلمين المتطوعين الموزعين في بداية العملية 13 ألف مدرس من حملة الشهادات الثانوية والجامعية وبعضهم يحمل شهادات عليا لغاية عام 2017. فيما تناقص عددهم لما يصل إلى 12 ألفاً بعد أن أنهى بعض المعلمين عملهم نتيجة السفر أو الانتقال لعمل آخر بدخل أفضل أو الإقصاء من قبل المدير أو بسبب مخالفته لشروط العقد الموقع. وكان نصيب ولايات اسطنبول وغازي عنتاب وأورفا، هو الأكبر من حيث عدد المعلمين، وتوزع أغلبهم على المدارس التركية بصفة مرشد ومترجم ومسؤول عن نشاطات الطلاب الأجانب والسوريين بشكل خاص، بينما تم فرز من يتقن اللغة التركية بشكل أكبر إلى مديريات التربية ومراكز التعليم الشعبي، وبعض الحالات تم فرزها للقائم مقام أو البلدية.

التعليم مصدر أساسي لمعيشة أغلب المدرسين

عملية الفصل للمعلمين اليوم تشكل معضلة وقطع باب رزق لهم، حيث يعتبر المورد الوحيد للكثيرين منهم، وهو ما يمكنهم من دفع أجور منازلهم على أقل تقدير، بالإضافة إلى أن أغلب المعلمين لا يعمل أو لا يستطيع العمل بأي مجال آخر. وهذا ما جاء على لسان "ح. خ" معلقاً على قرار فصله الذي يصفه بأنه "تعسفي وظالم وغير منطقي"، متسائلاً: "ماذا سأفعل الآن وأنا المعيل الوحيد لعائلتي، خاصة في ظل كورونا وقلة فرص العمل التي تطلب خبرة في مجالات لم نعمل بها سابقاً؟".

المعلم السوري في تركيا.. مغبون

اليوم مبلع الإعانة "الحوافز" المقدم من اليونسيف الذي يُعطى للمعلمين السوريين لا يصل الحد الأدنى لأجور العاملين في تركيا، كما يعاني المدرّسون السوريون في تركيا من غياب حقوقهم الوظيفية، باعتبارهم متطوعين غير موظفين، ولا يخضعون للنظام الوظيفي الذي يخضع له المعلمون الأتراك.

وما يزال المدرّسون السوريون يطالبون بحقوق الضمان الوظيفي والأمن الوظيفي، ككل الموظفين في السلك التعليمي، وأن يخضعوا لنظام الإجازات نفسه، ويحصلوا على تأمين صحي، وإذن عمل نظامي، ولكن هذا لن يتحقق إلا في حال رُفعت صفة "التطوع" عنهم، حيث أن صفة "متطوع"، هي التي تحرم المدرّس السوري من كل حقوقه.

وأخيراً

صرح لنا مدرس ناشط في متابعة قضية المفصولين، ويعمل في مركز تعليم الشعب التركي Halk eğitim، أن المعلمين السوريين كانوا على سيستم اسمه Yöbis تم افتتاحه من أجل الطلاب السوريين في المدارس المؤقتة، وعلى اعتبار أن وجود المدارس السورية المؤقتة انتهى، فلم يعد هناك لزوم لبقاء هذا النظام، فمن المتوقع أن يتم نقل جميع القيود والمعلومات إلى نظام آخر خاص، إما الى نظام "البيكتس"، أو لنظام التربية التركية. وما يشير إلى ذلك، الطلب من المدرسين تحديث بياناتهم لدى التربية التركية والتشديد على ذلك من شهادات ووثائق وغيرها، هذا ما كان له تأثير على تأخير صرف راتب الشهر الحالي، على الأغلب، وفق المدرس المشار إليه أعلاه.

ترك تعليق

التعليق